كشفت الصحيفة العبرية يديعوت احرونوت، بأن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، هدد ملك الأردن عبدالله الثاني بعد تغريدة أخيه الأمير علي بن الحسين الناقدة لاتفاق التطبيع بين الإمارات والعدو الإسرائيلي.
وسلطت الكاتبة الإسرائيلية سمدار بيري خبيرة في الشؤون العربية، الضوء على ما أسمتها حالة الحرب الباردة التي تجري بين عمان وأبو ظبي، عقب تطبيع الأخيرة لعلاقتها مع العدو الإسرائيلي، مؤكدة أن "قصة الغرام" بين تل أبيب وأبوظبي تقلق ملك الأردن.

وأوضحت في مقال، أن التغريدة المفاجئة للأمير علي الأخ غير الشقيق للملك الأردني الملك عبد الله الثاني، والتي عبر فيها عن رفضه لما قام به ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد من تطبيع العلاقات مع تل أبيب، "بشرت ببدء حرب باردة".

وأشارت إلى أنه في ذات المساء شطبت التغريدة بأمر من الملك، رغم أنه لم يبارك خطوة التطبيع بين تل أبيب وأبوظبي، موضحة أن ابن زايد هاتف بنفسه قصر الملك في عمان، وحذر من أن ربع مليون أردني في الإمارات قد يطردون على الفور، فوعد الملك بمعالجة التغريدة.

 

والأمر لم ينته عند هذه التغريدة، فبعد وقت قليل نشر رسام كاريكاتير أردني شهير وهو عماد حجاج (53 عاما)، رسما يظهر ابن زايد وهو يتلقى بصقة من حمامة السلام الإسرائيلية، وبعد ساعات قليلة اعتقل حجاج، وزج به في الحبس بسبب كاريكاتير، وبعد 5 أيام أطلق سراحه بشكل مفاجئ دون أن يقدم للمحاكمة، بحسب الكاتبة التي نقلت عن الأكاديمي راتب محاميد قوله: رسام الكاريكاتير عبر بالضبط عما يفكر به الشارع الأردني.

وبحسب التقرير فإن ضابطا كبيرا سابقا في الجيش الأردني تحدث للصحيفة وأوضح أن العلاقات بين الأردن والإمارات متوترة، موضحا أن المشاكل بدأت قبل عامين، وليس صدفة، حين نشأ شرخ في قصر حاكم دبي محمد بن راشد، مع عقيلته، الأميرة هيا الأردنية، أخت الملك عبدالله غير الشقيقة.

يذكر أن الأمير "علي" شارك، عبر "تويتر"، مقالا للأكاديمي والمؤرخ البريطاني في جامعة أوكسفورد "آفي شليم"، على موقع "ميدل إيست آي"، ينتقد فيه التطبيع مع (إسرائيل)، وتبريرات أبوظبي، تحت عنوان: "صفقة الإمارات وإسرائيل.. إنجاز أم خيانة؟"، مرفقا بصورة ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد"، كتب عليها "خائن"، ليعود ويحذف التغريدة كاملة بعد ساعات.

وفي 13 أغسطس، أعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، توصل أبوظبي و(تل أبيب)، إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما.

وقوبل الاتفاق برفض شعبي عربي واسع، وتنديد من الفصائل والقيادة الفلسطينية؛ حيث اعتبرته الأخيرة "خيانة" من الإمارات لمدينة القدس والمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية.