حاورته: دنيا حسين فرحان / لا ميديا -
شرف محفوظ، تاريخ حافل من الإنجازات والبطولات مع نادي التلال والمنتخب الوطني.
مر نجم الكرة اليمنية بالعديد من المراحل التاريخية التي أضافت لرصيده الكروي، فكان النجم اللامع لاعباً ومدرباً وقائداً.
ذات يوم، كان قرار إيقافه من اتحاد كرة القدم، وكانت الواقعة كبيرة على الجماهير الرياضية، التي وقفت مع نجمها المحبوب إلى جانب الإعلام وأنصفته.
صحيفة "لا" تنفرد بلقاء الصراحة وإيضاح الحقائق مع هدَّاف العرب ونجم الكرة اليمنية في حقبتي الثمانينيات والتسعينيات، الكابتن شرف محفوظ.


 مرحبا بك كابتن شرف في "لا الرياضي"!
- أهلا وسهلا أخت دنيا، وأتشرف بالحوار معكم بصحيفة "لا". 

عقليات متحجرة انتقامية
 سنسترجع معك جزءاً من شريط الماضي، العام 2013، لتحكي لنا عن قرار إيقافك من مزاولة النشاط الرياضي من قبل رئاسة الاتحاد، ثم تراجع رئيس الاتحاد عن هذا القرار الغريب المجحف، وكيف واجهت هذا الأمر؟!
- قرار إيقافي كان نتاج عقليات متحجرة، وكان الهدف منه الانتقام مني في أي موقع أعمل فيه، لذلك تركت لهم الرياضة وتركت لهم أي عمل رياضي، حتى لا يسيئوا لتاريخي، وكل عاجز دائماً يظهر فشله وفي أي وقت من الأوقات.
طبعا في 2013 تم إيقافي من مزاولة النشاط الرياضي لعامين من قبل العيسي وحميد شيباني ومنعي من دخول الملاعب. هذا القرار لم يسيء لي بقدر ما كان إساءة لهم؛ لأني بسبب معاملتهم تركت الرياضة نتيجة مضايقتي من الحكام الذين يأتمرون بأوامرهم، وحرمت من الملاعب والمباريات وكثير من الأمور، فتركت الجو الرياضي العام حتى لا أسيء للأندية التي سأدربها مستقبلاً، لإدراكي أن حقبتهم ستنتهي، ويكفي أن الجماهير وقفت معي والإعلام، وقرارهم ألغي من قبل الرئيس حينها، وهنا ظهر ضعفهم ونواياهم الخبيثة، فوقوف الجميع معي دليل على أنهم أساؤوا للرياضة اليمنية منذ توليهم السلطة.

لا أقبل الخنوع
 بالمناسبة، الكثيرون يتابعون أخبار شرف محفوظ، ما هي أخبارك كابتن شرف؟ هذا سؤال الجمهور عنك، ماذا ستخبرهم عنك هنا؟!
- الشيء الذي يثلج صدري أن علاقتي مازالت مستمرة في كل محافظات الجمهورية وخارجها، مازال القبول من الجماهير بمختلف ميولها ومناطقها، وهذا وسام شرف على صدري، طالما وأنا مازلت أحظى بالتكريم والدعوات لحضور مهرجانات داخل اليمن وخارجها، وأنا أكن لهم كل الحب والشكر والعرفان طوال مسيرتي الكروية إلى الآن.
وسبب ابتعادي رفضي العمل مع اتحاد العيسي وزبانيته.
الرياضة تحتاج عقولاً لدعم الرياضيين، وأنا لا أقبل على نفسي أن أكون رقماً هامشياً أو مجرد رجل يستلم أموالاً من الاتحاد وهو دون فكر أو حضور. هم يحتاجون أن نطيع أوامرهم، ولكن لن أقبل على نفسي.

تركت "رياضة العيسي"
 هل مازلت بالقرب من عرينك التلالي؟ وكيف ترى الإدارة الحالية؟
- نعم، أنا ما زلت قريب، بالحب والعرفان لنادي التلال وأتابعه بشكل مستمر. صحيح لم أحضر مباريات، أكانت للتلال أو للأندية الأخرى، لأني تركت الرياضة لاتحاد العيسي، فقط أتابع وأسمع عن النتائج. لكن مهم جداً أن أتابع حتى عن بعد نتائج النادي الذي أحبه وله الفضل بعد الله سبحانه وتعالى فيما أنا عليه.
ما يخص الإدارة الحالية ورئاسة النادي، من الصعب أن يدار النادي من خارج اليمن، وللأسف هناك من كان يطالب بإقالة عارف اليريمي، وكنت أتمنى ألا يعود اليريمي، وهذا كلام من أخ لأخيه، ولكن طالما خرجت من الباب الكبير وتركت بصمة جميلة بين الناس يجب ألا تعود، عادت الأصوات نفسها والمشاكل نفسها، ولكن في الأخير هذا قراره ورأيه وفكره، وهذه كانت ومازالت نصيحتي لهذا الرجل؛ لأني أحبه وأحب نادي التلال وأتمنى التوفيق والنجاح للإدارة الجديدة.
 لكن الكثير كانوا يطالبون عن تترأس التلال في ظل الإدارات السيئة التي مرت عليه؟
لا يوجد إدارة سيئة في التلال، وكل الإدارات التي مرت على هذا الكيان الرياضي العريق تشكر على ما قدمته. نحن نتحدث عن إدارات جاءت في ظل أوضاع عدم استقرار في البلد وإدارات جاءت في وضع جيد، والسيئ هو الزمن الذي تولت في الإدارة وليست هي.
طبعا تردد اسمي كثيراً لأكون رئيسا لنادي التلال أو نائبا للرئيس، كما تم استدعائي للنادي أكثر من مرة، لكن بسبب حبي للتلال كنت أرفض هذه المناصب، لأنني كنت أعرف لو أدرت نادي التلال كان الاتحاد العام وبالخصوص رئيسه العيسي ونائبه باشنفر وأمينه العام الشيباني بايشتغلوا التلال شغل، وكنت أرفض هذه المسؤولية لهذا السبب، وليس لعدم قدرتي على إدارة النادي. والتلال في الأول والأخير أكبر من اتحاد العيسي ومن كل شيء بالنسبة لي.

وصمة عار
 أعاد الاتحاد دوري كرة القدم لأندية الأولى في مجموعتي سيئون وعتق وسط مقاطعة أندية عدن للمسابقة. ما هو تقييمك لهذا الأمر؟ وهل أنت متفائل بهذه العودة واستمرارها أم متشائم بهذا الخصوص، وذلك إذا استرجعنا العقبات والمشاكل التي يضعها الاتحاد في طريق الكرة اليمنية؟
- الدوري الذي أعلن الاتحاد وأقامه وسط غياب ومقاطعة أندية عدن في الدرجة الأولى التلال ووحدة عدن والشعلة، أعتقد أنه وصمة عار في وجه الاتحاد، وهناك خبث من أمين عام الاتحاد حميد شيباني، 3 أندية أعلنت عدم المشاركة وأنت بداية تهبط ناديين وتعفي التلال وذلك من أجل أن تضرب بين أندية عدن. هذه وللأسف هي عقلية العيسي، مع احترامي الشديد كان يجب أن تهبط الأندية الثلاثة أو تعفى، لكن كل هذه القرارات هي مدروسة وتعبر عن هذه العقلية التي تتحكم برؤوس الاتحاد.
وحتى المباريات التي أقيمت لا يوجد نادٍ من محافظة عدن، وباستثناء شعب حضرموت وعرفان أبين هما الوحيدان من المحافظات الجنوبية، أعتقد بأنه أمر لا يخدم الرياضة. إذا كان هناك عقليات سوية يجب أن يدرس الموضوع وتستدعى الأندية لمعرفة ما تحتاجه، ولكن نحن نبدأ حرباً أو عملية إجرامية بحق هذه الأندية الكبيرة جداً التي عمرها التاريخي أكبر من اتحاد العيسي.

اتحاد فاشل
 كيف ترى أوضاع الكرة اليمنية؟
- الاتحاد مع احترامي الشديد يسير من فشل إلى فشل، ولا يوجد من يحاسبه، لأنهم مستندون على ظهر أحمد العيسي، التاجر وصاحب المناصب السياسية. لا يستطيع أحد أن يتكلم معه أو يقول له إنك سبب تدهور الرياضة. صحيح هذا وضع البلاد، لكن الرياضة دائما تساهم بحل كثير من الأمور والمشاكل لأي بلد في العالم.
حتى النجاحات الذي يقدمها المنتخب تعتمد على ثقافة اللاعب لأنه يمثل بلده لكن ليس كل ما يعمله الاتحاد صحيحاً، خاصة ما يتعلق بحوافز المباريات بعد أي مباراة يفوز فيها، هذه تؤثر على مستوى اللاعبين، وهذا يرجع سببه إلى أن منظومة العمل في الاتحاد اليمني للرياضة أو اللجان الفنية لا تفكر بمرسوم مستقبلي للدولة، ولكن تفكر في المشاركة أو البطولة فقط من أجل صرف المبالغ. أنا لا أتحدث عن اليوم، بل أتحدث عن كل مشاركات المنتخبات الوطنية من كل الفئات العمرية. لهذا أنا أعتقد أن الاتحاد لن ينجح في ظل ثقافة السمع والطاعة الموجودة للعيسي.
أتمنى من الاتحاد أن يستخدم لاعبين لديهم خبرة ومتمرسين وليس كل مؤهلاتهم الطاعة، عندهم الفكر في الرياضة والتخطيط الصحيح للكرة اليمنية. الاتحاد بحاجة للتجديد وأن تأتي دماء جديدة، فكل الموجودين مع احترامي الشديد هم من أهل السمع والطاعة للعيسي.

تميز الثمانينيات
 لو طلبنا أن تختار أفضل حقبة مررت بها في الملاعب، ماذا ستختار؟! ولماذا؟
- أعتقد أنه أول موسم لي، كان في عام 1985، وكان في نادي التلال مع حقبة كبيرة، أن تلعب بجانب حسين عمار وإبراهيم عبدالرحمن ومحفوظ محمد ونجيب ياسين وأبو بكر الماس وطارق قاسم وعدنان سبوع... أسماء صراحة يعجز اللسان عن وصفهم وهم كوكبة كبيرة. لهذا أنا أقول إن حقبة الثمانينيات كانت مميزة بالنسبة لي، وكانت حقبة جميلة جداً. لقد استفدت من هؤلاء النجوم الكبار. استفدت برسم معالم النجومية الأولى والظهور بمستوى مشرف. وحقبة التسعينيات كانت بالنسبة لي فترة للظهور والنجومية وقيادة السفينة التلالية والنضوج بالنسبة لشرف محفوظ مع التلال والمنتخبات الوطنية.

قلبي على التلال
 ما هي رسالة شرف محفوظ لمحبيه والجمهور؟
- أتمنى اليوم أكثر من أي وقت سابق أن يقف الجميع مع التلال أمام ما حصل له من دمار وخراب إثر الحرب. وأعتقد أن التلال هو النادي الوحيد الذي تدمر بشكل كامل وبطريقة ممنهجة. أتمنى ألا ينتقم السياسيون بمختلف ميولهم من التلال؛ لأن التلال ليس سياسة، بل هو وطن وبيت كبير ومنبع للرياضة في اليمن. التلال هو واجهة وحضارة من حضارات بلادنا.
أتمنى ألا نذهب بانتماءاتنا الحزبية للتلال. دعوا التلال يعمل، دعوه يكون سفيراً للنوايا الحسنة الرياضية، وقفوا معه ومع كل أندية عدن والجمهورية.
 كلمة تختتم بها حديثك مع صحيفتنا؟
- أشكر صحيفة "لا" على هذا اللقاء، وأتمنى أن يكون هذا اللقاء محط أنظار كل المتابعين الرياضيين وأن يظهر بثوب جديد. وأوجه أيضا رسالة للجمهور الرياضي وأقول لهم: مازلت أحبكم وأشكركم، فأنتم بعد الله كنتم السبب فيما وصلت له من نجومية في التلال أو في المنتخب، في اللعب داخليا أو خارجياً، كنت ومازلت ممنوناً لكم، وتقبلوا مني كل الاحترام والتقدير.