السماء ملاذك
 

سرور الشريفي

سرور الشريفي / لا ميديا -
في امتداد الغروب، تكتب أقلام الشفق سطوراً خرافية الجمال
حبكة المساء تتربص بعين القارئ
كأنما تدبّر له مؤامرة مسبقة في قصتها مع المجهول
الرياح تهز ستائر الشمس المغمورة في احمرار الأفق
ربما تُنبئ باستضافة عاصفة قادمة من جهات المطر!
أهي حقاً غيث؟!
رائحة الحرية تدغدغ أوتار الروح
تسترسل في أوردة اللحظات
كنسمة باردة تخفف عن المدينة المحمومة عناء الإعياء
المشهد -أيها المحدق بالكلمات- خيالي جداً في الأعلى
لذا لا تُسقِط عينيك نحو الأسفل رجاءً
من الأفضل لك أن تكون سماوياً فقط
تعاتب النجوم إذا خفت بريقها ليلاً حين تلعب مع الغيوم
تستأذن القمر لترسم عالماً يليق بمستقبل صغارك على سطحه
تؤمن بعظمة ذاتك
بعذوبة الجدول المنساب في إنسانيتك
تعلم أفكارك المحبوسة كيف تفرد جناحيها
وتحلق في مسارها الصحيح
مع أسراب الطموح دون أن يُقص لها جناح
لا شيء في الأسفل..
لا شيء.. صدقني
سوى براءة طفل يناشد رغيف الخبز أن يطرق باب منزلهم
وامرأة تطهو أوجاعها في إناء الحزن بهدوء وحذرٍ شديدين!
لا شيء سوى رجل يحمل تعاسة أهله كلها فوق ظهره
وآخر يقف على شرفة السؤال بحنجرة الخوف:
متى تصدق النبوءات؟!
بل... متى يُطلق صراح هذا الوطن؟!

أترك تعليقاً

التعليقات