الشاعر الأديب / علي عبدالرحمن جحاف -

وقد افتتحتها بذكر الأستاذ عبدالله البردوني الذي كان في هذه الذكرى بكل عام يطالعنا مقال له في مقتل الحسين عليه السلام. 

فقدناك فقد الأرض بارحها الطلُّ
وفي حر نار الشمس يفتقد الظلُّ
تطالعنا منك المقالة في الألى
على الطفِّ لاقوا حتفهم وهُمُ قُلُّ
فقدناك عبد الله فقد امرئٍ له
بأنفسنـــــــا أعلى المواقع تُحتلُّ
ففي يوم عاشورا جريدة شعبنا
تطل علينا بوحُهَا الورد والفلُّ
بذكر الحسيـــــن الفذ أروع قائدٍ
مضى ليلاقي الموت لم يثنه الذلُّ
لأكبر جيشٍ واجهته جماعة
تمت لطه من عليه الملا صلّوا
ثلاث وسبعون امرءاً واجهتهم
جيوش (يزيد) من غدا فوقه تَلُّ
من النار تبقى الدهر تنضج جسمه
وأجسادُ من للسيف في جيشه سلّوا
لقتل أحب الناس روحاً لصيقة
إلى المصطفى والجزء يحضنه الكلُّ
حسين الذي قال الرسول بحقه
حسين حبيبي بين مَنْ في الثرى حلّوا
تصدت له في كربلاء عصابةٌ
إذا ذُكِرَتْ فهي الجذام أو السلُّ
عصابــــــة شيطانٍ مريدٍ مذممٍ
لئيمٍ ذميمٍ مِلءُ حيزومه غــــلُّ
(يزيد) الذي لو مُثِّل الشر إنما
يمثــــــــــل أوباشاً لإمرته ذلُّوا
عُتُلٍّ تلقى الخبث من شر مجمعٍ
وشرّ أبٍ من شرعة المصطفى انحلُّوا
معاوية رباه للبغي والأذى
وهل هو إلا الصِلُّ جاء به صِلُّ
بنفسي حسين والذي ضم رحلهُ
فما وهنوا عزماً ولا للعطا ملَّوا
أعاروا الردى منهم نفوساً كريمةً
ترى الموت في حر الهوان لها ظلُّ
بنفسي جسمــــــاً أوطؤوه خيولهم
وما هم سوى نعلٍ يسانده نعلُ
وتؤخذ أرحـــــــــامٌ لـــه وشقائـقٌ
أسارى بأيدي كل واحـــدة قفـلُ
إلى أن قلـــــــت أخاطب البردوني:
فقدناك إنسانــــــاً رقيقاً ومنصفاً
له في مراقي القوم أروقةٌ تعلو
فقدناك عبداللـــــه في يوم فقدنا
لوالد عبدالله كيف بنا نسلوا
وقد نزل الحزن الكئيب بدورنا
على من بذكراهم مقاماتنا تحلو
ومَن بهمُ نرجو لــدى الحشر رفعةً
وعند رسول الله مــا للأسى يجلـو

صنعاء- الحصبة في 10 محرم1421هـ.