حاوره: طلال سفيان / لا ميديا -
في خط واحد سار على درب النجومية لاعبا ومدربا. زمن زاخر بالشهادات الدولية والعمل الفني في المنتخبات والأندية.
رصيد من إنجازات وخبرة تمتد لأربعة عقود لم تجد اليوم من يغوص للقعر لينتشلها ويستعين بها في ملعب الحظ.
علي العبيدي اسم كبير في عالم الكرة اليمنية وخبير كروي يمتلك الكثير من الإمكانيات مع خبرة طويلة ومشاوير مكللة بحكايات النجاح.
المدرب الوطني والخبير والقامة الرياضية الكابتن علي العبيدي في حوار خاص مع صحيفة "لا" أفاض فيه عن ذكرياته, آماله, ورحلته الكروية في أروقة الفرح والألم.

 مرحبا بك كابتن علي العبيدي في ملحق "لا" الرياضي!
- في البداية لك كل الشكر والتقدير وأتشرف أن أكون ضيفا على صحيفتكم الغراء وملحقها الرياضي.

لاعب ومدرب معاً
 كيف مضت مسيرتك الطويلة مع النجومية كلاعب ومدرب؟
- مسيرتي في اللعب والتدريب هي خطان  متوازيان مع بعض، فعندما كنت ألعب مع فريق البراعم كنت في الوقت نفسه أشرف على تدريبهم، كنت كابتن فريق براعم الشعب ومدربهم، وبقيت على هذا الأمر حتى وصلت للفريق الأول، وفي العامين 1985 و1987 ذهبت للبرازيل لأخذ دورتين تدريبيتين وكنت حينها ما أزال لاعبا في الفريق الشعباوي الأول.

الشعب و22 مايو.. مفصلية
 دربت العديد من الأندية والمنتخبات الوطنية بكل فئاتها. ما هي المراحل المفصلية في مسيرتك التدريبية؟
- دربت كافة أندية العاصمة، إضافة إلى اتحاد إب وصقر تعز، كما دربت المنتخب العسكري ومنتخب الشباب ومنتخب العاصمة، وكنت ضمن الجهاز الفني (مساعد مدرب) للمنتخب الوطني للناشئين (منتخب الأمل) الذي لعب في نهائيات كأس العالم للناشئين في فنلندا عام 2003. وبالنسبة للمرحلة المفصلية هي تدريبي لشعب صنعاء، النادي الذي دربته لفترة طويلة وصعدت بهم من الدرجة الأولى إلى مصاف الممتاز في مناسبتين وأيضا صعدت بفريق 22 مايو للممتاز، كانت فترات تدريبي للشعب و22 مايو من أجمل فترات حياتي. أيضا هناك فترة كان فيها وحدة صنعاء مهدداً بالهبوط فاستعانوا بي وكان المطلوب المحافظة على البقاء في دوري الأضواء وفعلا حافظنا على البقاء من خلال المباراة التي خاضها الوحدة أمام التلال في مدينة إب وكانت هذه المباراة من أصعب المباريات.

نجوم رياضية وأدب وفن
 مع شعب صنعاء عاصرت نجوماً عمالقة في كافة المجالات. يا ليت تحدثنا عن تلك الحقبة الذهبية!
- شعب صنعاء عمالقة ليس فقط في الكرة، بل كانوا عمالقة في الإدارة وفي الأدب والمسرح وغيرها من المجالات الشتى. وعلى سبيل المثال كان معنا في تلك الفترة الأستاذ عبدالكريم الخميسي رحمة الله تغشاه، وكان من أفضل الأدباء والمثقفين والنزيهين والمحبين لنادي الشعب لفترة طويلة، وأيضا الأستاذ محمد عبده سعيد، صاحب اليد السخية، فقد كان له الفضل الكبير على نادي الشعب ومعظم لاعبيه، وأنا واحد منهم فقد استفدت منه كثيرا خلال ترؤسه لشعب صنعاء في الناحية التدريبية، فقد ساعدني في الدورة الأولى عند سفري للبرازيل بمبلغ، وأيضا في الدورة الثانية عام 1987 بالبرازيل، كما ساعدتنا الإدارة، وكانت تلك الفترة من أجمل الفترات التي قضيتها مع شعب صنعاء، كلاعب أو مدرب. وبمناسبة الحديث عن المسرح أيضا الأستاذ يحيى إبراهيم قدم مسرحيات كثيرة ومنها مسرحية الشهيد الزبيري، بالإضافة لتواجد الأديب والشاعر والمذيع محمود الحاج، وكذلك الأستاذ عبدالرحمن الغابري معنا، وكان مع الشعب نجوم برزت من الملعب إلى التجارة كالأستاذ أحمد العرشي والعديد من الشخصيات الأخرى. شعب صنعاء كان يملك نجوماً على مستوى الرياضة والأدب والفن والسياحة والسياسة وبقية المجالات الأخرى.
 
بيتي الأساسي
 هل مازلت قريباً من شعب صنعاء؟ ومتى يعود هذا النادي لتوهجه السابق؟
- بالتأكيد ما أزال قريباً وقريباً جدا منهم. شعب صنعاء هو بيتي ونادي الأساسي، لعبت فيه ودربت فئاته العمرية لمدة 16 عاما، كما دربت الفريق الأول خلال فترات لمدة 8 مواسم، ومازالت علاقتي بهم قوية ومازلت على تواصل معهم، ومن الطبيعي أن الواحد لا ينسى ناديه الأول، وأتمنى لهم التوفيق والنجاح والعودة بقوة لوهج الإنجازات وحصد الأمجاد.

قرار شيباني واستغناء الصقر
 ما هي حكاية معادلة شهادتك التدريبية الدولية من قبل الاتحاد الآسيوي؟ وهل كان هذا السبب الحقيقي الذي جعل نادي الصقر يستغني عن خدماتك؟
- بالنسبة لمعادلة شهاداتي الدولية، للأمانة كانت تقام العديد من الدورات التدريبية، وكنت عندما أدخل للدراسة فيها كانوا يخبرونني بأنه غير مسموح لي الدخول فيها، بحكم أن لديّ دورات من البرازيل وألمانيا، وهكذا لم أدخلها. وفي السنوات الأخيرة عندما فكرت أن أدخل دورات لم تقم تلك الدورات بسبب الأوضاع الحاصلة التي يمر بها الوطن، قد يكون التقصير مني وليس منهم، وقد أتحمل جزءاً من المسؤولية، هذا بالنسبة للشهادة الآسيوية، وكنت مكتفياً بشهادات ألمانيا والبرازيل. وبالنسبة لنادي الصقر جاءتني رسالة منهم أنه تم فسخ العقد معي بسبب عدم وجود الشهادتين (A و(B الآسيوية لدي، وقالوا إن هذا الأمر حسب طلب الأخ حميد شيباني، أمين عام الاتحاد اليمني لكرة القدم. عموما هذا الأمر كان مفيدا لي وساعدني كثيرا بأن أحاول الحصول على المعادلة. تعاون معي الأخ حميد شيباني واتحاد كرة القدم في هذه المسألة وما زلت حتى اليوم أنتظر معادلة شهاداتي العالمية من قبل الاتحاد القاري.
طبعا قرار الصقر وهذا إذا كان السبب هو الشهادة، لكن الله يعلم ما هي أسبابهم الأخرى، وما أبلغوني به هو أن سبب فسخ العقد معي عدم امتلاكي للشهادتين الآسيويتين (A وB)، وهناك سياسة لكل نادٍ ومن حق النادي أن يختار من يحب ويبحث عن الأفضل بالنسبة له، وما حدث أمر طبيعي وقضيت أياماً جميلة مع الصقر.

متابعة عن بعد
 ما الذي يفعله علي العبيدي اليوم؟ وهل سنراك قريبا على رأس هرم أحد الأندية كمدرب؟
- هذه الأيام أتابع مباريات الملتقى الشتوي وأتابع تمارين الأندية حتى على مستوى الفئات العمرية، أشرف على بعض الفرق كمعهد اللغات، وأتابع من قريب وبعيد الأندية، وذلك للاستفادة وملء الفراغ الذي أعيش فيه. وبالنسبة لسؤالك بأني قد أكون مدرباً لأحد الأندية في القريب، الحقيقة لا توجد أي مفاوضات أو طلب من أي نادٍ حتى الآن.

في تطور وتحسن
 كيف تشخص ما تمر به الكرة اليمنية اليوم؛ حروب وأوبئة وتوقف المسابقات ومواعيد مؤجلة... وتأثيرها على أنشطة الأندية والاتحاد؟
- رغم المآسي التي تمر بها الكرة اليمنية منذ فترة التأزم فإن الكرة اليمنية في تطور وتحسن، واليوم هي أكثر مفهومية واهتماماً من السابق. في السابق كان الاهتمام بشكل شخصي، بينما اليوم نلحظ الاهتمام الرسمي من الدولة ومن الاتحاد، والأمور مبشرة بالخير بإذن الله.

مادة وشهرة
 كخبير رياضي وطني كبير، ما رأيك بالكرة اليمنية من ناحية الفوارق الزمنية، في الماضي والحاضر؟
- كما ذكرت لك سابقا، الكرة اليمنية كانت مبنية على الاجتهاد والتضحية والإخلاص، لكن في الوقت الحاضر أصبحت مادة وشهرة. في السابق كان أولياء الأمور يمنعون أولادهم من لعب كرة القدم، وفي الوقت الحاضر ونتيجة المردود المالي أصبح أولياء الأمور يبحثون إلى جانب التعليم عن أندية لاحتواء أبنائهم، وذلك بهدف الشهرة إلى جانب الناحية المادية. الرياضة اليوم أصبحت ذات إمكانيات وتوسعة وملاعب مزروعة وغيرها من الجوانب الجيدة.

ندمت على تواجدي مع الزعيم
 قرار ندمت عليه...؟
- في إحدى الفترات قبلت أن أكون مساعد للمدرب الإثيوبي سيوم كبدي في وحدة صنعاء، وفعلا ندمت على الفترة التي قضيتها معه. كانت فترة قصيرة ولم يُتح لي فيها المجال للعمل بشكل أكبر. بصراحة عملت كمساعد مدرب مع مدربين كثر وكان لي الشرف أن أكون مساعدا لهم؛ لكن أحياناً هناك تسرع في اتخاذ القرار.

لقاءات تاريخية
 كان لك لقاءات تاريخية مع نجوم عالميين. يا ليت تحدثنا عنها!
- التقيت بمدربين كبار ومنهم البرازيليان ماريو زاجالو وتيلي سنتانا واللاعب البرازيلي الأسطورة زيكو وشقيقه اللاعب ايدو... دخلنا الملاعب البرازيلية وعشنا معسكراتهم، خاصة في العام 1987، كما قابلت المدرب هيدر جوت الذي يعد من أفضل المدربين الألمان الذين تعاملت معهم. بالنسبة لزيكو شخص متواضع ومحبوب من البرازيليين بشكل كبير، فقد كان يحضر للفندق مع أولاده للجلوس معنا في تلك الفترة التي شهدت التنافس مع الأسطورة مارادونا، فعلا كانت فترة جميلة جدا قضيناها مع زيكو وفي وقت كان العالم يشهد التنافس بين الأسطورتين زيكو ومارادونا.

ذكريات طيبة
 ما هي المباراة الأفضل وكذلك الأسوأ في مسيرتك كلاعب؟
- هناك مباريات كثيرة كانت الأفضل لي، وبالتأكيد كانت هناك مباريات لم تكن في المستوى المطلوب، لكن كانت مباراتنا أمام أهلي صنعاء في منتصف الثمانينيات في غاية الأهمية، واستطعت فيها تسجيل هدفين في مرمى الحارس السوداني العملاق السر بدوي.
 وذكرى مازلت تحتفظ بها وتعتبرها مميزة...؟
- الحقيقة هما ذكراوان: الأولى كانت مع منتخب الأمل أثناء مشاركتنا في بطولة كروية دولية جرت في مدينة سان بطرسبرج الروسية، وكانت نتائج المنتخب ممتازة أمام منتخبات روسيا الاتحادية وروسيا البيضاء وليتوانيا وغيرها من المنتخبات الأوروبية. وأيضا لي ذكرى طيبة أخرى، وبعد أن تم الاستغناء عني من العمل ضمن الجهاز الفني لمنتخب الأمل أخذني نادي اليرموك لأداء العمرة في الخامس عشر من رمضان وبقينا في السعودية إلى بعد العيد وكانت فترة إعداد للفريق هناك، وبعدها حققت مع اليرموك الفوز بأول 6 مباريات في الدوري الممتاز، ومنها الفوز على التلال في عدن والصقر في تعز.

 كلمة أخيرة كابتن...؟
- محبتي لك، ولصحيفة "لا" كل الشكر والتقدير.


العبيـدي في سطـور
الاســم: علـي محمــد العبيــدي.
الميـلاد: 1962.
الحالـة الاجتماعيـة: متزوج ولديـه 4 أبنــاء (ابنتان وولدان).
الـوظيفـة: موظـف سابق في الخطوط الجوية اليمنيـة، وحاليـا متقاعـد.
الدورات التدريبية: العديد من الدورات المحلية، والأميز حصولـه على شهادات تدريبية عالمية نالها عبر دورتي البرازيل 1985 و1987، ودورة ألمانيا 1990-1991.
الأندية والمنتخبات التي دربها: أندية أمانة العاصمة واتحاد إب وصقر تعز ومنتخب الشباب والوطني الأول ومنتخب العاصمة، والمنتخب العسكري، ومنتخب العمال، ومساعد مدرب المنتخب الوطني للناشئين المعروف باسم "منتخب الأمل".