الشيخ/ وليد منصور جياش

الشيخ/ وليد منصور جياش -
نهنئ ونبارك لجميع أبناء أمتنا اليمانية والعربية والإسلامية المجاهدة، بمناسبة حلول ذكرى يوم القدس العالمي الذي اختطه (عدنان الآخرين) الإمام الخميني، رضوان الله يغشاه، ومن الحري أن يذكر المجتمع قضاياه الجوهرية ليمضي قدمًا في طريق النصر والتمكين والعزة الإلهية التي ارتضاها الله للمؤمنين.
ما ينبغي قوله في هذه المناسبة هو التذكير بوحدانية الله كإله واحد لا شريك له، وخطورة الانحراف عن وحدانية الله والإشراك به بأن نتبع توجيهات مخالفة لتوجيهاته ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، أو هي تلكم التوجيهات الظالمة التي يختطها المجرمون لتقوية مراكز نفوذهم وتسلطهم واستخفافهم بمن ولوا على رقابهم ليختلقوا سلطانًا لا يرتضيه الله للتنكيل بعباده والصد عن السبيل استكبارًا في الأرض بغير الحق يبغونها عوجًا.
ومن أشر وأقبح أنواع الاستعباد هو من مظلته الهداية وجذوره المظلومية كمظلومية بني إسرائيل في الأولين ومنتحلي صفة الهداية والدين زيفًا في الآخرين، ولعل أهم مكامن تسلطهم وجبروتهم وطغيانهم عدم وجود من يقف أمام فسادهم وإفسادهم، وتخلي المجتمع عن عبادة الله واتباع توجيهاته التي فيها الخير الكبير وانسلاخهم عن آياته ونعمه الظاهرة والخفية، وخنوعهم للطغاة والمجرمين، فيصبحوا هم العون للطغاة والمستكبرين، ويحل الظلم ويسرطن المجتمع ويفتك به ويأكل الكبير الصغير في نظام شيطاني خسيس، ليصبح النفاق ولاء وطاعة، والصدق جريمة، فيختل نظام المجتمع، وينفرط عقد النظام ليصبح المجتمع مفككًا سقيمًا يدعي الصلاح والهداية وهو في ضلالة الذل والاستعباد والاحتقار والاستصغار والضيق والهوان.
وخلاصة القول، إن الفكاك من ذلكم الواقع المؤلم هو عبادة الله وحده الذي يدعو للصدق والأمانة والشجاعة وجميع الصفات الحسنى، وتعرية الشياطين الجاعلين من أنفسهم آلهة يشرعون الفساد والضلال، ويستعبدون الناس، ويجعلون منهم أدوات رخيصة لتسلطهم وإذلالهم.
يجب أن يدرك الإنسان عظمة خالقه وعظمة وجوده في هذه الحياة، وإمكانية قدرته على إحداث تغيير كبير في مجتمعه وبيئته متى عرف الله حقًا، ولم يشرك بعبادته أحدًا، ومتى تخلص الإنسان من غفلته وتيهه، وتفكر في عظمة الله وعظمة نعمه عليه وعلى من حوله، وتذكر آيات الله في الخلق والحياة والموت، واستمرار ذلك النظام الإلهي العجيب، سيدرك ضرورة الثقة بالله، وحتمية اتباع توجيهات الله التي فيها النصر الحتمي، وبها الخلاص من الطغاة ونظامهم الهش والعقيم.
وعند النظر إلى القصص القرآني يتضح لنا جليًا تأييد الله لعباده المتقين في آيات بينات (معجزات) قد ينزلها الله لعباده المتقين في هذا الزمن، بل أحسن منها متى أدركوا قربهم من الله وامتثالهم لتوجيهاته لا لتوجيهات الظالمين، وابتعادهم عن أنظمة الجور والفساد والاستكبار، ومقارعتهم لها بالممكن جهادًا في سبيل الله وعبادة لله كما أمر لا كما يزعم المفسدون في الأرض.
ختامًا، سلام الله على أئمة الهدى والرشاد وهداة الناس إلى الله، إله كل شيء، ومشرع الشرائع، ورب كل شيء، وخالق كل مخلوق، والحمد لله رب العالمين.

أترك تعليقاً

التعليقات