الشهيد الغماري.. حين يرحل العظماء
 

جلال عويدين

جلال عويدين / لا ميديا -
عندما يرحل العظماء تنقص الأرض من أطرافها، وتنطفئ منارة كبرى كانت ترسل إشعاعات خيرها ونورها في ربوع العالمين.
عندما يرحل العظماء تنفطر لذهابهم القلوب، لكونهم حماة الأمة وركنها الركين وصمام أمن قيمها ومبادئها التي ترتفع بها إلى مصاف الأمم الخالدة ذات الإسهامات الكبرى في حياة البشرية.
نقف اليوم بمشاعر عميقة تشتعل فيها الحسرة والألم في موقع رثاء رجل بأمة؛ رجل أحيا شعبه وعمل ليل نهار لخدمة قضايا أمته التي تآمر عليها القريب والبعيد، في زمن التبعية والهوان والردة عن المبادئ الناصعة والمعاني الجميلة.
الشهيد هاشم الغماري واحد من العظماء الذين أنجبتهم اليمن، ووهبتهم شمائل، وحبتهم بقدرات وطاقات متميزة ارتقت بهم إلى قمة المجد وذرى العمل والتضحية والعطاء.
الشهيد هاشم الغماري عليه السلام رجل ليس ككل الرجال، ورمز ليس ككل الرموز، فما تركه الرجل الفذّ بين دفتي كتاب حياته، الذي تتقاطر من صفحاته المضيئة كل صور العطاء والتضحية، يضعه حتماً ودون جدال في المرتبة الأسمى التي لا يجاوره فيها إلا نفر قليل من رجال هذه الأمة.
ربما لا يعرف الكثيرون سيرة الشهيد هاشم الغماري، الذي شكل نموذجاً للإصرار والمواجهة والتحدي في كل الميادين وفي مختلف الأوقات، أو يدركون بعضاً من العناوين العريضة التي بزغت في مرحلة ما من مراحل حياته التي تختزن في صحائف أعماله مدونات كتبت بمداد الذهب والمجد والفخار، على إيقاع مراحل وعهود زمنية عصفت بها التحديات وسرت فيها المؤامرات سريان النار في الهشيم.
لقد مثّل هاشم الغماري مدرسة فكرية كبرى متكاملة الأبعاد والزوايا، وموسوعة سياسية شاملة طبعت بصماتها المؤثرة في كل مكان، وتركت آثارها العميقة في حياة اليمن واليمنيين جميعاً.
لقد أثارت فاجعة رحيله ومفاجآتها غصة في الحلق، وانحساراً لمدد الرفقة الجميلة، وانطفاء لومضة نبل إنساني. وإذا اجتمع في المرء النبل وحب الخير وكرامة النفس والوقوف عند الحق فقد ترك الدنيا، وهي أحسن مما وجدها. وفي هذا عزاء لنا وأي عزاء؟!
فليبكِ جميعكم معي حزناً على الشهيد محمد عبدالكريم الغماري! أعطوني عيوناً أبكي بها فقد جفت مدامعي!
هنيئاً لك سيدي هاشم!

أترك تعليقاً

التعليقات