ذو الفقار يوسف

ذو الفقار يوسف / لا ميديا -

بفعل ثورة 21 أيلول الفارقة تهاوى مشروع الأقلمة التفتيتي وأطيح بسلطة الوصاية كرافعة تنفيذية له؛ فكان العدوان الكوني، وكان الهدف الجوهري لتحالف دوله بقيادة أمريكا فرْضَ المشروع بالقوة العسكرية. ولا سبيل لذلك إلا بالإجهاز على المتغير الثوري الأنصاري وقيادته.
وبفعل صمود شعبنا الفذ بوجه العدوان وبسالة جيشنا ولجاننا وقوافل شهدائنا الأبرار تهاوت وتتهاوى دول التحالف، وتهاوى مشروعها التفتيتي الخبيث في جغرافيا الوجود الوطني المقاوم له بالقول والفعل.
وبفعل انبطاح مكونات الجغرافيا المحتلة للتحالف باسم فك الارتباط فإن جنوب اليمن الموسد للاحتلال هو المسرح الأكثر مواتاةً ونضجاً لساطور الأقلمة وتقطيع الأوصال. ومن الوهم المفرط الاعتقاد بأن المحتل سيمنح صبيان الانتقالي جنوباً متماسكاً موحداً لإقامة دولته المتوهمة، حتى وإن كانت هذه الدولة الافتراضية تدين بالولاء التام لغلمان نهيان.
يعمل الاحتلال وفقاً لقاعدة «ابدأ بالممكن وجاوز ما لا تستطيعه إلى ما تستطيعه». وإذا كان قد استعصى عليه تمزيق اليمن إلى 6 كانتونات فإن بوسعه تمزيق الجنوب المحتل إلى كانتونين وفقاً لـ»سداسية دنابيع الدولة الاتحادية» ذاتها، لكن بثنائية مبدئية جرى تبعاً لها تمكين يافطة «انتقالي الضوالع واليوافع» من «إقليم عدن» وكبح جماح هوسهم الغبي عند تخوم شبوة التابعة في حساب الأقلمة السداسية لـ»إقليم حضرموت» الذي جرى سلفاً تمكين يافطة «مؤتمر حضرموت الجامع» منه.
كل ذلك تم بتوافق تام بين الرياض وأبوظبي، وتحت رعاية أمريكية بريطانية، وتوجيه مباشر منهما للكيانين اللذين يؤلفان يافطة عربية تمويهية لمشروع الاحتلال الغربي وأداة تنفيذية لعدوان تحالفه على اليمن منذ البدء.
أخلت الإمارات محافظة المهرة للسعودية، وتموضعت في جزيرة سقطرى، وهما محافظتان مفروزتان على «إقليم حضرموت». وتموضعت السعودية في وادي حضرموت بعاصمته سيئون، ونصبت مجازاً شخصية شمالية على أهم منفذ بري للمملكة مع المحافظة الأكبر بين محافظات الجمهورية، حيث وضعت «هاشم الأحمر» ناظراً على منفذ «الوديعة». وبالمثل فإن وكيلها المحلي وناظرها على شبوة هو «علي محسن الأحمر» في مأرب شمالا. وهكذا فإن جغرافيا النفط والثروات المعدنية في الجنوب المحتل، والتي لا غنى عنها لدولة فك ارتباط مزعومة، ليست في عهدة الانتقالي المقرفص في عدن. في واقع الحال فإن حاجة المحتل للدفع بمكون رسمي انفصالي إلى الواجهة منذ البدء كان الهدف منه تجييش وقود جنوبي لاجتياح الحديدة غرباً وتعز جنوب غرب، والزحف بالاتكاء على الضالع لاحتلال إب والبيضاء وسطا وشرقاً، وهي محافظات كانت واقعة ضمن الشطر الشمالي سابقاً.. توجُّه وتعبئة وتحشيد يصب في المحصلة باتجاه الأقلمة السداسية (شرعية إخوان ودنابيع 7/7) وبدم مستقطب تحت يافطة «القضية الجنوبية ودولة فك الارتباط» التي انضوى (عفافيش 7/7) تحتها عقب احتراق ورقة ديسمبر التآمرية وانفتاح عدن المحتلة على غلمان المؤامرة الفارين من صنعاء، تماماً كما انفتحت للدنابيع والإخوان ولغلمان نهيان وسعود في مارس 2015 بالضد للقوى المناهضة للعدوان ومشروعه التفتيتي المعادي لكل الخارطة دون تمييز لمكون على آخر من المكونات الاجتماعية اليمنية، سواء بينها المناهضة أو المصفقة له، بفارق الخيبة والعار والخسران الذي حصده المصفقون من تصفيقهم اليوم (شرعية وانتقالي، تسديس مؤقلم أو تثنية شطرية). انتصر الانتقالي في عدن بأوامر مطبخ الاحتلال لا بقوة شعبيته وسلاحه، وانكسر في شبوة بالأوامر ذاتها. وفي الحالين فإنه لا مناص من أن يسيل الدم الجنوبي الساذج على مذبح تظهير هذه الهزلية القبيحة بصورة جادة ومقنعة، وكما لو أن طرفي الاحتراب يقاتلان في سبيل قضية يسميها هذا «جنوبية ودولة فك ارتباط»، وذاك «شرعية ودولة اتحادية»، وكلاهما فردتان لمشروع تمزيق تصب ريوعه الهائلة الدسمة في حضن الاحتلال الأجنبي، ولا عائد لمن يبيعون الدم بخساً في بورصات التصفيق له من عموم السذج سوى الخزي والعار والمآل الوخيم.

أترك تعليقاً

التعليقات