حاوره: مالك الشعراني / #لا_ميديا -

لاعب موهوب بالفطرة، وعاشق لكرة القدم منذ نعومة أظافره. دفعه حبه للساحرة المستديرة للانتقال من الريف إلى المدينة والالتحاق بنادي شعب إب. 
في أول ظهور له دولياً، حقق مع زملائه إنجازاً جديداً للكرة اليمنية عبر قيادتهم الأحمر الشاب أواخر العام المنصرم إلى نهائيات كأس آسيا للشباب التي ستقام في أوزبكستان في أكتوبر القادم.
ملحق «لا الرياضي» واستمراراً لمتابعة أخبار نجوم المنتخبات الوطنية لكرة القدم، يستضيف الجناح الطائر، أحمد الوجيه.
 نرحب بك في ملحق "لا" الرياضي.
- أهلا وسهلاً بكم وأشكركم على هذه الاستضافة.

قصتي مع الشعب
  حدثنا عن بداياتك مع كرة القدم وكيف التحقت بنادي شعب إب؟ 
-  بدأت أمارس هوايتي الكروية في المدرسة وملاعب بعدان. وبالنسبة لالتحاقي بنادي شعب إب فالقصة طويلة، وهي عندما كنت أشاهد لاعبي أندية مدينة إب يأتون إلى بعدان للعب بعض المباريات، كنت أقول: ما المانع أن أصبح مثل هؤلاء النجوم؟!، وكان طموحي أن ألتحق بنادي شعب إب. طلبت من والدي أن أكمل دراسة الثانوية بمدينة إب، فوافق وانتقلت إلى مدينة إب وسكنت مع طلاب جامعة إب في السكن الجامعي. ولقلة الحظ لم يكن هناك دوري. كنت ألعب مع بعض الشباب في دوري الحواري. وبالصدفة جاء أحد مدربي وكشافي شعب إب، وهو الكابتن عبدالإله راجح، فأخذني إلى النادي للتدرب، ومن هنا بدأ حلمي يتحقق، فلعبت لفئة الشباب وتم تصعيدي إلى الفريق الأول.
 لكن لم نسمع أنك لعبت مباريات في صفوف الفريق الأول بالشعب...؟
- بعد لعبي لفئتي الشباب والأولمبي تم تصعيدي للفريق الأول بداية العام 2019 ولعبت مع الفريق الأول في تصفيات الدوري التنشيطي.
 ماذا يعني لك العنيد؟ وهل ستظل في هذا النادي؟ 
- كل لاعب لديه ميول لنادٍ محدد، وبالنسبة لي كنت أميل للعنيد. الشعب هو الانتماء والحياة الرياضية الحقيقية. أحببت هذا النادي منذ كنت في سن العاشرة. نعم، سأظل في هذا النادي العريق. أتمنى أن يعود دوري الدرجة الأولى لكرة القدم لكي ألعب وأمثل هذا الفريق، وبإذن الله سأمثله خير تمثيل.

موت بطيء
 توقف دوري الدرجة الأولى لكرة القدم منذ سنوات، وكواحد من اللاعبين الصغار الذين كانوا يتمنون وجود دوري لإبراز مواهبهم بشكل أكبر، كيف وجدت توقف الدوري؟ وهل كان هناك لاعبون من جيلك كنت تتوقع تألقهم وظهورهم لكنهم أنهوا مسيرتهم مع كرة القدم؟
- توقف الدوري اليمني شكل عائقاً لجميع اللاعبين اليمنيين وفي جميع الفئات العمرية، وكان بمثابة الموت البطيء للمواهب.  
كان هناك الكثير من المواهب في نادي شعب إب، وكانوا سيظهرون بكل قوة، لكن توقف الدوري وظروفهم الصعبة أجبرتهم على ترك الرياضة والبحث عن عمل يوفر لهم لقمة العيش.
 كيف تم اختيارك ضمن منتخب الشباب الوطني الذي شارك في تصفيات كأس آسيا بقطر؟ 
- جاء ترشيحي من بعض مدربي شعب إب، وشاركت في المعسكر الداخلي للمنتخب بصنعاء، وهناك تم اختياري من قبل المدرب أمين السنيني.
 كنت تلعب مهاجماً، لكننا شاهدناك تلعب مع المنتخب في الجناح الأيسر. من الذي اختارك للعب في هذا المركز؟ وأيهما تفضل اللعب فيه؟ 
- المدرب أمين السنيني مدرب له خبرة كبيرة، وهو الأدرى بالمركز المناسب لي، وهو من اختارني للعب كجناح أيسر، وهذا ما طور مستواي كثيراً.
في شعب إب كنت ألعب كجناح أيمن وأحياناً صانع ألعاب، وبالنسبة لي أنا ألعب في أي مركز، وكلها مراكز أحبها، سواء كجناح أم كظهير، لا فرق.

الجمهور اليمني معجزة
  في المباراة الأخيرة أمام قطر يُقال إنكم تعرضتم لاستفزاز من جماهير العنابي، ما صحة ذلك؟ وكيف وجدت الحضور الجماهيري اليمني؟ 
- غير صحيح، لم نرَ أي استفزاز من الجمهور القطري، وكل منتخب لديه جماهير، ومن الطبيعي أن تحدث تصرفات فردية.
وبخصوص الجماهير اليمنية بصراحة كانت الأروع واللاعب رقم واحد في البطولة، الجمهور اليمني معجزة، أينما ذهبنا وجدناهم أمامنا، معنا ومع منتخبي الناشئين والأول، يشجعوننا ويبحثون عن الفرح. الشعب اليمني يريد أن يفرح. شكراً للجماهير اليمنية في الداخل والخارج، أنتم سر نجاحنا في هذه المرحلة.
 لأول مرة تلعب مباريات دولية، كيف وجدت السفر، والملاعب، والمنتخبات التي لعبتم أمامها؟
- السفر كان جميلاً برفقة زملائي اللاعبين والجهازين الفني والإداري للمنتخب، ومعهم كانت الأجواء عائلية ولمة جميلة جداً. سُعدنا عندما شاهدنا تلك الملاعب العملاقة، وبنفس الوقت حزنت على بلادنا ولعدم امتلاكنا حتى ملاعب للتدريب مثل التي يمتلكونها، شعرت أننا معزولون عن العالم الخارجي.
أما المنتخبات التي لعبنا أمامها فكانت مستوياتها قوية، لقد استعدوا للمباريات جيدا. ورغم فارق الإمكانيات وفترة الإعداد القصيرة لم يكن منتخبنا بالخصم السهل، كان لدينا الرغبة بخطف بطاقة التأهل، والحمد لله تحقق ما أردنا. 

أجمل لحظة في حياتي
 هل كنت تتوقع تأهلكم إلى نهائيات كأس آسيا 2020؟ صف لنا تلك اللحظات التي عايشتموها بعد تحقيق نقطة التعادل أمام العنابي القطري وسماعكم خبر التأهل رسمياً!
- كل لاعبي المنتخب وجوه جديدة، ولأول مرة نلعب مباريات دولية، ولا نعلم عن مستويات المنتخبات المنافسة شيئاً، لكن كان لدينا عزيمة وإصرار وشوق كبير للعب وارتداء فانيلة المنتخب، وكنا متفائلين منذ أول يوم اجتمعنا فيه في معسكر صنعاء بالتأهل إلى نهائيات كأس آسيا. لقد كنا عائلة واحدة إداريين ومدربين ولاعبين.    
لحظات التأهل كانت أجمل لحظة في حياتي، حققنا ما أتينا من أجله وأسعدنا 30 مليون يمني، وهذا أفرحنا أكثر، أننا استطعنا أن نرسم البسمة على شفاه الشعب اليمني الحزين.

سنكون رقماً صعباً
 لا تزال الفترة جيدة للاستعداد لخوض النهائيات الآسيوية، هل هناك ما تود قوله قبل بدء مرحلة الإعداد لنهائيات كأس آسيا للشباب؟
- القائمون على شؤون المنتخب أدرى بمطالب المنتخب، لكني أتمنى تذليل الصعوبات، وأن يكون الاستعداد للبطولة مبكراً من خلال إقامة معسكرات ومباريات ودية.
 مباريات نهائيات كأس آسيا ستكون مع منتخبات قوية، بماذا تعد الجماهير اليمنية؟
- ندرك أن النهائيات الآسيوية ستكون مختلفة عن التصفيات التمهيدية، ونحن نعدكم بتقديم كل ما لدينا وتحقيق نتائج جيدة وأن نكون رقماً صعباً في البطولة ونتأهل إلى الدور الثاني، وطموحنا وحلمنا هو الوصول إلى نهائيات كأس العالم للشباب، ليس هناك مستحيل في كرة القدم، وبالعزيمة والإصرار نستطيع تحقيق ذلك.

سر التميز
 ما سر تميزك وتألقك في كرة القدم؟ وما هي نصائحك لشباب الوطن؟ 
- كل شخص لديه حلم وعلينا أن نؤمن بقدرات الآخرين، لكن علينا العمل الجاد والحقيقي لتطوير قدارتنا وأن نثق بأن الله لا يضيع أجر من عمل عملاً.
وأنصح شباب الوطن أن نعمل في بناء وطننا في شتى المجالات، رياضة وتعليم وصحة وبناء... وكل منا سيأخذ ما هو مكتوب له.
 من هم اللاعبون الذين تأثرت بهم وتتمنى أن تصل إلى مستواهم؟ 
- محلياً هناك العديد من اللاعبين مثل علي النونو وعلاء الصاصي وأكرم الورافي وياسر البعداني... أما قدوتي فهو رضوان عبد الجبار، هذا اللاعب مذهل. عربياً: محمد صلاح والشهراني. عالمياً: ميسي.
 هل تريد أن تضيف شيئاً قبل أن نختم هذا الحوار؟ 
- شكراً لملحق "لا" الرياضي على هذه الاستضافة. وشكر خاص لك أخي مالك. وشكراً لكل الجماهير اليمنية في الداخل والخارج على مؤازرتهم للمنتخبات الوطنية. وأشكر كل من وقف معي وشجعني وساندني منذ البداية، وهم رياض النزيلي وأحمد علي قاسم وعبدالرحمن منصور، وعدد من الأصدقاء الذي كان لهم دور كبير في تشجيعي.