جرح غزة وتخاذل العرب!
 

جار الله نايف حيدان

جار الله نايف حيدان / لا ميديا -
قرون من الزمن وفلسطين تعاني، وكل فترة يتوسع جرحها النازف! نبحث في التاريخ هل هناك من ناصر وأيّد غزة بموقف يخلده التاريخ؛ لكنّا لم نجد سوى مواقف فردية لا تعبر عن بلد عربي بأكمله بل تعبر عن شخص معين بذاته.
ذهب جيل وأتى جيلٌ آخر، وفي كل مرحلة تتجدد الأحداث ليعلم الجيل الجديد أن فلسطين محتلة من اليهود، وأن موقف العرب مُخزٍ دائماً، وما لمسناه في المرحلة الراهنة هو حقيقة العرب وتواطئهم المخزي مع العدو، وكذلك تطور الحال بهم لأن يصلوا لتطبيع العلاقة مع الكيان الغاصب والاعتراف بأن «إسرائيل» دولة.
لقد كان للعديد من الدول العربية مؤخراً، كمصر والإمارات والبحرين والأردن، مواقف وعلاقات ظاهرة للعلن تجاه «إسرائيل» كدولة للأسف، كذلك السعودية بدأت تحسين علاقتها مع الكيان الصهيوني، لكنها ما تزال خجلة من إعلانه، بل جاءت بأكذوبة للإعلام بأن تطبيع العلاقة مع «إسرائيل» لم يأتِ إلا باتفاق معها وفيه شرط الاعتراف بفلسطين! مواقف تنكس الرأس، ولا تمت بصلة إطلاقاً للعروبة وعنفوانها.
محور المقاومة، الذي يجمع عدة دول (اليمن ولبنان وإيران والعراق وسورية) كان ومازال في أولوية أهدافه أو شعاره البارز «فلسطين قضيتنا الأولى». والحمد لله لم تكن مجرد شعارات إعلامية، بل ظهر التعاون والتكاتف الموجود فيما بينها للعلن منذ بدء «طوفان الأقصى» في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، فكل دولة من جهتها تساند وتضرب وتعمل ما بوسعها لنصرة غزة.
بلدنا اليمن، ورغم تعرضه لعدوان سعودي أمريكي على مدى 9 أعوام، كان له الدور البارز في معركة طوفان الأحرار، حيث استطاع أن يفرض حصارا ويقيد كيان العدو ويسقط هيبة «سيدة العالم» أمريكا.
اتخذ اليمن عدة مراحل وجولات من التصعيد في معركة نصرة غزة وأبناء الشعب الفلسطيني، بدءاً من الجولة الأولى المتمثلة في إغلاق البحر الأحمر أمام سفن العدو الثلاثي (أمريكا، بريطانيا، «إسرائيل»)، مروراً بالجولة الثانية: إغلاق البحر العربي وخليج عدن، ثم الجولة الثالثة: إغلاق المحيط الهندي ورأس الرجاء الصالح، حتى الجولة الرابعة: إغلاق البحر الأبيض المتوسط. ولا يزال اليمن على استعداد وترتيب لمرحلة خامسة وسادسة كما قال قائد الثورة. وهكذا يقابل اليمن ودول المحور استمرار العدو الصهيوني بحصار غزة بتصعيد أعظم لأجل غزة ونصرة أهلها ورفع حصارها.
إنه زمن اليمن، زمن محور المقاومة، زمن تأديب أمريكا، زمن نُصرة وتكاتف دول الأحرار مع غزة، زمن الانتصار لفلسطين إن شاء الله.

أترك تعليقاً

التعليقات