إعداد:علي عطروس / لا ميديا -

11 أيلول/ سبتمبر 2022 شيخات أمريكا يعتبن على مشيخات الخليج
حثت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الأمريكيين يوم الأربعاء 7 أيلول/ سبتمبر 2022 إدارة بايدن على بذل المزيد من الجهد لضمان ألا يسهم الدعم العسكري الأمريكي للسعودية والإمارات في إلحاق الضرر بالمدنيين في اليمن، بعد أن أشار تقرير رقابي داخلي 
إلى أن الولايات المتحدة قد فشلت في تقييم علاقة مساعداتها بمثل هؤلاء الضحايا.
التقرير أشار إلى أنه بينما أشرف البنتاغون على 54.6 مليار دولار من المساعدات العسكرية للسعودية والإمارات من 2015 إلى 2021، فشل كبار المسؤولين الأمنيين في جمع بيانات كافية وأدلة على الضحايا المدنيين أو مراقبة استخدام الأسلحة الأمريكية الصنع.
وفي رسالتين موجهتين إلى وزارة الخارجية والبنتاغون وصفت السناتور إليزابيث وارين الديمقراطية من ولاية ماساتشوستس وبيرني ساندرز المستقل عن ولاية فيرمونت ومايك لي جمهوري من ولاية يوتا تقاعس الإدارة عن تحديد المدى الذي أدى إليه الدعم العسكري الأمريكي لإلحاق الأذى بالمدنيين في اليمن بأنه «فشل غير مقبول».
وكتب أعضاء مجلس الشيوخ: «نحثكم على مراجعة ما إذا كانت الحكومتان السعودية والإماراتية تتخذان الاحتياطات اللازمة أم لا لمنع إلحاق الأذى بالمدنيين في اليمن.. إذا تبين أن أيا منهما ينتهك، فإننا نحث الدولة على وقف جميع مبيعات الأسلحة إلى أي من البلدين حتى تتمكن من التحقق من أنها تتخذ خطوات لحماية المدنيين».
أصبحت الخسائر في صفوف المدنيين شيئا من السمة المميزة للحرب في اليمن. فمنذ ما يقرب من عقد من الزمان، شن التحالف الذي تقوده السعودية والذي يقاتل الحوثيين من أجل السيطرة على اليمن ضربات مميتة باستخدام طائرات مقاتلـــــة وذخائر أمريكيــة الصنع مــــزودة بموافقة الحكومة الأمريكية.
فــــي الأيام الأولى للحـــــرب، ألقت طائـــــرات سعودية قنابــــــل أمريكية الصنع على بيت عزاء في العاصمة اليمنية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 140 شخصا، وقتلت في قصف حافلة مدرسية يمنية 44 فتى في رحلة ميدانية. قُتل أكثر من 150 ألف شخص في الحرب، بمن في ذلك ما يقرب من 15 ألف مدني، وفقا لتقدير موقع الصراع المسلح ومشروع بيانات الأحداث.
في 21 كانون الثاني/ يناير، تسببت غارة جوية على سجن يديره الحوثيون في مقتل 70 شخصا على الأقل وإصابة العشرات، وفقا لمسؤولين حوثيين وجماعات إغاثـــــة دولية. لكـــــن الوفيات انخفضت منذ أن وافقت الجماعات المتحاربة فـــي نيسان/ أبريل على هدنة مبدئية ساعدت الأمم المتحدة في التفاوض بشأنها. تم تمديد الهدنة لمدة شهرين في أوائل آب/ أغسطس. وقال المسؤولون الأمريكيون إن زيارة بايدن الأخيرة للسعودية كانت تهدف جزئيا إلى محاولة إنهاء الحرب بشكل دائم.
وقال مسؤول سابق في وزارة الخارجية تم إرساله لتقديم المشورة للتحالف الذي تقوده السعودية، إنه شاهد عن كثب كيف فشل التحالف في تجنب وقوع إصابات بين المدنيين في اليمن، وكيف اختارت الولايات المتحدة غض الطرف عن الموضوع.
كما وجد التقرير الداخلي أن البنتاغون كشف أنه لا يتتبع كيف استخدم التحالف ما لا يقل عن 319 مليون دولار في الدعم اللوجستي للسعوديين والإماراتيين، «مما يعني أن الضرر المدني يمكن أن يكون نتيجة مباشرة للمساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة دون علمنا».
وقال المقدم روب لودويك، المتحدث باسم البنتاغون، في بيان، إن وزارة الدفاع «لاتزال تشعر بقلق عميق إزاء جميع التقارير المتعلقة بسقوط ضحايا مدنيين، بمن في ذلك الضحايا في اليمن، وستتخذ جميع الإجراءات المتاحة لتجنب مثل هذه المآسي».
وأضاف أن البنتاغون «أنهى منذ فترة طويلة كل الدعم الأمريكي للعمليات العسكرية الهجومية في اليمن من قبل التحالف الذي تقوده السعودية»، وأن المسؤولين الأمريكيين «يؤكدون باستمرار على ضرورة الالتزام بقانون النزاعات المسلحة ومنع الإضرار بالمدنيين».
في شباط/ فبراير 2021، أعلن بايدن أن الولايات المتحدة ستنهي دعمها للعمليات الهجومية التي تقودها السعودية في اليمن. ومع ذلك، قال إن الولايات المتحدة ستواصل تقديم المساعدة «الدفاعية» للسعودية، دون أن يوضح كيف ستضمن إدارته أن السعوديين لن يستخدموا ذلك في العمليات الهجومية...
وتواصل الولايات المتحدة بيع الأسلحة إلى السعودية والمساعدة في صيانة الطائرات المقاتلة الأمريكية الصنع وغيرها من المعدات العسكرية.
اشتد غضب الحزبين بشأن الذخائر التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات والتي توفرها الولايات المتحدة للسعودية في الكابيتول هيل خلال إدارة ترامب، بعد مقتل جمال خاشقجي، كاتب العمود في واشنطن بوست عام 2018، حيث خلص مسؤولو المخابرات الأمريكية إلى أنه قُتل على يد فريق سعودي بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتحرك المشرعون في كلا الحزبين لمنع مبيعات الأسلحة، على الرغم من أن الرئيس دونالد ترامب تحايل على الكونغرس ومضى في الصفقات على أي حال.
لكن غضب الحزبين تضاءل مع مرور الوقت، بخاصة بعد أن تولى بايدن منصبه وتعهد بإنهاء الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن، بما في ذلك بعض مبيعات الأسلحة.
وأشارت الرسالة يوم الأربعاء 7 أيلول/ سبتمبر 2022 إلى أن المخاوف عادت إلى الظهور في الكابيتول هيل، حيث يسعى بايدن إلى إعادة بناء العلاقات مع المملكة والأمير محمد بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
تصاعدت المخاوف في الكونغرس بشأن الكيفية التي تحاول بها الحكومة الأمريكية تقليل الخسائر في صفوف المدنيين، وسط أدلة متزايدة على تكرار الهجمات في إدارات متعددة قتل فيها مارة مدنيون خلال غارات بطائرات مسيرة.
وقالت وارين: «لا ينبغي للولايات المتحدة أن تسهم بأي شكل من الأشكال في معاناة ملايين اليمنيين الأبرياء الذين وقعوا في فخ الحرب المدمرة التي تقودها السعودية. وهناك دعم قوي من الحزبين لإجراء تحقيقات شاملة في تواطؤ الولايات المتحدة المحتمل في إلحاق الضرر بالمدنيين في اليمن».
ومؤخرا، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» تقريرا استقصائيا حول كيفية تنفيذ عدد كبير من الغارات الجوية في اليمن بواسطة طائرات طورتها وقامت على صيانتها وبيعها شركات أمريكية وطيارون دربهم الجيش الأمريكي.
كما كانت القنابل التي صنعتها شركة «ريثيون» الأمريكية، من بين أكثر الأسلحة التي استخدمها التحالف بقيادة السعودية في الضربات الجوية فتكا، وقد تسببت بقتل المدنيين.
 تقرير للنيويورك تايمز


تراس على درب أسلافها:السلاح أولاً وأخيراً
تسلمت ليز تراس رئاسة الحكومة البريطانية خلفا لبوريس جونسون لترث أجندة سياسية تهيمن عليها أزمة تكاليف المعيشة المحلية التي يغذيها التضخم المتصاعد وأسعار الطاقة لكن سجلها كوزيرة للخارجية ووزيرة للتجارة الدولية سابقاً يقدم أدلة على الاتجاه المحتمل الذي ستتخذه في السياسة الخارجية بما في ذلك السياسة تجاه الشرق الأوسط.
(في ما يخص اليمن) قال أومبرتو بروفازيو الزميل المشارك في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن الحكومة البريطانية «تعتبر منطقة الخليج بالغة الأهمية لمصالح لندن لأسباب تجارية واستراتيجية».
وتابع بروفازيو: «في مواجهة النفوذ المتزايد للصين وروسيا في المنطقة، تخسر المملكة المتحدة نفوذها مثل العديد من القوى الغربية الأخرى التي تعاني من نقص المصداقية في نظر شركائها العرب».
في الوقت الذي تسعى فيه بريطانيا إلى تنويع علاقاتها التجارية، من المرجح أن تتجاهل الحرب السعودية في اليمن، والتي ألقت بالبلاد في أتون أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
لم تمنع الأزمات الإنسانية في اليمن حكومة المملكة المتحدة من الموافقة على استمرار مبيعات الأسلحة للسعوديين أيضاً، وقد تباطأت وزارة التجارة الدولية عندما طلبت «ميدل إيست آي» الاطلاع على الوثائق التي يمكن أن تقدم رؤى حول كيفية اتخاذ قرارات بشأن السياسة المتعلقة بمبيعات الأسلحة إلى السعوديين.
وقال بروفازيو من معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية إن هناك دلائل على أن تراس ستتبع نهج «العمل كالمعتاد» في الشرق الأوسط.
وأوضح: «أتوقع علاقات أوثق بكثير مع الشركاء الخليجيين، بالنظر إلى أهمية مفاوضات اتفاقية التجارة الحــــــرة بالنسبة للمملكــة المتحدة، والمزيد من الجهود لاستيعاب مصالح الشركاء الرئيسيين (مثـــــــل السعودية والإمارات)؛ بما في ذلك بساحات الصراع الرئيسية التي تنخرط فيها هذه الدول بنشاط».
 ميدل إيست آي - إليس جيفوري


بريطانيا شريكة في جرائم الحرب على اليمن
يواصل النشطاء في بريطانيا مطالبة الحكومة بنشر المعلومات حول مبيعات الأسلحة البريطانية إلى السعودية متهمين وزارة التجارة الدولية بالمماطلة حتى لا يعلم الشعب كيف تم اتخاذ قرارات الحكومة لبيع الأسلحة إلى المملكة السعودية إبان ذروة حربها في اليمن.
وتقدم ميدل إيست آي بطلب في يوليو/ تموز للحصول على مراسلات بين الوزارة والوزراء حول صادرات الأسلحة إلى السعودية بين 1 و15 تشرين الأول/ أكتوبر 2016، في وقت كان التحالف بقيادة السعودية في الحرب، يواجه انتقادات بسبب غارة جوية على قاعة عزاء مزدحمة في صنعاء.
وأسفرت الغارة عن مقتل أكثر من 140 شخصاً وإصابة أكثر من 500 آخرين في القصف الذي وقع في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2016، حيث وصفه مراقبو الأمم المتحدة بأنه ينتهك القانون الإنساني الدولي.
وقال سام بيرلو فريمان، منسق الأبحاث في الحملة ضد تجارة الأسلحة ومقرها المملكة المتحدة، إن الوزارة يبدو أنها تستخدم «تكتيكات المماطلة الكلاسيكية».
وتابع بيرلو فريمان: «واصلت المملكة المتحدة الموافقة على تراخيص تصدير الأسلحة إلى المملكة السعودية في أعقاب بعض من أفظع هجمات التحالف السعودي على المدنيين اليمنيين».
وأضاف: «من المهم أن يعرف الجمهور ما هي المخاوف، إن وجدت، التي أثارها موظفو الخدمة المدنية بشأن هذه التراخيص؟ كيف استجاب الوزراء، بمن فيهم [وزير الخارجية آنذاك] بوريس جونسون، لهذه المخاوف؟ هل أحدثت هذه الفظائع أي فرق لتفكيرهم؟».
من جهته قال متحدث باسم وزارة التجارة الدولية: «نحن ملتزمون تماماً بالتزامات الشفافية الخاصة بنا واستجبنا لأكثر من 500 طلب حرية المعلومات (FOI) تلقيناها العام الماضي.. بينما نسعى للرد على طلبات حرية المعلومات بأسرع ما يمكن، في الحالات المعقدة، قد يستغرق النظر في المصلحة العامة وقتاً أطول».
إن التحالف بقيادة السعودية مسؤول عن مقتل ما يقرب من 24 ألف شخص، بمن في ذلك المقاتلون وما يقرب من 9 آلاف مدني، وفقاً لتقرير أعده موقع النزاع المسلح ومشروع بيانات الأحداث في 12 آب/ أغسطس.
عقب الغــــــارة على قاعة العزاء نفى التحالف في البداية مسؤوليته لكنه اعترف بعد أسبوع بأنه تم تزويده بـ«معلومات غير صحيحة».
وفي غضـون 48 ساعة من الغارة، أطلقت الولايات المتحدة مراجعة لدعمها للتحالف الذي تقوده السعودية، قائلة إن تعاونها الأمني مع المملكة لم يكن «شيكاً على بياض».
ومع ذلك، قالت المملكة المتحدة إنها ستواصل دعم الحملة، ولم يتم تسليط القليل من الضوء علناً على عملية صنع القرار وراء الكواليس التي أدت إلى تلك الدعوة.
وكشفت طلبات حرية المعلومات السابقة عن تفاصيل حول صنع السياسة البريطانية في أعقاب هجمات كبيرة أخرى، بما في ذلك قرار وزير الخارجية آنذاك بوريس جونسون السماح للسعودية بشراء قنابل بريطانية يتوقع استخدامها في اليمن بعد أيام من هجوم التحالف الذي تقوده السعودية على مصنع باليمن.
وقالت أستاذة العلاقات الدولية في جامعة ساسكس، آنا ستافرياناكيس، إن المعلومات التي تقول وزارة الدفاع البريطانية إنها بحوزتها، مهمة للحصول عليها من أجل تحميل المملكة المتحدة المسؤولية عن تواطئها المحتمل في جرائم الحرب في اليمن.
وأضافت أن هناك أدلة كثيرة في المجال العام على أن التحالف الذي تقوده السعودية انتهك القانون الدولي، بعضها قد يشكل جرائم حرب.
وأوضحت: «لذلك من المهم أن نكتشف من يتخذ القرارات بشأن صادرات الأسلحة البريطانية، وما هي الأدلة والمنطق الذي يستخدمونه».
وأشارت ستافرياناكيس إلى أن الطلب مهم أيضاً لضمان اتخاذ قرار ديمقراطي، حيث تدعي حكومة المملكة المتحدة بشكل روتيني أن لديها عملية شفافة، بما في ذلك نشر بيانات الترخيص ربع السنوية.
وأضافت: «إنها تستخدم هذا كوسيلة لعدم قول أي شيء آخر عندما تنشأ الخلافات أو يتم طرح الأسئلة». «هذا يعني أنه يمكن التعامل مع كل قرار فردي على أنه منفصل، وليس جزءاً من نمط. هناك مصلحة عامة في معرفة الأشخاص بكيفية اتخاذ القرارات باسمنا».
وفي السياق قال خبراء الأمم المتحدة إن الدول التي تزود الأسلحة قد تكون مسؤولة قانوناً عن تلك الجرائم، وهو الأمر الذي أثار قلق وزارة الخارجية الأمريكية منذ بداية الحرب وفقا لما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز.


الغــذاء والمناخ وموجة اضطرابات واسعة
كان آخر شيء تحتاجه المنطقة هو صدمة اقتصادية أخرى لسلاسل الإمداد الغذائي العالمية. وتعتمد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل كبير على الإمدادات من روسيا وأوكرانيا اللتين تمثلان 27٪ و53٪ على التوالي من التجارة العالمية للقمح وزيت عباد الشمس والبذور.
وتعد أوكرانيا وروسيا مصدرا لأكثر من 50٪ من واردات القمح في 5 دول على الأقل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ مصر والسودان وليبيا وتونس واليمن. وترتفع هذه النسبة إلى 75٪ وأكثر من 80٪ في السودان ومصر على التوالي. وتعتمد سوريا في الغالب على روسيا في وارداتها من القمح، بينما يستورد الأردن معظم قمحه من رومانيا وأقل من 10٪ من أوكرانيا.
وتعد بيانات الفقر الحالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أصعب البيانات التي يمكن الحصول عليها حيث تشير أحدث البيانات المنشورة إلى أن نسبة الفقراء كانت 15.7٪ في الأردن (2018)، و32.5٪ في مصر (2017)، و15.2٪ في تونس (2015)، بناءً على خطوط الفقر الوطنية. وفي السودان كانت نسبة الفقراء 44٪ بينما كانت النسبة 48.6٪ في اليمن في عام 2014 (بناءً على خط الفقر العالمي الذي يحدده البنك الدولي: 3.2 دولار في اليوم).
ولا يمكن وصف الوضع في اليمن ببساطة بمصطلحات الفقر أو انعدام الأمن الغذائي حيث يعاني البلد من أسوأ أزمة إنسانية في العالم. وفي الوقت نفسه فإن سوريا، التي لا تبلغ حكومتها عن بيانات الفقر، تعاني من حالة طوارئ إنسانية منذ عام 2011.
وتعتبر التداعيات الهيدرولوجية كارثية بالنسبة لهذه المنطقة التي تعاني من ندرة المياه وتزايد الجفاف.
كما أن هناك آثارا مقلقة أخرى للاحترار العالمي على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فقد تسببت موجات الحرارة الممتدة وغير المسبوقة وارتفاع مستوى سطح البحر في إهدار مساحات واسعة من الأراضي الخصبة، وهو ما يؤثر بشكل كبير على الزراعة التي تعد ركيزة من ركائز الأمن الغذائي.
وخلال جلسة مجلس الأمن في 23 مارس/ آذار الماضي للتصدي للأزمة الإنسانية في أوكرانيا، حذر رئيس الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس قادة العالم من تحويل الانتباه والأموال بعيداً عن النقاط الساخنة الإنسانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع تأثر ملايين الأشخاص لاسيما في اليمن وسوريا.
باختصار، لن يتحمل العالم الآن اندلاع موجة جديدة من الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
أمل قنديل - أتلانتك كاونسل



تشارلز العرب:كيف يدعم ملك بريطانيا القادم القتلة؟!
عقد وريث العرش البريطاني، الأمير تشارلز، 95 اجتماعا مع ثمانية أنظمة ملكية قمعية في الشرق الأوسط منذ احتجاجات «الربيع العربي» سنة 2011 التي هددت سلطتها. وقد لعب تشارلز دورا رئيسيا في الترويج لصادرات أسلحة بريطانية بقيمة 14.5 مليار جنيه إسترليني إلى هذه الأنظمة 
في العقد الماضي.

يلعب الأمير دورا رئيسيا في ترسيخ علاقات المملكة المتحدة مع الحلفاء الرئيسيين، بصفته بائعا فعليا رفيع المستوى لصادرات الأسلحة البريطانية ومعززا للتعاون العسكري.
في الوقت الذي يؤكد فيه القصر أن زياراته ذات طابع ثقافي، غالبا ما تكون اجتماعات تشارلز مع كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين والأمن الداخلي.
تشارلز هو أيضا راعي وكالات المخابرات البريطانية.
وجد البحث الذي أجراه موقع «ديكلاسيفايد» أن الأمير تشارلز عقد 95 اجتماعا مع العائلات الحاكمة في ممالك الشرق الأوسط منذ أن هددت الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية سلطتهم في الانتفاضات التي حدثت قبل عقد من الزمان. في الواقع، نزولا عند طلب من وزارة الخارجية، ساعدت دبلوماسية تشارلز في المنطقة على ترسيخ تحالفات المملكة المتحدة المثيرة للجدل مع الأنظمة غير الديمقراطية، كما دعمت صادرات أسلحة بقيمة 14.5 مليار جنيه إسترليني لها في العقد الماضي.
في كانون الثاني/ يناير 2015 هرع تشارلز وديفيد كاميرون إلى الرياض، وأنفقا 101.792 جنيها إسترلينيا على رحلة مستأجرة خصيصا لتقديم التعازي للأسرة الحاكمة السعودية في وفاة الملك عبدالله، بينما وقع تنكيس الأعلام في المباني الحكومية في المملكة المتحدة.
لاحقا، انطلقت جولة تشارلز من خمس ممالك في الشرق الأوسط في السابع من شباط/ فبراير، عندما قام برحلة مستأجرة خاصة من سلاح الجو الملكي البريطاني بريز نورتون مع مساعده العسكري، الكولونيل بيفان والدبلوماسي المخضرم جيمي بودين، الذي كان سفير المملكة المتحدة في عمان والبحرين خلال الربيع العربي. بعد قضاء ليلتين في الأردن، سافر تشارلز إلى الكويت ثم إلى الرياض لعقد اجتماعات مع خمسة من كبار أعضاء العائلة المالكة السعودية.
على الرغم من تسليط تشارلز الضوء على قضايا حقوق الإنسان والاهتمام بالتراث الإسلامي خلال الزيارة، إلا أن المملكة السعودية أطلقت في الشهر التالي عملية عاصفة الحزم، وهي هجوم جوي مدمر على جارتها الأفقر، اليمن. وترتب على ذلك «التدمير الوحشي لإحدى أقدم المدن في العالم»، وذلك وفقا لما جاء على لسان خبير في الأمم المتحدة، حيث تعرضت العاصمة اليمنية التاريخية صنعاء لهجوم مدمر من خلال إسقاط العديد من القنابل في الحرب من طائرات بي إيه إي سيستمز، التي ساعد تشارلز في بيعها إلى المملكة السعودية.
أنهى تشارلز جولته الخليجية برحلة ليوم واحد إلى قطر والإمارات التي ستنضم قريبا إلى الضربات الجوية التي تقودها السعودية.
في 12 شباط/ فبراير سنة 2015، عاد تشارلز إلى المملكة المتحدة. وبعد أقل من أسبوعين، عقد اجتماعا آخر مع العائلة المالكة السعودية في لندن حيث تناول العشاء مع ولي العهد في كلارنس هاوس. وبهذه الطريقة، أجرى تشارلز 19 لقاء مع أفراد العائلات المالكة العربية خلال أول شهرين من سنة 2015.
وجاء اللقاء التالي والأخير لسنة 2015 في تشرين الثاني/ نوفمبر على هامش محادثات الأمم المتحدة للمناخ في باريس، حيث التقى ولي عهد البحرين بالأمير سلمان. وعندما استعان نبيل رجب، أبرز ناشط حقوقي في البلاد، بتويتر للتنديد بدور البحرين في حرب اليمن، سرعان ما ألقي عليه القبض.
مباشرة بعد جولة في عمان، وصل دوق ودوقة كورنوال إلى الإمارات، وذلك في السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر 2016. وخلال زيارتهما، التقيا بشخصيات بارزة من الأسر الحاكمة، بمن في ذلك ولي عهد أبوظبي ورئيس الوزراء الإماراتي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وزوجته الأميرة الأردنية هيا.
كما تضمّنت الزيارة اجتماعات مع نائب القائد الأعلى للجيش الإماراتي، وهو ما لم يذكره البيان الصحفي للقصر. وكانت الاجتماعات مع الجيش الإماراتي في هذا الوقت حساسة جدا نظرا للدور الذي يلعبه في الساحة اليمنيّة، حيث كان يستخدم المرتزقة لشنّ حرب بريّة واحتجاز السجناء في مواقع سوداء حيث كان التعذيب منتشراً.
في آذار/ مارس سنة 2017، استقبل تشارلز رئيس الوزراء القطري غير المنتخب، الشيخ عبدالله، أحد أفراد العائلة المالكة ووزير الداخلية السابق. كما التقى الشيخ عبدالله برئيسة الوزراء تيريزا ماي في داونينج ستريت حيث اتفق النظيران «على أهمية التعاون الأمني وتعزيز التعاون في مجال الأمن والدفاع السيبراني». آنذاك، كانت قطر عضواً في التحالف الذي تقوده السعودية والذي يقصف اليمن، وهي حملة عسكرية تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم. في وقت لاحق من سنة 2017، وافقت قطر على شراء 24 طائرة من طراز تايفون من شركة بي إيه إي سيستمز مقابل خمسة مليارات جنيه إسترليني.
في العام التالي، وبالتحديد في مارس/ آذار سنة 2018، أقام تشارلز وابنه ويليام مأدبة عشاء في كلارنس هاوس لولي العهد السعودي الجديد، محمد بن سلمان. كان تصوير محمد بن سلمان على أنه مصلح، جزءا من عملية علاقات عامة كبيرة في وزارة الخارجية في محاولة لتحسين سمعة الرياض بعد الخلافات البارزة. من جانبه، ادعى سفير بريطانيا في المملكة السعودية، سيمون كوليس، أن سرعة التغيير في المملكة السعودية كانت «مذهلة للغاية»، وذلك في مقطع فيديو وقع تصويره خصيصا للترويج لزيارة محمد بن سلمان. كما كتب وزير الخارجية آنذاك، بوريس جونسون، في صحيفة التايمز مقالا يحمل عنوان «المصلح السعودي محمد بن سلمان يستحق دعمنا».
بعد أيام من الزيارة، اتضح أن شركة بي إيه إي سيستمز اقتربت من إبرام صفقة أسلحة بمليارات الجنيهات مع المملكة السعودية لبيع 48 طائرة من طراز تايفون أخرى، لتضاف إلى أسطول الرياض الحالي من طائرات تايفون التي كانت تقصف اليمن. وعلى الرغم من أن جهود وايتهول وبيت وندسور الرامية لتشجيع محمد بن سلمان ربما تكون قد أقنعت بعض الناس، إلا أن هذا الوهم تحطم في أكتوبر/ تشرين الأول سنة 2018، عندما قتلت السلطات السعودية الصحفي في واشنطن بوست جمال خاشقجي وقطعته أشلاء في قنصليتها في تركيا.
جاء الاجتماع الأخير بين آل وندسور والملوك العرب في كانون الأول/ ديسمبر سنة 2020 عندما زار ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، تشارلز وبوريس جونسون في لندن. وانعقدت الاجتماعات على الرغم من الانتقادات المتزايدة من قبل خبراء الأمم المتحدة بشأن سلوك القوات الإماراتية المقاتلة في اليمن، حيث علقوا قائلين: «المدنيون في اليمن ليسوا جائعين، وإنما تعمد أطراف النزاع إلى تجويعهم».

 من تقرير مطول، 1/3/2021
فيل ميلر - مراسل فريق العمل في منظمة ديكلاسيفايد يو كي