فلسطين تعري عملاء اليهود
 

عبدالملك سام

 عبدالملك سام / لا ميديا -
هناك عدة فوائد لما يجري اليوم في فلسطين. ولعل أهم ما كشفته أحداث غزة الأخيرة هو الدور الخبيث لأنظمة الخيانة العربية وما تلعبه من مؤامرات. وهذا يجعلنا نعرف بشكل جلي أسباب ما تعانيه الأمة أمام شرذمة من اليهود، وأنه ناتج عن الخيانة لا عن الضعف، فلولا خيانة الأنظمة العميلة لكانت "إسرائيل" في خبر كان منذ عقود. وبالتأكيد هذه المعركة ليست الأخيرة، ولكنها هذه المرة مختلفة، والقادم أعظم.
"إسرائيل" الحقيرة تحترف السخرية من العملاء الحقراء. وكم مرة وجدنا مسؤولاً "إسرائيلياً" وهو يظهر لنا على شاشات التلفزيون ليصرح بفضيحة جديدة، ويسخر من تواطؤ نظام عربي، ويتحدى أن يرد عليه أحد بعكس ما يقول! وفعلا نجد أنه ليس هناك من يتجرأ لينفي أو يعترض. وآخر هذه الفضائح ما صرح به مسؤول "إسرائيلي" عن مشاركة النظام الإماراتي في قصف غزة، وما تلاه من تصريحات عن مواقف داعمة للكيان الصهيوني تحت الطاولة، ويبدو أنه ليس للخيانة حدود، فقد تكشف لنا موقف إماراتي وضيع برسائل تبارك لـ"إسرائيل" القضاء على حركات المقاومة!
أيضا رأينا الدور الإعلامي المشبوه لقنوات سعودية وخليجية وهي تحاول تبرير ما ترتكبه "إسرائيل" من جرائم، لتتفوق في نفاقها ولؤمها على وسائل إعلام غربية. وهي بالمناسبة المحطات والقنوات ذاتها التي عملت لسنوات لتبرير جرائم العدوان الأمريكي السعودي على اليمن. وما تزال تؤدي هذه القنوات الدور التخريبي الشيطاني ذاته في أوساط المجتمعات العربية، وتتفنن في الكذب ونشر الانحلال والتفريق بين الناس دون وازع أو رادع!
كما رأينا ما فعله رئيس ما يسمى مجلس الشورى السعودي، عبدالله آل الشيخ عندما وقف ضد قرار البرلمان العربي بتجريم "التطبيع" مع عدو الأمة، في خطوة تثبت أن اليهود قد تغلغلوا بيننا، وأنهم لا بد سينكشفون لمن مازال في قلبه شك، حتى وإن لبسوا عقالا أو شالا أو حتى عمامة. وهذه حقيقة أكدها القرآن الكريم منذ 1400 سنة في قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض، ومن يتولهم منكم فإنه منهم، إن الله لا يهدي القوم الظالمين"، فمن لا يهتدي بعد هذا كله فهو من الظالمين بحسب الآية الكريمة.
أقول هنا إن ما يحدث في الخفاء أدهى وأعظم، وما يتكشف يوما بعد آخر هو جزء يسير مما يجري حقا خلف الكواليس، فأنظمة العهر والعمالة باختلاف أشكالها لا تتورع عن ارتكاب أفظع الجرائم والخيانات في حق الأمة المخدوعة بالمظاهر الكاذبة. وهذه الخدع ما كانت لتنطلي عليها لو أن هذه الأمة تحلت بالوعي. ولذلك عملت هذه الأنظمة العميلة منذ أن تم غرسها في أوساط الأمة على تجهيل الشعوب وتغيير اهتماماتها، ولذلك أيضا عمل العملاء على إشغال الشعوب عن مصالحها وإشغالها بحروب وفتن بينية ليمنعوا توحدها.
ما تزال الأيام حبلى بالمزيد من الفضائح. والمواطن العربي إذا لم يعِ ما جرى ويجري، فإنه سيظل يدور في المصائب والويلات كالجمل الذي يدور في معصرة الزيت وهو مغمض العينين. يجب علينا أن نرى الأحداث بعين الحر، لنستطيع أن نحكم على الأمور بصوابية ثم نعرف ما يجب علينا فعله لمصلحتنا ومصلحة أمتنا، وألا نسمح لليهود وعملائهم أن يقودونا نحو السقوط ونحن مكبلين بقيود الجهل، فهم يعملون بجد ضد دين الله وضدنا. أما نحن فلو توجهنا بشكل يليق بنا كخير أمة أخرجت للناس فإن هذا الصراع سيحسم في نهايته لمصلحتنا، فالله معنا، والعاقبة للمتقين.

أترك تعليقاً

التعليقات