حـاورته: دنيا حسين فرحان / لا ميديا -
التايكواندو من الرياضات التي تتميز بتدريبات خاصة وفن قتالي جميل وأخلاق رياضية عالية فوق البساط وقوانين خاصة لا يجيدها إلا الأبطال.
تواجه التايكواندو في اليمن العديد من الصعوبات، برغم تواجد أبطال في هذه الرياضة حصلوا على بطولات محلية وعربية وحققوا عدداً كبيراً من الميداليات الملونة في أغلب المشاركات الخارجية، لكن لم يحظوا بالتكريم المناسب والاهتمام من قبل الجهات المعنية.
عدن لها نصيب الأسد من المعاناة في هذه الرياضة، خاصة بعد التراجع الكبير في مستوى الألعاب الرياضية الفردية في عموم الأندية، وظلت هذه اللعبة مجرد مشاركة في بطولات تقام بين العام والعام.
صحيفة "لا" التقت الكابتن عادل محمد مقبل، مدرب تايكواندو نادي الروضة، للحديث عن هذه الرياضة وأبرز التحديات والصعوبات التي يواجهونها للنهوض بها من جديد.

 بداية حدثنا عن واقع رياضة التايكواندو في عدن!
- واقع التايكواندو في عدن مؤسف للغاية، فهناك العديد من الأبطال في هذه اللعبة لا أحد يهتم بهم، وهناك من يحرزون ميداليات وبطولات، ولكن لا أحد يلتفت لهم، فيصابوا بالإحباط.
التايكواندو رغم أنها من الرياضات الحديثة قياساً لبقية ألعاب الدفاع عن النفس، لكن لها جمهورها الخاص الهاوي للألعاب القتالية، ولها قوانينها الخاصة، ولها تمارين يجب الالتزام بها، أيضاً أدوات وزي خاص بها ومهارات يتم تعلمها واكتسابها مع الاستمرارية.
بشكل عام تراجع مستوى اللعبة في عدن كبقية الألعاب الفردية عموما بسبب الأوضاع، وبسبب إهمال الجهات المعنية، والظروف المحيطة. وبرغم محاولات بعض الأندية لتنشيط اللعبة إلا أنها بحاجة لميزانية خاصة وعناية بها وبكل الأبطال واللاعبين فيها، ونتمنى أن يحدث ذلك.

 كمدرب، كيف ترى اليوم الإقبال على هذه الرياضة في نادي الروضة؟!
- التايكواندو هي عشق منذ الصغر. أنا كنت لاعباً وحصلت على عدد كبير من الميداليات والبطولات على المستوى المحلي والعربي. أيضاً كمدرب قمت بتدريب أجيال وأبطال ولديّ خبرة كبيرة في هذه اللعبة وعدد أكبر من الشهادات، وعكست خبرتي وحبي للعبة في نفوس كل اللاعبين وكل الأطفال والشباب الذين يتقدمون للنادي من أجل ممارسة هذه اللعبة وكسب المهارة والأداء بل التميز والتألق في أي مشاركة للنادي ورفع رأسه عالياً.
هنا في مديرية القلوعة رياضة التايكواندو لها جمهورها الخاص والكبير، نلاحظ توافد أطفال وشباب يريدون التدرب والالتحاق بالنادي لممارسة هذه اللعبة، ونتفاجأ بتمكنهم وحرصهم على التدريب والالتزام بالتمارين والتدريبات التي تقام لأيام محددة من الأسبوع ويتم تقسيمهم أثناء التمارين. والحمد لله هناك من حصل على بطولة وميدالية في كل مرة تقام بطولات على مستوى أندية عدن.
لذلك تقييمي للعبة التايكواندو في نادي الروضة عالٍ، فقد حصلنا على المركز الثاني في أول مشاركة لنا. ولكن نحن بحاجة لاهتمام أكبر، وبحاجة للوقوف مع الأندية لتنمية هذه الرياضة ورفد المشاركات الخارجية والبطولات بلاعبين أبطال في هذه الرياضة.

 ما هو مصير أبطال رياضة التايكواندو اليوم بالنسبة للمشاركات الخارجية؟
- سؤال تصعب الإجابة عليه بسبب الواقع المحزن لمصير هؤلاء الأبطال. هناك لاعبون شاركوا في بطولات عربية وحققوا مراكز متقدمة، من عدن ومن عموم المحافظات، لكن لم نسمع لهم أي تكريم أو اهتمام أو حتى الظهور إعلاميا لتعريف الناس بهم، وهذا ظلم كبير بحقهم بعد أن قدموا أداء جيداً وحصلوا على ميداليات.
المؤسف أكثر، أن تشارك في بطولة عالمية وتحصل على مراكز وميداليات ولا يتم استدعاؤك في البطولة التي تليها، ولا أحد يعرف الأسباب. هذا ما حدث مع البطل اللاعب أكرم النور مثلاً، الذي حصل على الميدالية البرونزية في دورة ألعاب آسيوية ولم يتم استدعاؤه للمشاركة في الأولمبياد الذي أقيم بعدها بعام، بدون أي سبب، مع أن المفترض تلقائياً أن يكون متواجداً.
ولكن ما الذي نقوله؟! لا توجد أي رعاية واهتمام بالأبطال، برغم أن هذه الرياضات الفردية تولد أبطالاً وتحقق ميداليات أفضل من الرياضات الجماعية ككرة القدم التي لم نحصل فيها على أي بطولة أو لقب، ولكن لا ندري لماذا لا يتم الاهتمام بالألعاب الفردية إطلاقاً.

 رسالة وكلمة أخيرة كابتن عادل...؟
- الكلمات كثيرة ورسالتنا واضحة جداً: اهتموا برياضة التايكواندو، التي تعتبر من أهم الرياضات في الأندية، والتي تخلق أبطالاً ولاعبين ذوي مستويات عالية جداً قادرين على المنافسة الخارجية وحصد البطولات والألقاب.
إهمال هؤلاء الأبطال يعني قتل الرياضة بشكل متعمد وببطء. ويكفي عبثاً بالرياضة وإهمالاً. نريد أن تكون هناك صحوة حقيقية في كل الأندية، وإذا وجد دعم لها من الجهات الرسمية والمعنية سوف نصنع جيلاً كاملاً من الأبطال في هذه الرياضة ونعيد لها رونقها في عدن وعموم اليمن.