مـقـالات - سرور الشريفي

أنامل السنوات

سرور الشريفي / لا ميديا - يمكنني اليوم أن أقول إن الحياة أشبه بوتر جائع مشدود على جانبي الزمن، يدوخ فيسرق كلما تمايل من مراحل أعمارنا المختلفة لحناً يوائم زوبعة تقلباته، يفصح عن مقطوعة تعزفها أنامل السنوات بمهارة على قيثارة ذرائعنا الباهتة حين نُباغت أوركسترا القدر بتهمة تلك النغمات الحزينة التي تنساب عبر ناي الوجع إلى أعماقنا فتحجمنا عن ممارسة الغناء مع هديل الحمائم الواقفة فوق منارات التحدي وقمم الكفاح....

الأكذوبة

سرور الشريفي / لا ميديا - صباح الوطن! أو دعني أقلها لك أيها المارّة عيناك متنقلة بين هذه السطور بعبارتنا المعتادة: «صباح الخير»، نعم، الخير أكذوبتنا المستحبة التي اعتدنا أن نرتشف رغوتها مع فناجين حيرتنا المرة، نتصافح بها على أرصفة المجهول كلما نبتت أقحوانة الشمس على كتف يوم جديد وهَبَت الآمال أمام نوافذنا على أجنحة النسيم إلى وجهةٍ غير معلومة!...

قالت العرافة

سرور الشَريفي / لا ميديا - لا توهمني أنك ترتدي تلك العقيقة المتوهجة على خنصر السماء نهاراً لأجلي! لا أريد منك أن تقطف لي زهرة القمر المعلقة على غصن الليل! لا ترسل إليَّ قصيدة جديدة في مظروف الأمنيات الملونة! أنا مدينة منكوبة بفضل كل سلطة تنازعتني! قصصت شَعر أحلامي الطويل بعد أن تعبتُ من تساقطه حلماً حلما كلما أردت تسريحه! لقد انتشرتْ سمومُك في بصيلات فجري، ولم أعد أملك ما يغذي جذور الفرح! عرافة التنبؤات المشهورة قرأت فنجان مستقبلي....

السماء ملاذك

سرور الشريفي / لا ميديا - في امتداد الغروب، تكتب أقلام الشفق سطوراً خرافية الجمال حبكة المساء تتربص بعين القارئ كأنما تدبّر له مؤامرة مسبقة في قصتها مع المجهول الرياح تهز ستائر الشمس المغمورة في احمرار الأفق ربما تُنبئ باستضافة عاصفة قادمة من جهات المطر! أهي حقاً غيث؟! رائحة الحرية تدغدغ أوتار الروح تسترسل في أوردة اللحظات كنسمة باردة تخفف عن المدينة المحمومة عناء الإعياء المشهد -أيها المحدق بالكلمات- خيالي جداً في الأعلى...

كيف أصبح الطريق أبكم؟

سرور الشريفي / لا ميديا - المتاهة حولنا ظالمة في الواقع لم نرَ الورود قط، رغم أننا سمعنا عن موسمها لم نلامسها إلا في مناديل الجدات، تلك المعطرة القطنية القديمة نقوش المجد تفوح من أخشاب الخزائن العميقة في قلب كل جدار بوابات الحصون العتيقة ثقيلة جدا أمام هذه الأسماء بكل أحجامها وجوه الأزمنة تحتاج لمن يعرفها كـ عيون الشهداء الآمال لا تزال محنطة في زاوية التاريخ شاخ الموعود هُنا واعوجَّ ظهر الوعد...

  • 1
  • 2
  • >>