أبو ساجد الجنيد

أبو ساجد الجنيد / لا ميديا -

يقول الله تعالي: "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى" (صدق الله العلي العظيم).
ألم يعانِ رسول الهدى صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين من أدعياء الإيمان إلى آخر لحظات حياته ومازلنا نعاني من نتائج أعمالهم إلى اليوم؟!
ألم يخاطب الله رسوله في القرآن الكريم عبر آيات كثيرة ويحذره من خطورة من هم معه من "الداخل".
ونعلم علم اليقين ما فعل هؤلاء المنافقون بالإمام علي عليه السلام وآل بيت محمد في حينها!
ألم يقعدوهم في بيوتهم مع كل المخلصين لهم، واستفرد كل منافق وعميل بأمر الأمة وبالسلطة، حتى وصل الحال لتصفية البعض منهم تحت مسمى حرب الردة وأنهم يفسدون على سلطة النفاق حكمها؟! ألم يكن كل ذلك الاعوجاج وما حل بالأمة من "الداخل"؟!
عندما بايع الناس عن قناعة كاملة أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام وآل إليه أمر الأمة، هل سكت عن الفاسدين والظالمين وغيرهم؟! أم أنه كان من أولويات أعماله رفع الظلم وتصحيح "الداخل"، رغم قلة أنصاره وتكالب منافقي "الداخل"، مع اليهود والروم عليه؟! هل انتظر وقال: معانا عدو خارجي مش وقت نحاسب من في "الداخل" وهو سيد الحكماء ووصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وولي الله في أرضه؟! هل سكت وقال: بايجي لهم وقت هؤلاء المنافقين؟!
لا لم يسكت، وحصل كل ما حصل وأنتم تعرفونه، لأن التصحيح والنجاح يكون من الله ومن قواعد صحيحة وسليمة خاصة من “الداخل”.
وما حصل للإمام الحسن بن علي عليه السلام وجعله يجنح لما حصل أليس فساد وتخاذل من هم في “الداخل”؟!
وما حصل للإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، ألم يكن بسبب المنافقين والمتخاذلين من هم من “الداخل”؟!
وما حصل للقائد مختار الثقفي من خذلان وقهر، ألم يكن من المنافقين والمتخاذلين من “الداخل”؟!
وما حصل لقرين القرآن الإمام زيد بن علي عليه السلام، ألم يكن من نفاق وتخاذل من هم من “الداخل”؟! وعبر كثيرة جدا بالأسباب نفسها حصلت للأمة بعدهم إلى يومنا هذا.
ألم تكف تلك الآيات والعبر من القرآن والتاريخ أن تجعلنا نولي جزءاً كبيراً من اهتمامنا بإصلاح “الداخل”؟! أم أننا ننتظر النتائج نفسها طال الزمان أو قصر، سواء مع العدوان أم بعد انتهاء العدوان؟!
وصدقوني ما يجعل الكثير يتحمل كل ما يحدث من أصحاب “الداخل” هو وجود العدوان الخارجي، وأيضاً تضحيات ومواقف الجيش واللجان الشعبية التي لها دور كبير في صبر الناس وتحملهم، وما زالت وستظل تنتظر الشرفاء الذين في الجبهات أن يزيحوا كل ظالم وفاسد استغل فرصة انشغالهم بالعدو الخارجي.
وأنا أتوقع وأجزم ويعلم الكثير من أهل الحكمة أنه لن يكون هذا السكوت والتحمل والتغاضي عن فساد وظلم من في “الداخل” حاصلا بعد انتهاء العدوان أبداً أبداً. ولذلك يجب ويلزم النظر والحزم والمحاسبة والحذر من الذين ينخرون في جسد هذه المسيرة مثل السرطان من “الداخل”، مهما كان الثمن. ولا بد أن نتناهى عن المنكر ولا يصيبنا مثل ما أصاب الذين من قبلنا.
ولا نكون مثل قوم صالح عليه السلام يضربنا الله مع هؤلاء الظالمين بسبب سكوتنا، بل وعلى الأقل نكون من الذين كانوا ينهون عن السوء من أصحاب السبت لينجينا الله ثم ينزل عذابه البئيس على كل ظالم وفاسد.

يا سيدي، من أراد رفع الظلم عن نفسه لا يجد من ينصفه، وخاصة عندما يكون الفاسد من أصحاب المناصب من “الداخل”!
يا سيدي، من تكلم عن فساد أو ظلم ولو بطريقة عفوية صبوا عليه كل التهم وحبسوه وعاقبوه وخونوه ونبذوه إلى الربذة كما فُعل بالصحابي الجليل أبي ذر الغفاري. فهل عندما تكلم أبو ذر الغفاري عن فساد كان مخطئاً وأصبح بوقاً من أبواق العدوان؟!
يا سيدي، عند الفاسدين من “الداخل” طرق وأساليب عديدة وخبيثة يخرسون بها صوت المظلومين، وعندهم ألف صحراء وربذة لمن يخالفهم أو يقف في وجههم.
يا سيدي، تعلمنا منكم أن الإيمان الصحيح يبدأ من عند الله وينتهي بمواجهة أعداء الله. أليس من يفسد ويظلم وينهب في “الداخل” باسم المسيرة هو من أعداء الله ويجب علينا محاربته؟!
يا سيدي، فاسدو “الداخل” يحاولون بأفعالهم نزع حب الناس لك ولكل المخلصين من حولك.
يا سيدي، الفاسدون يتطاولون في البنيان والمشاريع الضخمة والاستثمارات عن طريق غيرهم، ولا يوجد من يحاسبهم أو يقول لهم: من أين لكم هذا؟!
يا سيدي، المحسوبية والشللية أصبحت ظاهرة وبقوة في كل مفاصل الدولة.
يا سيدي، كل فاسد له مركز في الدولة أصبح لديه جانب إعلامي متطور يصحح ويغطي له فساده، وبالوقت نفسه يهاجم به ويشوه كل من يعارضه أو يعارض أتباعه. 
يا سيدي، هناك الكثير من الشرفاء والمخلصين وأصحاب الكفاءات الذين بذلوا الدم والمال من أول يوم مع المسيرة تم استبعادهم وتشويههم عند القيادة واليوم قاعدون في بيوتهم لا يجدون حتى ما يأكلون ومازالت أنفسهم عزيزة ومازالوا محتسبين وصابرين.
يا سيدي، هناك ناس وقفوا ضد المسيرة في بدايتها بكل ما يستطيعون من قوة، واليوم مسيطرون ومتحكمون في أغلب أمور السلطة، خاصة في محافظتي تعز وإب.
يا سيدي، الناس تتألم كثيرا من فساد “الداخل” وأنت تعلم بحبهم وإخلاصهم للمشروع ولك، فكن في عون العامة وحاسب كل ظالم وفاسد من الخاصة.
يا سيدي، الناس تراك سفينة النجاة وكلهم ثقة بالله وبك وبكل الشرفاء المخلصين من حولك لتنقذهم من ظلم وفساد “الداخل”.
وأنا على يقين أن النملة تنتظر منكم إصلاحات ومحاسبة وتصحيح في “الداخل” لكي يرضي الله عن الجميع. وصدقوني، إن النصر بعد التصحيح سيكون من نصيبنا بإذن الله في غمضة عين.
"إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا" (صدق الله العلي العظيم).

2020/7/10

أترك تعليقاً

التعليقات