ذو الفقار يوسف

تلجأ الرياض إلى رأس «رجاء صالح» قد تسقط قبل بلوغ غايتها منه
تكتيل تناقضات الاحتلال في مواجهة أصحاب الأرض

ذوالفقار يوسف / لا ميديا -
ما يسمى اتفاق جدة بين خلطة العمالة الفصائلية الوظيفية، ليس أكثر من محاولة - يقوم بها المدير التنفيذي الغربي - بغاية تكتيل وتنغيم تناقضات مشروع تحالف الاحتلال العاثر بعد 5 أعوام، بغية إدامة المواجهة مع النقيض الأساسي والطرف الأصيل في الصراع، والمتمثل في القيادة الوطنية الثورية ليمن 21 أيلول المناهض للهيمنة الغربية بشقيها العبري والعربي.
الأدوات التنفيذية العميلة المحلية والإقليمية، لا تعلق آمالاً حقيقية على هذا الاتفاق مجازاً، فالآمال والخيبات ليست آمالها ولا خيباتها، بل آمال وخيبات مشروع المدير التنفيذي ومركز قيادة العدوان الكوني الأمريكي البريطاني، الذي يجد نفسه اليوم عاجزاً بالكلية عن تجاوز حقائق الاشتباك المُرَّة على الأرض أو الهرب من استحقاقات انتصار ورسوخ المشروع الثوري الوطني في تربة الواقع كوجود وكينونة غير قابلة للكشط والمحو، ولا مناص من الإقرار بها والاعتراف بمتغير انحسار زمن الهيمنة على اليمن، طال الأمد أو قَصُر. أمام ذلك هو يحاول تكتيل أدواته كخلطة دعاوى محلية متناغمة يقسر من خلالها أصحاب الحق والأرض والقضية على النزول عند مطالبها التفتيتية بوصفها مطالب مشروعة لمكونات اجتماعية أصيلة في البنية اليمنية يتحتم على القيادة الثورية تلبيتها على حساب وحدة النسيج الاجتماعي والتراب، وتالياً سيكون بوسع المدير التنفيذي تطويق المشروع الثوري بسلسلة جزر معزولة ومحتربة تمثل قنوات شرعية معترفاً بها دولياً يزاول من خلالها هيمنته، ويشل بها متنفسات النهوض الوطني التحرري الطامح والمناهض للهيمنة. لكن رياح الخيارات الثورية القادمة التي لاتزال القيادة تكبحها بأمل إتاحة الفرصة لمناخ حل سياسي وطني لا وصاية على أطرافه... هذه الرياح ليست فقط غير مواتية لأطماع المدير التنفيذي للاحتلال، بل أكثر من ذلك هي عاتية بحيث يمكنها اقتلاع جذور وصايته ونفوذه في المنطقة، والخسف بمراكب أطماعه إلى قاع اللارجعة.
اتئاد القيادة في إطلاق رياح الخيارات الجذرية الأنكى وجعاً، هو اتئاد المقتدر بالبراهين المنظورة، بينما تلوح محاولات الالتفاف والتنصل وتفخيخ مناخ الحوار المحتمل ومناورات تبديد الوقت التي ينهجها المدير التنفيذي الغربي للعدوان على أمل كسب متغيرات مستحيلة تجعله يتلافى الإقرار بحقائق واقع غير مواتٍ لهيمنته.. هذه المحاولات تبقى محاولات اليائس والعاجز عن اجتراح أفق خلاص واقعي لبقايا حيازاته الاستعمارية، كما وتعبير عن عمق الأزمة الوجودية التي يعاني منها مركز الهيمنة في تخوم سيطرته المطلقة بالمنطقة العربية وقلب الشرق الآسيوي، حيث يفلت من يده زمام القيادة الامبراطوري، وينكمش كيان حضوره الطاغي إلى محض دولة عظمى تناوش للإبقاء على بعض خيوط لعبة الأحادية الكونية في يدها، عوضاً عن أن تفلت من يدها كلياً.
هناك هدنة كمبادرة أحادية من صنعاء لم يثمنها العدو حتى اللحظة، وبالتوازي هناك ضربات نوعية زاحفة في عمق المملكة الجنوبي، قد تظهر قريباً على شكل انهيار دراماتيكي لبنية سيطرة الرياض العسكرية في هذا الحد، وإزاء هذا الزحف الخطير والصامت تحاول السعودية اختطاف بعض النفوذ في جنوب اليمن المحتل لمقايضته لاحقاً على جنوب المملكة المتداعي بيد أبطالنا. الأمر الذي يؤكد أن الرياض باتت أعجز اليوم منها في العام 2016 الذي ذهبت خلاله إلى اتفاق هدنة ثنائية مباشرة مع «الحوثيين» في الحد الجنوبي عُرف بـ«اتفاق 10 أبريل». وإمكانية مقاربة أمنها القُطري بهذه الصورة تبدو فوق طاقتها على اتخاذ القرار، فيما تسلك طريق رأس «رجاء صالح سياسي» مناور قد لا يسعفها الوقت لجني ثماره المحتملة، وتسقط سيادتها على نصف مليون كيلومتر مربع من تراب المملكة يتمثل في «نجران، جيزان، عسير».

أترك تعليقاً

التعليقات