إعصار اليمن الرّباعي
 

شوقي عواضة

شوقي عواضة / لا ميديا -
لم تغفُ العين «الإسرائيليّة» ولا مراكز القرار الأمريكي عن مراقبة تنامي القدرات العسكريّة للجيش اليمني واللّجان الشعبية منذ بداية العدوان الأمريكي السّعودي الإماراتي الصّهيوني على اليمن، لاسيّما على مستوى تنامي القدرات الصّاروخيّة والطّائرات المسيّرة، وبالأخصّ بعد استهداف أرامكو، فبالرّغم من الحصار المطبق الذي يفرضه العدوان على اليمن استطاع اليمنيون فرض معادلات جديدة وتوجيه ضربات نوعيّة بامتياز باعتراف الأمريكي والعدوّ «الإسرائيلي».
وعلى مدى سبع سنوات من العدوان الفاشل والحصار الأفشل لم تحقّق قوى العدوان سوى المزيد من الفشل، بينما حقّق الجيش واللجان اليمنية المزيد من الإنجازات، والتي تتلخّص بما يلي:
1 ـ نجاح الجيش واللجان اليمنية بالانتقال من مرحلة الدّفاع إلى مرحلة الهجوم بسرعة لافتة، واتساع رقعة سيطرتهم على المناطق التي كانت تحتلّها قوى العدوان.
2 ـ إفشال أهداف العدوان والحصار، وإثبات عدم جدواهم على المستوى العسكريّ، وتطوير الصّناعات العسكريّة والقدرات القتاليّة والصّاروخيّة بشكل لافت.
3 ـ الانتقال إلى مرحلة التّصدّي الخارجي ونقل المعركة إلى العمق السّعودي والإماراتي وتوسيع دائرة الأهداف الخارجيّة.
4 ـ تغيير قواعد الاشتباك وفرض قوّات الجيش واللجان اليمنية قواعدَ جديدة.
شكّلت هذه الإنجازات السّريعة قلقاً كبيراً للإدارة الأمريكيّة والكيان الصّهيوني، قبل السّعودية والإمارات، وقد استندت إليها بعض التّقارير والدّراسات الصّادرة عن مراكز الأبحاث العسكريّة الأمريكيّة و«الإسرائيليّة» العام الماضي مشيرة إلى ضرورة وضع القيادات العسكريّة هذا التّطوّر في حساباتها المستقبليّة قبل أن تتطوّر الأمور وتوسّع قوات الجيش واللجان اليمنية دائرة أهدافها.
وفي هذا الإطار أشارت مجلّة «نيوزويك» الأمريكيّة، في تقرير لها منتصف كانون الثّاني/ يناير 2021، إلى تصاعد الخوف لدى واشنطن و«تل أبيب» من التّوقيت الذي قد تختاره قوات الجيش واللجان اليمنية لشنّ الهجوم المؤكّد والمرتقب على منشآت استراتيجيّة «إسرائيليّة»، مرفقة تقريرها بصور عبر الأقمار الصّناعيّة التقطتها لعمليّة تحريك طائرات مسيّرة ذات تقنية عالية قادرة على ضرب تلك الأهداف في عمق «تل أبيب». التّسريب الأمريكيّ لهذه الصّور جاء خلال لقاء وزير الخارجيّة الأمريكي برئيس جهاز الاستخبارات الصهيوني «يوسي كوهين»، حيث أبديا مخاوفهما من هجمات محتملة لقوّات الجيش واللجان الشعبية اليمنية على العمق «الإسرائيلي».
اليوم وبعد سنوات من ترصّد الكيان الصّهيوني وأجهزته الاستخباريّة وبعد ما استنتجته تقارير الدّوائر الأمنيّة والعسكريّة لدى الإدارة الأمريكيّة لم يمنع العدوان وقوّة ترساناته العسكريّة قوات الجيش واللجان اليمنية من توجيه ضربة قاصمة استهدفت مطارات أبوظبي ودبي والرّياض، وبعض المواقع فرضت من خلالها حصاراً على المطارات الثّلاثة التي أوقفت حركة الملاحة ولو لسّاعات، بل أدّت إلى شلّ الحركة في السّعوديّة والإمارات، ضربةٌ شكّلت زلزالاً هزّ أركان دول العالم البكماء التي لم تحرّك ساكناً على مدى سبع سنوات من العدوان، واستهداف تردّدت أصداؤه في أروقة البيت الأبيض وأصاب «تل أبيب» في الصّميم. إعصارٌ استدعى أنتوني بلينكن للاتصال بنظيره الإماراتي عبدالله بن زايد، مديناً الهجمات، ومأساةٌ استدعت مستشار الأمن القومي الأمريكيّ جيك سوليفان للإعلان عن وقوف الولايات المتحدة إلى جانب الإمارات والشّركاء الدّوليين لمحاسبة الحوثيين.
أمّا الموقف «الإسرائيلي» فقد جاء على لسان وزير خارجية العدوّ، يائير لبيد، الذي دان بشدة الهجوم الذي تعرّضت له العاصمة الإماراتية أبوظبي، مؤكداً وقوف كيانه إلى جانب دولة الإمارات، داعياً المجتمع الدولي لإدانة مثل هذه الهجمات.
أمّا فرنسا وبريطانيا وأغلب الدّول العربيّة ومن بينها لبنان فلم يكن موقفها بأقلّ حماسة من موقف البيت الأبيض و»تل أبيب»؛ مواقف تحاول أن تغيّر الواقع من خلال إدانة المقتول ومباركة القاتل؛ لكنّها لن تغيّر في الواقع شيئاً، ولن تثني اليمنيين عن مواصلة معركة دفاعهم المشروع عن أنفسهم وأرضهم ومواجهة أعتى عدوان كونيّ في هذا الزّمن، فلا إداناتكم ولا تضامنكم ولا حصاركم سيمنع اليمنيين من توجيه ضرباتهم واستهداف كلّ من شارك بالعدوان واستباح دماء اليمنيين، والآتي سينبّئكم بما هو أعظم.

أترك تعليقاً

التعليقات