«أرامكو» تحت النار
 

زين العابدين عثمان

زين العابدين عثمان / لا ميديا -
نجحت القوات اليمنية المسلحة في تنفيذ عملية كسر الحصار الثانية في العمق السعودي بموجة من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيّرة التي شملت 3 مراحل من الهجوم واستهدفت مجموعة من أهم الأهداف الحيوية في العمق، منها منشآت ومصافي شركة «أرامكو» في الرياض وينبع ومنشآت اقتصادية وعسكرية في مناطق أخرى من جيزان وأبها وخميس مشيط وظهران.
هذه العملية الواسعة، التي تشاركت فيها وحدات الصواريخ الاستراتيجية بعيدة المدى مع الطيران المسيّر، تأتي على وقع تهديدات القيادة العامة للقوات المسلحة لدول العدوان، لاسيما تهديد قائد الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله)، والرئيس مهدي المشاط، في ما يخص تبعات استمرار الحصار الخانق على الشعب اليمني وحتمية الرد، لذا فقد كانت مختلفة مع مشاركة القوة الصاروخية بصواريخ كروز والصواريخ الباليستية بعيدة المدى، وأيضاً كونها استجابة فورية لمتطلبات الردع الذي يأخذ مساراً تصاعدياً في زخم العمليات والاستهداف.
الأهم أن العملية حققت أهدافها بدقة من على مسافة أكثر من 1400 كم، ومثلت صدمة استراتيجية للعدو السعودي والأمريكي في المقدمة؛ إذ كسرت كل الرهانات التي راهن عليها، خصوصاً في مسألة فاعلية الأنظمة الدفاعية الأمريكية التي حاول تطويرها في الفترات الأخيرة بالتعاون مع شركة الدفاع الصاروخي الأمريكي «رايثيون»، وأيضاً في مستوى الفشل الفظيع للمنظومات البريطانية التي تم نشرها كمنظومات «كام» و»جيراف» لحماية المرافق والمنشآت الحيوية في الرياض وغيرها من المناطق الصناعية داخل السعودية.
العملية وكما هي رد استراتيجي مشروع للقوات المسلحة اليمنية، هي أيضاً رسالة جوابية لدعوات الرياض الزائفة والمخادعة حول السلام، وحملت رسالتين:
- الأولى: أن القوات المسلحة اليمنية بعون الله تعالى حاضرة لمواصلة عمليات كسر الحصار، وقد تم رفع حالة التأهب إلى المستوى الأقصى لتنفيذ عمليات هجومية لم يسبق لها مثيل وضرب أهداف فائقة الحساسية ليست في حسبان النظام السعودي والأمريكي معاً.
- الثانية: أنها رد واضح على دعوات الرياض للسلام التي تعتبر دعوات مضللة لا قيمة لها سوى تجميل صورة العدو السعودي والأمريكي والبريطاني أمام الرأي العام، وتغطية حجم الكارثة التي سببها الحصار، وأيضاً كونها مؤشراً إلى المزيد من التصعيد العسكري، لذا فهي رسالة جوابية مفادها أن هذه الدعوات لا تساوي الورق الذي كُتبت عليه، وأن الرد سيكون مدمراً إذا استمر الحصار والعدوان أكثر من هذا الوقت.
اختيار تحالف العدوان الحرب الاقتصادية وقرصنة سفن النفط وخنق الشعب اليمني بقطع كل وسائل المعيشة الرئيسية هي حرب إبادة شاملة لـ30 مليون يمني، ومواجهتها لن تتوقف عند مستوى محدد من العمليات، بل عمليات أوسع وأكثر تدميراً بالبنية الاقتصادية السعودية، لاسيما أرامكو التي تعتبر في مقدمة بنك الأهداف.

أترك تعليقاً

التعليقات