إلى عباس
 

سرور الشريفي

سرور الشريفي / لا ميديا -
إذا كنت عميلا فإنهم أحرار، وإن كانت مجاري دمائك تصب من وإلى جوف «إسرائيل» الآسنة فإن قلوبهم تتوضأ لكل صلاة من بئر مِئذَنة باب الأسباط الطاهرة. يُعلِم صوتك المهترئ طفلا حديث الأنفاس معنى شرف الصمود بينما أنت تبيع أمتارا من كرامتك لتشتري زر قميص واحد يليق بك كتمثال تساقطت شعيرات رأسه الباهتة في خريف الخيانة تحت أقدام الصهاينة.
قلنا بأي سلطة يتحدث لسانك السليط عن الحريات؟! أي حريات؟! أي أمن؟! ولمن تطالب به؟!
ضع نظاراتك الزجاجية الصلبة قليلا على منضدة الواقع لتر أن بائع الخبز قدم روحه الدافئة في أكياس الأرغفة إلى الله ليطعم أمعاء الأطفال حياة، وأن بائعة النرجس الجميلة عطرت باقاتها التي كانت قد قطفتها حديثا برائحة دمائها لتمنح الجبال والروابي بساتين زاهية تتفتح حتى في أشد درجات الضمير العالمي برودة، أما بائع الكتب الذي كان يستيقظ كل صباح لينفض غبار البؤس قليلا عن عقول الشباب بسطور من التحفيز على الثبات ومواجهة المحتل فإنه الآخر قد كتب أقدس عناوينه في سبيل الأرض بخطٍّ أحمرٍ عريضٍ لن يمحى، وترك شباك كشكه المتواضع مفتوحا أمام التاريخ لتقرأه الأجيال مستقبلا...!
ثم أنت تبور تجارتك لأنها ليست في الأصل سلعة، وتبور أنت لأن الله لا يشتري أمثالك. تطالب بالأمان الكامل حقا للمنبوذين برجسهم! لقد أصبح العالم كله يعي حقيقة أنك وأمثالك من الحكام أذرع قذرة مدها الكيان الغاصب لمحاولة إحكام قبضته على الشعوب العربية والإسلامية، ولكن تبشركم فزعة الجهاد بأن كل ذراع منكم سيبتره الأحرار، وأن النصر من نصيب الأوطان، وأن الحرية عاجلا سينهار أمام سبيلها كل سور.

أترك تعليقاً

التعليقات