لماذا هي الشيطان الأكبر؟!
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -

لا يمكن أن تضع يدك في يد النظام الأميركي وتعتبر نفسك شخصا وطنيا أو حرا. ومهما كانت مبرراتك لمثل هذا الفعل فأنت تكذب. وأعتقد أنك يمكن أن تعمم هذا الحكم كمقياس للإنسانية والوطنية، فكلما كنت تكره وتعادي النظام الأميركي كنت إنسانا ووطنيا أكثر.
في البداية يجب أن نعي جيدا أن النظام الأميركي يقول مالا يفعل، مثله مثل الشيطان، ولكنه باستخدام الآلة الإعلامية الضخمة يقوم بتزييف الحقائق على الجميع، بمن في ذلك الشعب الأميركي. هذا النظام الذي يدعي انحيازه للديمقراطية تسبب في إيجاد معظم الأنظمة الديكتاتورية حول العالم، بل وقام بتدمير أنظمة ديمقراطية حقيقية في بلدان عدة عن طريق الاغتيالات والمؤامرات والغزو كما حدث في نيكارغوا وبنما التي كان نظام الحكم فيها يحظى بشعبية ويعمل جاهدا لتحسين معيشة الشعب. كما أن النظام الأميركي يعتبر الحليف الرئيسي لكل الأنظمة الاستبدادية حول العالم، كالنظام السعودي.
يجب أن نفصل هنا بين الإعجاب بمظاهر الحياة الأميركية وبين الإعجاب بما يفعله النظام الأميركي في الواقع، فالأول مخدوع والثاني مجرم. ولأن أسلوب الشيطان يعتمد على التضليل فإن أميركا تتخذ من التضليل استراتيجية رئيسية لتمرير مشاريعها الاستعمارية، وأولئك الذين يدعون أنهم أشخاص وطنيون ويبررون علاقتهم بالنظام الأميركي بأنها لمصلحة شعوبهم هم مغفلون أو عملاء، وغالبا هم عملاء، لأن جرائم النظام الأميركي تفوق بمراحل ما يمكن أن نحصيه عبر التاريخ من جرائم باقي الشعوب..
تحدث عن مصيبة ما تقع في أي قارة على كوكب الأرض، ستجد أن لأميركا دوراً فيه، سواء في آسيا أم في أميركا أم أوروبا أم أفريقيا، أو حتى في القطب الشمالي. أميركا تسبب التوترات والأزمات والانقلابات والثورات والاضطرابات والحروب. ويمكن لأي شخص الآن أن يعدد على الأقل خمسين بلدا أو أكثر كان لأميركا ضلع في التآمر والعدوان عليه، ما أدى لسقوط ملايين البشر قتلى حول العالم. وبينما الشيطان يكتفي بالوسوسة فإن النظام الأميركي يتآمر وينفذ وينهب ويقتل ويدمر حياة الكثير من الشعوب، خاصة تلك التي تمتلك الموارد أو تسعى للاستقلال والنمو، فهناك علاقة طردية بين هذه الأهداف ومستوى التدخل والتآمر الأميركي.
عندما يضع النظام الأميركي عينه على بلد ما فإنه يعمل أولاً على استهدافه إعلاميا وإثارة المشاكل فيه، بعدها تأتي مرحلة المؤامرات والانقلابات والاغتيالات والاقتتال الداخلي والحصار، وإذا لم يكن هذا كافيا لسقوط البلد وتنصيب حكومة عميلة فإن النظام الأميركي يقوم بالتدخل في هذا البلد سواء بحشد بلدان عدة ضد هذا البلد أم بشكل منفرد. الاستهداف يكون غالبا حرباً اقتصادية تترافق مع إثارة المشاكل الأخرى، يليه مرحلة الحرب المعلنة والتي تتدرج عبر القتل المباشر ثم إيجاد جماعات تقاتل بالنيابة عنه ثم مرحلة الحرب الأهلية، حيث تنتهي هذه المراحل كلها بانهيار البلد تماما مما يسهل بقاءه أكثر مدة ممكنة تحت الاحتلال وسرقة كل مقدراته، وأخيرا مرحلة وضع حكومة عميلة قابلة للسقوط بأي وقت. والشواهد كثيرة على ذلك.
الآن، وبدون تحيز، افتح التلفزيون وشاهد! راقب عدد المشاكل في العالم والأحداث والتدمير... سترى أن معظمها -إن لم نقل كلهاـ قد تسبب فيه النظام الأميركي أو إحدى أدواته. حتى لو فتحت قناة وثائقية ستجد أن مشاكل البيئة والمشاكل الاجتماعية والثقافية... الخ ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بالشيطان الأميركي، فهو لم يكتفِ بالوسوسة كما يحصل مع أي شيطان يحترم نفسه؛ بل إنه بنفسه يقوم بتنفيذ تلك المخططات الشيطانية في كل مكان. تخيلوا عالما لا وجود فيه للنظام الأميركي الذي يسيطر عليه اللوبي الشيطاني! كم كانت ستكون الحياة أفضل بالتأكيد؟

أترك تعليقاً

التعليقات