مـقـالات - أحمد الحسني

لماذا وماذا لو صوتوا

أحمد الحسني / لا ميديا - ليس بعيداً أن يكون هناك من بين الـ535 الذين يحق لهم التصويت في الكونجرس الأمريكي من له ضمير حي أو قادر على الاستيقاظ بعد طول سبات؛ لكن التجارب علمتنا أن الضمير ليس هو ما يدير الأمور في تلة الكابيتول، وليس المعيار الذي يحكم القرارات المنبثقة من تحت قبتها البيضاء لنعلل بذلك تصويت المؤسسة التشريعية الأمريكية بغرفتيها على وقف الدعم العسكري الأمريكي لتحالف العدوان السعودي الإماراتي على اليمن. كما أن من المستبعد إن لم يكن من المحال تبرير صدور هذا القرار اليوم بأن الشيوخ والنواب الأمريكيين لم يكونوا يعرفون أن الإدارة الأمريكية كانت طوال أربع سنوات شريكاً في عدوان عسكري همجي وحصار غير إنساني، وكانوا يعتقدون مثلاً أن الطائرات الأمريكية كانت تزود بالوقود مقاتلات التحالف فوق الخليج أو أن إيران حقيقة في جنوب الجزيرة العربية، وأن القنابل العنقودية الأمريكية التي تقتل أطفالنا ونساءنا كانت جزءاً من ورشة عمل لتلاقح الحضارات وأن عرس سنبان كان اجتماعاً لأبوبكر البغدادي مع قيادات داعش...

المحامي الرخيص

احمد الحسني / لا ميديا - على خطى نظيره الأمريكي، تطوع وزير خارجية المملكة المتحدة مأجوراً للدفاع عن عدوان التحالف على اليمن، ولكن بطريقة أكثر إسفافاً. وكما اختار بمحض إرادته قبل فترة وجيزة أن يبدو كمهرج ويطل علينا من ميناء عدن بهيئة المراسل التلفزيوني غريب الأطوار محمد العرب، تحول هذه المرة وزير خارجية مملكة البريستيج والاتيكيت، ودون أن يُكرهه أحد، إلى كاتب رديء، مدبجاً مرافعته عن العدوان بمقال في إحدى الصحف الأمريكية قائلاً: "لنكن واقعيين ومنصفين، قبل أن يعلن التحالف الحرب على اليمن كان هناك في اليمن حرب"؛ أي أنه، بحسب واقعية معالي الوزير المهرج وإنصاف محمد العرب،...

بين يدي كبريائنا

احمد الحسني / لا ميديا - صباح جديد تميط شموسنا عن محياه دياجير الحلك، وعام خامس لقاماتنا مشرع على شرفة أخرى من الكبرياء ذراعاه مبسوطتان غبطة بأنا أتينا وعيناه معقودتان بنواصي جياد مشيئتنا التي ما كبت وصهوات عزتنا الباذخة تتدافع أيامه على السير في ركاب إبائنا، ويضبط إيقاع ساعاته على وقع حوافر خيلنا في رحاب الكرامة. أربعة أعوام كنا بنبل قيمنا وسمو أخلاقنا شهباً في عتمة لياليها الموحشة، وببأسنا وبسالتنا رعوداً قاصفة في قوائل أيامها المكفهرة. 48 شهراً من القصف والحصار تغضنت قسماتها لجلال إيماننا، وتحالفات جبارة ذلت لجبروت تحدينا، وترسانات عملاقة ركع عنفوانها على أقدام ثباتنا. 1461 يوماً من القصف المسعور والحصار الخانق عبرتها رقابنا على شفرات الصفاح واجتازتها قلوبنا على اسنة الرماح عشرات الآلاف من المرتزقة والإرهابيين وشذاذ الآفاق من القتلة المأجورين، مئات الآلاف من الغارات والصواريخ والقنابل، مليون موت وموت عبرنا لهواته هازئين ووقفنا في وجهه شامخين، خضعت دبابة الابرامز لبندقية الكلاشنكوف في أيدينا ولم نخضع، وأتخم مرابو الرأسمالية من خزائن وأعراض ملوك وأمراء النفط الخليجيين وتعبوا من مقايضة قيم الإنسانية بالبجعات السود لـ"بن..." و"بن..."، والتلمظ بنجيع جراحنا وأشلاء أطفالنا، ولم نتعب من انتعال وجوههم المبهرجة باصطلاحات التحضر الزائف والمدنية الأكذوبة....

جهد المقل يا حكومة

أحمد الحسني صحيح أنه من غير المنطقي أن نطالب حكومة الإنقاذ، في مواجهة تدني قيمة العملة الوطنية وغلاء الأسعار، بتحمل المسؤولية المنوطة بالحكومات واتخاذ التدابير اللازمة لإدارة اقتصاديات الحروب المتعارف عليها، وذلك بسبب وضعها الخاص كحكومة أمر واقع غير معترف بها رسمياً في المحافل الدولية حتى الآن، وبالتالي فإن كل التدابير والقرارات التي ستتخذها لن يتم التعامل معها خارجياً من قبل الدول والمؤسسات الاقتصادية الدولية، لدرجة تجعلها غير قادرة ليس فقط على اتخاذ السياسات الاقتصادية المناسبة، وإنما على منع السياسات المدمرة للاقتصاد كالطباعة التضخمية للعملة الوطنية، إضافة إلى أنها لا تتحكم في إدارة الموارد السيادية للدولة وكل منافذ الاستيراد والتصدير خارج نطاق سيطرتها،...

ما الذي بقي ليقال؟

أحمد الحسني / لا ميديا في فينا أو في مدريد، في الكويت أو لندن أو جنيف، لم يبق هناك ما نقوله لتحالف العدوان ومن فوقهم ومن تحتهم أكثر مما قلناه على طاولات التفاوض سابقاً. وفي واقع الأمر ليس هناك عاقل تتوافر لديه الحدود الدنيا من الموضوعية ينتظر منا أكثر مما قلناه. العالم كله ينتظر من التحالف أن يتخذ موقفاً عاقلاً ينهي الحرب والحصار، ونحن ننتظر أن يتخذ العالم موقفاً محترماً وجاداً لوقف العدوان ورفع الحصار. لم يبق لكي تقف هذه الحرب وتنجح العملية التفاوضية غير أن يكون لدى المرتزقة قليل من الشرف، وهذا مستبعد إن لم يكن محالاً، إذ لو كان هذا متوفراً ما حدث العدوان أو على الأقل لسحقه اليمنيون في أيامه الأولى، أو أن يكون لدى التحالف قليل من العقل، وهذا وإن لم يكن موجوداً بالتأكيد عندما بدأ العدوان إلا أنه يمكن أن يتأتى بالصفع والدروس القاسية، وما تلقاه التحالف كان كافياً لأن يعقل منذ أمد بعيد، أو أن يكون لدى العالم قليل من القيم التي ينادي بها، وهذا لو كان موجوداً ما كان للعدوان والحصار أن يتم أو على الأقل أن يستمر، ...

  • <<
  • <
  • ..
  • 4
  • 5
  • 6
  • ..
  • >
  • >>