حاوره: طلال سفيان/ لا ميديا -
فؤاد السيد اللاعب الكشاف الحكم. ثلاثية رسمت سماتها على ابن السيد الحكم الحازم الصارم الذي لا يلين أمام عاصفة الملاعب.
من حواري الجحملية وفريقها الأشهر على مستوى الوطن, صقلت الموهبة بالقرار فنتج حكم أشعل الملاعب وأشغلها.
"لا" التقت بالحكم الوطني الدولي وحاورته في لقاء السلاسة والجد واللعب.

 كيف جاء اختيار الكابتن فؤاد للتحكيم؟
- أولاً سعيد أن ألتقي بك أخي طلال بعد هذه الفترة الطويلة. عندما كنت ألعب لنادي أهلي تعز كنت أحكم مباريات الفرق الشعبية في مدارس الثلايا والفاروق، كنت أحب التحكيم منذ صغري، وبعد استمراري في اللعب مع أهلي تعز لخمسة مواسم وخلال الدوري التصنيفي عام 1994 أجريت بالمستشفى العسكري عملية الزائدة الدودية، وكان في تعز خبير تحكيمي سوداني يحاضر في دورة للحكام فذهبت وماتزال العملية لم تلتئم، بسبب شغفي وحبي للتحكيم، ولم يعرف الخبير التحكيمي بأمر العملية وخيوطها الطرية فوق بطني، والحمد لله أخذت دورة تحكيم للدرجة الثالثة وكان معنا حكام تعز الكبار مثل الكابتن ناجي أحمد حسن وعبدالله سالم وحامد الحاج، الله يذكرهم بكل خير، ومن هنا بدأت هذا المجال.

من نخبة الحكام العرب
 ما هي الشهادات التي حصلت عليها والبطولات التي شاركت بها؟
- حصلت على الدرجة الثالثة ثم الثانية وبعدها الأولى، ثم نلت شهادة حكام النخبة، وبعدها حضرت الشارة الدولية في سلطنة عمان عام 2002 ونلت فيها مركزاً متقدماً من بين 40 حكماً من دول غرب آسيا، وبعدها بعام حكمت في البطولة الآسيوية والتصفيات التمهيدية لأولمبياد أثينا في البحرين، وواصلت مشواري ولله الحمد والشكر واخترت ضمن نخبة الحكام العرب وعسكرنا في العاصمة المصرية القاهرة، وحكمت في بطولة الاتحاد الآسيوي بين بطل الهند وعمان في صلالة وحكمت مباراة للهلال السعودي والعديد من المباريات الدولية على مستوى المنطقة العربية والقارة الآسيوية، وهذه المباريات قدتهن كحكم ساحة رئيسي وكذلك منها كحكم رابع.

أسباب المعاناة
 ما الذي ينقص الحكم اليمني؟
- مع الأسف الشديد الحكم اليمني يعاني، وأولا قد يكون السبب عائداً للحكم نفسه، كعدم الاطلاع على كل جديد وعدم دراسة القوانين والأحداث والتعديلات، وهذا العامل النفسي الأول ثم يأتي العامل المساعد للتأهيل كخوض الدورات والنخبة لإدارة الدرجة الأولى ثم الشارة الدولية... مع الأسف التأهيل في بلادنا ضئيل وضعيف وبالذات في الآونة الأخيرة، والإهمال كبير حتى ينافس حكامنا في البطولات الدولية. نحن الحكام في اليمن نعاني بشكل كبير، لأن اللاعب اليمني لا يملك الثقافة الرياضية الواسعة التي تعده كلاعب في أرضية الملعب ثم تساعد الحكم على اتخاذ القرارات. كذلك الجهل بالقانون، وهذا عيب أن نذكره لكن هذا ما نعانيه نتيجة عدم حصولنا على توعية اللاعبين بالقوانين ويبقى النواح والاعتراض والتشنج لا محدوداً على شيء لا يفهمه اللاعب ويبرز فقط اصطياد اللاعب والمدرب وغيرهم لأخطاء الحكم. الحكم واللاعب والمدرب والإداري والإعلامي هم عامل مشترك لنجاح المباراة وجزء مهم لتطوير كرة القدم وكل منهم يكمل الآخر.
 كيف جرى التحكيم معكم في بطولة دوري الدرجة الأولى مؤخرا؟
رغم الفترة الطويلة للتوقف إلا أن التحكيم في بطولة الدوري سار بشكل مريح، وكان ما ينقصه خوض الحكام دورات قبل الدوري، منها الدورات الإنعاشية إضافة لمعاناة السفر، كذلك افتقارنا للتكنولوجيا، والحمد لله قدم الحكام في البطولة جهداً كبيراً يشكرون عليه.

الفار سبب لي الخجل
 استخدمت تقنية الفار في إحدى المباريات منذ عامين في مدينة إب؟
- نعم، استخدمته في مباراة نهائية للفرق الشعبية جرت بمدرسة الفاروق بمدينة إب. يومها خجلت كثيرا أن يستخدم الفار في مباراة للفرق الشعبية رغم أنها بادرة جيدة، ولا يستخدم في دوري رسمي بعد. نحن نعاني من سوء الإدارة في مختلف المجالات ولا بد أن نراجع أنفسنا ونطور بلدنا في كل المجالات وليس فقط الرياضة.
 لماذا التقنية مازالت بعيدة عن ملاعبنا؟
- الحصول على تقنية الملاعب ليست صعبة أو حلماً، هي شيء بسيط إذا تواصل الاتحاد مع المعنيين في الاتحادين الآسيوي والدولي واللجنة الأولمبية سيوفرونها ولا أعتقد أنهم سيقولون لا. الفار هو سلاح ذو حدين قد يصيب وقد يخيب، وأنا أنصح الحكام في الداخل والخارج ألا يعتمدوا على الفار بكل القرارات، الحكم يجب أن يكون شجاعاً ولياقته البدنية عالية وصاحب قرار والمكان المناسب والرؤية الواسعة، الحكم بشر يخطئ ويصيب وليس مكتملاً والكمال لله، أو يعملون رجلاً آلياً ليدير المباراة بدلا من الحكم الذي كل ساعة وهو ذاهب للشاشة (الفار)، هذا شيء سلبي وأفقد كرة القدم متعتها.
 ما هو الموقف الطريف الذي واجهك في التحكيم؟ سؤال موجه من الزميل محمد ياسين؟
- أثناء حادثة سفاح جامعة صنعاء (محمد آدم) كنت متواجداً مع منتخب مدارس تعز وكانوا يطلعون في إحدى الصحف صورة محمد آدم ومكتوباً عليها سفاح الجامعة، وصورتي وتحتها مكتوب "سفاح الكروت". الصحفي كان يريد أن يقف معي وهو يحترمني وأنا أحترمه ولكنه بهذه المقارنة لخبط الشغلة على راسي، وبعدها قدم اعتذاراً وتنويها.
كما هناك حالة واجهتني في إحدى المباريات، لحظة نزولي للملعب سمعت المدرب يقول للاعبيه: انتبهوا، هذا الحكم جزار كروت.
 هناك اتهام من بعض المدربين لحكام ملاعب اليمن بالبيع والشراء في بعض المباريات (سؤال موجه من الزميل عبدالكريم الرازي)...؟
- مع الأسف هذا الكلام الحاصل تجاه الحكام عيب جدا. القلة القليلة من المدربين كآباء وتربويين أنا أحترمهم، لكن هناك مدرب فاشل في حياته الرياضية فاشل في التدريب ويرمي أخطاءه على الحكام! مع احترامي هذه الكلمة لا يجب أن تطلق. الحكم اليمني طيب وشريف فماذا يبيع؟! وعلى المدرب أن يحترم نفسه ويهتم بالتشكيلة والخطط وتصحيح الأخطاء، لا أن يرمي بالتهم على الحكم ويجعله شماعة لأخطائه. أنا لا أنكر أن هناك أخطاء تحكيمية، ولكن ليس بطريقة أن يقول فلان أن الحكم باع واشترى.
 عرفنا فؤاد اللاعب والحكم، ماذا عن الكشاف؟
- الكشافة جزء من حياتي وكياني، حتى أن الزملاء من الحكام والمدربين واللاعبين كانوا يقولون لي: لا تنقل شخصيتك الكشفية للملعب، وهم يعنون الشدة والانضباط. والمرحلة الكشفية هي الأفضل في حياتي.
 كلمة أخيرة في ختام الحوار...؟
- أتمنى أن نكون كتلة واحدة في تطوير بلدنا كلاً في تخصصه. وأتمنى التوفيق والشكر كل الشكر لصحيفة "لا" وطاقمها العزيز على قلبي.