عقلية المحارب
- مالك المداني الجمعة , 27 سـبـتـمـبـر , 2024 الساعة 7:09:53 PM
- 0 تعليقات
مالك المداني / لا ميديا -
لقد أدار حزب الله معركته الأخيرة بعقلية «بطل ملاكمة»، لا خبير عسكري!
هل شاهدتم نزال بطل العالم للوزن الثقيل جورج فورمان ومحمد علي كلاي من قبل؟! لقد استمر هذا الأخير في تلقي الضربات، وخسارة كل جولة دون أن يظهر أية ردة فعل تذكر، كل ما فعله هو «الوقوف» والسماح لفورمان بإيساعه ضرباً طيلة سبع جولات كاملة، والهمس في أذنه :هل هذا كل ما لديك أيها المغفل؟!
ما الذي يفعله علي؟! حتى فورمان لا يعرف!
«هُزم علي، فقد عزيمته، انتهت مسيرته، سيقع في أي لحظة»، هذا ما كان يردده الجميع، حتى قرع جرس الجولة الثامنة وقام بتفجير المفاجأة: بوووم.. ثلاث لكمات مباغتة وخطافة، سقط فورمان، لم يسقط بمفرده، بل اصطحب معه جميع التوقعات، فقط محمد علي وحده من لم يسقط ليلتها، لم يكن نزال ملاكمة فحسب، بل اختبار تحمّل، وحرباً نفسية تلقى فيها جورج فورمان هزيمة ساحقة، رغم تفوقه الجسدي آنذاك!
هذا بالضبط ما قام به حزب الله. لم يكن متحضراً كفاية، تلقّى الضربات، تعرض للإصابات، ربما خسر جولة أو اثنتين، لكنه لم يبدِ أي انفعال، حافظ على ثباته الذهني!
هتافات «رابطة مشجعات إسرائيل» لم تؤثر عليه، امتص الهجمة، استغل زخمها، ثم فجأة: بووووم! فجّر المفاجأة وحسم نتيجة النزال.
حزب الله لم يسحق الكيان الصهيوني فحسب، بل قام بسحق جماهيره كذلك.
يمكننا شن مائة غارة في الليلة الواحدة! مثير للإعجاب، لكن هل يمكنك تحمل عشر؟!
هذا نزال ملاكمة، وأنت تتحدث عن كرة الطاولة، عليك المواكبة إن أردت النجاة.
الشهيد إبراهيم عقيل ورفاقه خسارة ثقيلة، لكن من الواضح أن سجلات حزب الله تُخفي الكثير من المفاجآت المخيفة، والحمقى كعادتهم يسيئون التقدير.
أترك تعليقاً
التعليقات
- الثلاثاء , 20 يـونـيـو , 2023 الساعة 9:19:16 AM
جميل خداً
المصدر مالك المداني
زيارة جميع مقالات: مالك المداني