مختار عبدالكريم جدبان

مختار عبدالكريم جدبان / لا ميديا -
‏ما فعله الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ليس شيئاً عادياً ولا بسيطاً أبداً!
لقد غيّر مجريات الأحداث والقواعد والأفكار المغروسة في عقول الناس منذ عشرات السنين في وقتٍ قصيرٍ جداً... ولمئات السنين القادمة!
ليس في الأمر مبالغة؛ فعلَ ذلك حقاً!
عندما تأتي اليوم تقرأ وتسمع ما قاله قبل عشرين عاماً. تقف مدهوشاً ومبهوراً بمدى عمق رؤيته ونظرته الأعمق. ومذهولاً وعاجزاً بتفرده وامتلاكه تلك الثقافة الشاملة لكل مناحي الحياة!
رؤية مختلفة تماماً عن بقية الرؤى التي عرفها وأعتنقها بقية البشر!
كيف لشخصٍ في أقصى الأرض القدرة على التأثير في مجاميع من الناس -أقصى طموح معظمهم أن يمتلك قوت يومه- حدّ إقناعهم بأن كل ما مر عليهم في حياتهم ورأوه وسمعوه لم يكن حقيقياً، إنما مجرد خداع وتضليل وكذب، وثقافات مغلوطة بثّها العدو وعملاؤه في عقولهم ومسامعهم، حتى أصبحوا الآن محور الحديث والاهتمام العالمي بعد أن كانوا لا يكاد يعرفهم إلا جيرانهم؟!
أيّ قدرةٍ هذه، وأيّ كاريزما؟! أيّ قوةِ حُجةٍ، ومَلَكَة إقناعٍ هيَ؟!
أمرٌ محيّرٌ فعلاً!
لكن عندما تبحث بتجردٍ وحياد، وتدقِّق في تفاصيل شخصيته وفكره ورؤاه؛ تتضح لك الصورة قليلاً.
لم يكن كأحدنا، يعرف أن الله موجود وأنه على كل شيءٍ قدير. لا، لا. لم يكن كذلك، كان مؤمناً حق الإيمان أن الله موجودٌ فعلاً في كل شيء!
يعلم علم اليقين أن كلام الله واقعٌ لا محالة، حتى وإن بدا الأمر صعباً أو شبه مستحيل، وبنى على ذلك الإيمان واليقين كل مواقفه وقراراته وتصرفاته.
لنأخذ مثلاً قول الله تعالى: «ولينصرنّ الله من ينصره». هذه آيةٌ في كتاب الله لطالما سمعناها مراراً وتكراراً؛ لكن أغلبنا ليس مستعداً للتصديق بها والعمل على أساسها!
من هو الذي يمتلك الإيمان الكافي لينصر الله على كل المستويات حتى عسكرياً؟!
هل هناك من كان مستعداً لنصرة دين الله في مواجهة أمريكا والدول العظمى في ذلك الوقت، وكله ثقةٌ تامة بأن الله سينصره فعلاً؟!
لا أعتقد ذلك. لم يكن هناك أحد!
أما هو فمستعدٌ لذلك وما هو أكثر!
أغرب من ذلك؛ لم يكن معيار النصر لديه أن يظفر بالنصر وتسلم حياته ويعيش بقية عمره منتشياً بنصره!
كان يؤمن أن عليه بذل السبب فقط، والله سيتكفل بتنفيذ وعده!
حتى لو قُتل أو تعرّض للمصاعب؛ لم يكن هذا معياراً للخسارة أو عدم تحقق وعد الله.
ما دام الله وعدَ بالنصر فسينصره لا محالة!
وقِسْ على ذلك بقية الآيات. ستجد أنه كان استثنائياً في كل شيء!
كان مرتبطاً بالله لدرجة تفوق الخيال بحق. يصُعب شرحها أو حتى استيعابها!
أقلّ ما يمكن القول عنه أن ذلك الارتباط جعل نور الله يجري على لسانه وبين يديه، وفي عينيه وعلى مسامعه!
استُشهد نعم؛ لكن، تأملوا قليلاً لواقع اليوم. ألم ينصره الله حقاً؟! ألم ينصر من ساروا على نهجه ومضوا في طريقه؟!
ألا يزال ينصرهم وسيبقى كذلك ما داموا مؤمنين به، ملتزمين بأوامره، مصدقين لوعوده؟!
بلى ورب الكعبة لقد صدق وعده ونصر عبده!
هذا ما تفعله ثقافة القرآن بالمؤمنين المتثقفين بها، الآخذين لها، المعتمدين عليها!
أجمل ما في الأمر أن له أخاً يمتلك ما امتلكه من كل تلك المزايا والصفات. والأجمل أن الله نصره وينصره كما نصره!
السلام على حليف القرآن. السلام على الشهيد القائد. السلام على الحسين ابن بدر الدين.

أترك تعليقاً

التعليقات