أدوات الصهيونية في وجه الأمة
 

عدنان الشامي

عدنان الشامي / لا ميديا -
لا تعجبوا من تحريك المرتزقة في سورية، فهم ليسوا سوى أزرار رخيصة على لوحة التحكم الصهيونية، تُضغط لتتحرك حيناً، وتُعطَّل حين تهب عليها رياح الكرامة. هؤلاء المرتزقة، الذين ادَّعوا الإسلام زوراً، ليسوا سوى جنودٍ على رقعة شطرنج العدو، يحركهم وفق مصالحه، دون أدنى شعور أو إرادة.
الصهيوني جبان، لا يجرؤ على المواجهة المباشرة؛ لكنه متخصص في الحروب الغادرة. وبعد خسائره أمام حزب الله، لجأ إلى هؤلاء الدمى لشن حرب قذرة غير مباشرة، تهدف إلى إضعاف المقاومة وقطع شرايين الإمداد التي تمر من سورية، عله بذلك يخفف كابوس المقاومة الذي يجثم على صدره الهش.
هؤلاء المرتزقة الذين يدّعون أنهم «حماة السنة»، لكنهم في الحقيقة خناجر مسمومة في ظهر الإسلام، أدوات بيد أعداء الأمة. هم جماعة «داعش»، وهم الفكر التكفيري، ذلك التنظيم الذي صنعه الصهيوني، وغذته السياسات الغربية وأموال الخليج.
أين هم اليوم من غزة؟! أين صواريخهم التي ادّعوا أنها نصرة للإسلام؟! أين فتاوى شيوخهم؟!
غزة تشتعل بنيران الإبادة، وأطفالها يُقتلون بلا رحمة، بينما هؤلاء الدمى لم نسمع لهم همساً!
هؤلاء ليسوا سوى رماح مكسورة تُوجَّه إلى صدور الأمة، لا أعدائها، أدوات لضرب الإسلام باسم الإسلام، ولتفتيت الأمة تحت رايات زائفة.
أما علماء السلاطين والوهابية، فأين أصواتهم؟! أين فتاواهم التي تحث على نصرة غزة؟!
نعم، سمعناهم يوم أن دعوا الأمة إلى القتال في سورية تحت شعارات طائفية مقيتة؛ لكنهم صمتوا صمت القبور أمام مجازر غزة. هؤلاء لا يُفتون إلا بما يرضي أسيادهم في القصور.
غزة ليست على أجندتهم؛ لأنها ليست على أجندة الصهيوني الذي يُملي عليهم ما يقولون. علماء السوء لا يرون في دماء الفلسطينيين إلا ماءً، وفي صمود المقاومة إلا تهديداً لمصالحهم.
لم يتأخر هؤلاء التكفيريون من الإخوان و»النصرة» وأشباههم عن الاستجابة السريعة لنداء نتنياهو، فكانوا جنوداً أوفياء للفتنة التي أشعلها العدو في سورية. حملوا راية القتال، ليس دفاعاً عن الأمة، بل خدمة لمشروع الصهيوني الذي زرعهم في جسد الأمة كسرطان ينهش من الداخل.
إن للصهيونية أدوات كثيرة، عملاء مبرمجين على الطاعة العمياء. هؤلاء العملاء ليسوا سوى بنيانٍ هشٍّ صنعه العدو على شكلٍ واحدٍ، يُحركهم كالبيادق، ويبدل أدوارهم كما يشاء.
فلا تستغربوا إن تحركت آلة الحرب التكفيرية في سورية بينما غزة تصرخ، فهذا جزء من المخطط. ولا تنتظروا منهم صاروخاً على «تل أبيب» أو حتى كلمة تنديد، فقد ربتهم «إسرائيل» على ألا يوجهوا سهامهم إلا إلى صدور المسلمين.
وفي حين تسطر غزة ملحمة الصمود، وتُعيد تعريف معنى العزة والإباء، يتساقط المرتزقة كأوراق الخريف في خيانة الأمة. فالمقاومة الحقيقية تعرف عدوها وتواجهه بشرف. أما المرتزقة فهم عار الأمة وخناجر العدو المسمومة.
سيأتي يوم تحاسب فيه الشعوب كل من خانها. وستبقى المقاومة هي السيف الذي يقطع أوتار الطغيان، مهما حاول العدو تحريك مرتزقته لإطفاء نورها.

أترك تعليقاً

التعليقات