مَن أفردَ الدَّهرُ مِن مخلابِ غائله
ثنَّى وثلَّثَ جمعاً مِن مَنِيَّاتِهْ
يبكي المصائبَ مَن لَدُّوا بواحدةٍ
فكيف مَن بثلاثٍ دوت لَدَّاتِهْ!
وابنُ (السَّعيدةِ) مِن هَوْلٍ بفاجعةٍ
في كلِّ نفسٍ تشظَّى جُوْرُ آهاتِهْ
***
 مَن أشرقت بمساعيهم (بنو سبأٍ)
أضحى بهم (سبأٌ) في ليلِ مأساتِهْ
ضوْءُ النهارِ على شُؤْم المَصَابِ بهم
يا لَلنَّهارِ بِوَجْهٍ مِن مَساءاتِهْ
تلكَ البدورُ.. وهل يبقى لِثاكلةٍ
مِن مُقْلَةِ العمرِ إلا جمرُ فَيْناتِهْ
تَرَجَّلُوا في مساعي السِّلْمِ.. لا أحدٌ
إلا ويجْنَحُ في ترسيمِ آياتِهْ
***
طينُ السَّلامِ تلقَّى طينَ غائِلةٍ
يا لَهْفَ نفسي على طيناتِ لذَّاتِهْ
في السِّلْمِ.. في الْحِلْمِ ذاك الدَّمُّ في اليمنِ الْـ
ـغالي، ورَخْصُ دمٍ يا ويلَ ويلاتِهْ!
ببعضِ مَن سقطوا تعلُوْ الحياةُ لِمَنْ
قامُوا، وينسلُّ جيلٌ مِن قِياماتِهْ
***
يا ماءَ (هابيلَ)؛ (قابيلٌ) على ظمأٍ..
أردى، وأحييْتَ مَن أردى بِدِيَّاتِهْ
مِن أشجعِ النَّاسِ طُرَّاً، في (بني سبأٍ)
كتابُ (مَوْرِخَةٍ) أنهى تَتِمَّاتِهْ
إن فاتَ (مَوْرِخةً) قتلُ الشَّبابِ بِها
فالبعثُ منها، لهم ظَفْرٌ بِرَدَّاتِهْ
لَهْفي على شهداءِ السِّلْمِ مِنْ يَمَنٍ
مَن أوردَ الشَّوكُ.. أبقى وردُ إنباتِهْ
***
يا دمعَ (مَوْرِخَةٍ) في وادِيَيْ حَزَنٍ؛
(رِسْيانَ) أو (نَخْلَةٍ) سيلاً بِدَمعاتِهْ
أهلوكِ ماءٌ؛ وماءُ الماءِ زَمْزَمُهُم
في اللهِ قد وردُوا أندى مَراحاتِهْ
دوائِرُ الماءِ كانت في (بني سبأٍ)
[وأصبحت دائراتُ الشَّرِّ في ذاتِهْ]
***
خيرُ الرِّفاقِ (صلاحٌ) في مهمَّتِهِ
(محمدٌ) خيرُ كُفْءٍ في مُهمَّاتِهْ
أراهُمُ مُعصراتِ اللهِ في ظَمَأٍ
وأفقُ (مَوْرِخَةٍ) وَدْقُ الْتماعاتِهْ
أُحِسُّ أيديَهم تُرْويْ أَكُفَّ أَيَا
دي الْبَغيِ.. كيفَ وَدَى تاريخُ زلَّاتِهْ!
أُحسُّ - خلفَ ظهورِ الليلِ - صَيِّبَهُم
يا لَهَزْمَ البرقِ؛ مَن يقضي بإسكاتِهْ!
***
يا بَيرقَ الشَّرَفِ الدامي، على سَفَهٍ
لقد غدا أُمَمِيَّاً دينُ أُمَّاتِهْ
ما يُرْتَأَى دَمُ (عاشوراءَ) مِنْ نَدَمٍ
دَمُ (الْحُسَيْنِ) علينا دَينُ ثاراتِهْ
أرواحُ مَن سقطوا صلحاً وترضيةً
عادت رفيفَ عيونٍ مِن ظِلالاتِهْ
***
يا مصلحون؛ أنا قَتْلَى (بني سبأٍ)
والقاتلون بما مِن شَأْنِ أشتاتِهْ
يَأْبى تَقَشُّفُ أقلامي لِمَن هلكوا
دِينَ المساحيقِ، أو تمويْهَ جَوْقاتِهْ
فبعدَ عشرةِ أيَّامٍ مُقَرَّحةِ الْـ
ـأجفانِ.. مصمومةٍ؛ طوفانُ أمواتِهْ
يستيقظُ اليومَ، في عيني أبي نَصَبٍ
ويستفزُّ على أرواحِ فِلْذاتِهْ