«الشعب» باق بفضل محاربيه القدامى

 حاوره: عبدالكريم الرازي / لا ميديا -
تميز بدقة تصويباته وقدم ذهبية لا تخطئ الشباك بإجماع عمالقة الزمن الجميل، رفقاء الدرب والملعب، النجوم عبدالعزيز القاضي، وعزيز الكميم، وحسن المسبحي، وشفيق الكحلاني، ومحمد فلاح، وعلي الإرياني.
أبو غانم في حديث ذكريات الزمن الجميل مع صحيفة "لا".

بدأت مع الوحدة وأحببت الشعب
 بداية الكابتن محمود أبو غانم، من أين؟!
- منذ الصغر أحببت كرة القدم، وبدأت اللعب في الحارة، ثم أيام الدراسة لعبت في مدارس الوحدة وجمال عبدالناصر، وكنت ألعب أيضاً في فريق النجوم بحارتي "البونية"، وأتذكر من زملائي أحمد حميد ومحمد البوشي وأحمد البروي.
 لماذا اخترت شعب صنعاء؟
- لأنني كنت محباً ومشجعاً للشعب، وكان حينها يضم أفضل النجوم. انضممت للنادي ولعبت عام 1975 في صفوف الأشبال، وبعدها بعام تم تصعيدي للفريق الأول، واكتشفني كلاعب الكابتن عادل مقيديع، وظهرت موهبتي بتوفيق الله وإصراري على أن أكون مميزاً، وتميزت باللعب كمهاجم لما امتلكته من موهبة ومهارة عالية كمهاجم صريح، وأيضاً أجيد اللعب في خط الوسط والدفاع.

قارعت المكسيك والفرق الألمانية
 سطع نجمك في الثمانينيات بشكل لافت، لكن حظك مع المنتخبات كان لا يوازي نجوميتك...؟
- أتفق معك، برغم أنني لعبت مع المنتخب أمام منتخب المكسيك، مستضيف كأس العالم 1986 أثناء زيارته لليمن، وأمام الجالية اليمنية في ليفربول، وأيضاً أثناء دراستي لعبت ضمن الدوري الألماني مع فريق فلايشيجن، أحد أندية الدرجة الخامسة في ألمانيا، ولعبت مع جاليات أجنبية وأفريقية هناك، لكن لم يكن حظي مع المنتخبات يوازي نجوميتي، كان يتم اختيارنا ضمن المنتخب في الثمانينيات مع المدرب الألماني، وأيضاً مع أبو الكباتن علي محسن المريسي، وكنا نتفاجأ بإلغاء المشاركات.

لقب المدفعجي
 أهداف سجلتها لها ذكرى خاصة...؟
- أعتز بأهدافي التي كنت أسجلها، وخاصة أهدافي التي توجت الفريق بالبطولات، وأعتز كثيراً بهدفي في مرمى وحدة صنعاء عام 1986، وسجلت هدف إحراز البطولة، وأيضاً هدفي في مرمى الوحدة السعودي، فزنا عليه بثلاثية: الكابتن عزيز الكميم أحرز هدفين، وأنا أحرزت هدفاً، وأيضا هدفي في مرمى شباب الجيل من وسط الملعب لتهتف الجماهير لي بـ"المدفعجي" الذي لا تخطئ تصويباته المرمى.

ضحية صراع النفوذ
 لماذا تركت اللعب وأنت في أوج نجوميتك؟!
- تركت اللعب في تلك الفترة نتيجة لابتعاثي للدراسة في ألمانيا وأخذت البكالوريوس في الاقتصاد وإدارة الطيران وعدت إلى الوطن، ومع عودتي كان فريقنا يخوض بطولة الصعود وأخذنا البطولة بفوزنا على وحدة صنعاء وسجلت أغلى أهدافي في مرمى الوحدة، وكانت هذه ثالث بطولة يفوز بها نادينا شعب صنعاء في 1986. طبعاً قبلها توجنا ببطولة الدوري في موسم 1979-1980، وبطولة 1980-1981، وكنا سنواصل الحفاظ على اللقب بإحراز البطولة للموسم الثالث، لكن حينها كان رئيس الاتحاد حسين الأهجري فتم اختيار 8 لاعبين من شعب صنعاء للمنتخب وتم حينها منع لاعبي المنتخبات من اللعب لأنديتهم وبقية القصة يعرفها الجميع في ذلك الوقت، وربما حتى يومنا هناك صراع نفوذ بين وحدة صنعاء وأهلي صنعاء. لقد عانينا في شعب صنعاء من صراع النفوذ بين الأهلي والوحدة، لكن كان الشعب كفريق يضم أفضل النجوم وتميزنا بالإصرار والحماسة والعزيمة لتشريف نادينا. كنت أنا وإخواني النجوم عزيز الكميم، ومفضل أحمد مفضل، وفياض بغدادي، وشكيب البشيري، وشفيق الكحلاني، وعدنان قائد، ونجيب محفوظ، وزين السقاف، وعوض عبود، وغالب الشامي، وخالد سنهوب، وجواد محسن يرحمهما الله، وكان حارس المرمى سعيد الحميقاني، وكان مدربنا في البطولتين الأولى والثانية المدرب السوداني سافرو جون، وعندما أحرزنا بطولة الدوري الثالثة كان مدربنا هو الوطني أنور غفوري  يرحمه الله.
وأيضا تزاملت مع نجوم الزمن الجميل، ومنهم: مضر السقاف، ولعبنا أمام التلال عام 1979 في بطولة كأس اليمن وكنا زملاء نحن وأحمد ناصر الحوصلي يرحمه الله. والمدرب الوطني القدير علي العبيدي وسالم العبدي, ونجوم كثر كانوا بمستوى عال من المهارة والإمتاع.
 نعود في هذا السؤال لتخبرنا عن حكاية هبوط شعب صنعاء في الثمانينيات...؟
- تم تهبيط الفريق بقرار من اتحاد الكرة، فقد كانت هناك مشاكل بين قطبي الصراع الأهلي والوحدة بصنعاء، وكنت حينها خارج الوطن أدرس في ألمانيا، وخمسة أندية تضامنت مع أهلي صنعاء لعدم لعب الدوري، من بينها نادينا الشعب وأهلي الحديدة، وجرى تهبيطنا لعدم لعب الدوري، وعندما عدت من الدراسة مثلنا النادي نحن وزملاؤنا بالفريق وصعدنا وأحرزنا البطولة الثالثة في تاريخ نادينا.


لاعبو اليوم ماديون
 ما هي أسباب تفوق شعب صنعاء في الثمانينيات؟
- كما أسلفت، نجوم عمالقة وعظماء يلعبون بروح الفريق الواحد. أيضا كنا في السابق نلعب حباً للرياضة وبحماسة وعزيمة وإصرار. كنا نجوم الأمس نتنافس لنقدم الأفضل، وكان الولاء والانتماء هو الأساس ولم تكن الماديات تؤثر فينا.
لاعبو اليوم أصبحوا لا يهتمون بقيمة الولاء للنادي، وأصبح اللاعب يريد من النادي أن يوفر له كل شيء، بل إن لاعب اليوم في ظل عصر الاحتراف تجده سريعاً ما يبحث عن الاحتراف حتى قبل أن يصقل مهارته وموهبته، وأصبحت المادة تقتل الموهبة إلا فيما ندر. أتذكر أنه عندما أحرزنا أول بطولة كافأتنا إدارة النادي بإهداء كل لاعب ساعة "سيكو"، وثاني بطولة كانت مكافأتنا ألفي ريال، وثالث بطولة استلمنا مبلغ ثلاثة آلاف ريال.

العشوائية سبب التراجع
 شعب صنعاء "الفتيان" تراجع كثيراً في العقود الأخيرة، ما هي الأسباب؟!
- عندما يتولى العمل من لا يعرفون أساسيات فن الإدارة واحترافية العمل المنظم، فإن العمل يصبح عشوائياً وفوضوياً، وأيضا ابتعاد أبناء النادي والقدامى، وعدم تفعيل أدوار الجمعية العمومية في الرقابة والمحاسبة، وهنا تضيع الأندية. لكن حالياً نتفاءل بوجود لجنة تم تشكيلها من مكتب الشباب بأمانة العاصمة برئاسة أبناء النادي الكابتن مفضل أحمد مفضل، والأمين العام الكابتن شفيق الكحلاني، وأدعو وعبر صحيفة "لا" جميع أبناء ومحبي الشعب النادي العريق إلى الوقوف معهما وأن نكون عوناً لهما، وأتوجه بالشكر والتقدير للداعم الأول رئيس النادي، الأستاذ محمد عبده سعيد، الذي قدم للنادي الكثير، ونثق أنه لن يتخلى عن شعب صنعاء في هذه المرحلة، وخاصة أننا مقبلون على تصفيات الصعود والنادي يحتاج لوقوف الجميع. أيضا نثق بدعم وزارة الشباب والرياضة وأمانة العاصمة ومكتب الشباب وجميع رجال المال والأعمال حتى يستعيد النادي مكانته التاريخية.
 ماذا تحب أن تقول في ختام اللقاء؟
- تقديري لكم لإتاحة هذه الفرصة، ومرحباً بكم في منزلي أنتم الأعزاء: عبدالكريم الرازي، وأنور عون، وطلال سفيان، وشكر خاص لأسرة تحرير صحيفة "لا"، متمنياً لكم كل التوفيق.

بطاقة المدفعجي
محمود أحمد حميد أبو غانم
العمر: 61 سنة.
الحالة الاجتماعية: 
متزوج، والأولاد غانم، وغسان (يلعب كرة السلة مع فريق وحدة صنعاء).
- المؤهل: بكالوريوس اقتصاد وإدارة طيران- ألمانيا 1985.
الأعمال:
- وكيل نادي شعب صنعاء في التسعينيات.
- مدير إقليمي لطيران اليمنية في السعودية، ومدير "اليمنية" في بومباي للفترة 1989-1993.
سنوات اللعب:
- منذ 1975-1981، ثم سافر للدراسة في ألمانيا، ثم عاد للعب في النادي من عام 1985 حتى عام 1989.