«لا» 21 السياسي -
قالت مصادر عسكرية في صنعاء لصحيفة «الأخبار» اللبنانية إن «القوات المسلحة اليمنية تستعد للرد على تحريك جبهات الداخل بتنفيذ ضربات مشتركة يشارك فيها سلاح الجو المسيّر والقوة الصاروخية. وهذه المرة لن يكون الرد مقتصراً على جنوب فلسطين المحتلة، بل سيُفتح أيضاً بنك الأهداف الأمريكية في الداخل والخارج، وستكون بذلك قد دخلت جبهة لطالما انتظرتها».
وتؤكد المصادر أن «صنعاء تنتظر إشارة البدء بالتصعيد المضاد، لتنهي المعركة بتحرير كل المحافظات اليمنية»، معتبرةً أن «الحرب التي يتم الإعداد لها منذ أسابيع بدعم أمريكي، تأتي في إطار إعاقة الهجمات اليمنية الموجهة نحو كيان الاحتلال والتأثير على مساندة الشعب الفلسطيني».
وتم رصد تحركات عسكرية تمثلت في إعادة تموضع لقوات المرتزقة في عدد من الجبهات المحيطة بمدينة مأرب، ووصلت إليها تعزيزات في مواقع تماس متفرقة في كوفل وذنة ووادي أراك وفي اتجاه مناطق يعرة، والعمود، والبلق الشرقي، وقطاع الفليحة، وجبهة أم ريش.
وفي وقت سابق زار وفد عسكري رفيع المستوى من قيادة العدوان، برئاسة اللواء الطيار عبدالله الحبابي، ومستشار قائده، فلاح الشهراني، عدن، وذلك في إطار التنسيق ضد صنعاء. وجاءت الزيارة بعد الكشف عن إنشاء غرف عمليات مشتركة بين قيادة العدوان في الرياض وتشكيلات المرتزقة التابعة، وبإشراف القيادة المركزية الأمريكية، لمتابعة تداعيات عمليات القوات المسلحة اليمنية ضد الكيان الصهيوني.
واعتبرت مجلة «إنترسبت» الأمريكية أن خطوة إطلاق القوات اليمنية صواريخ بالستية (كروز) على أهداف صهيونية، نصرة لغزة، في ظل وجود عسكري أمريكي (سري) في اليمن، تثير مخاوف من تعميق التدخل الأمريكي في اليمن ومنطقة الشرق الأوسط.
وأشارت المجلة إلى أن البيت الأبيض كشف في حزيران/ يونيو أن الولايات المتحدة تحتفظ بقوات «قتالية» في اليمن.
وعلق بول بيلار، الخبير في مركز الدراسات الأمنية بجامعة جورج تاون، قائلاً: «يجب على المرء أن يكون حذراً بشأن تفسير الهجوم الصاروخي الحوثي كجزء من استراتيجية كبرى لمحور المقاومة الذي تقوده إيران».
وأضاف: «الحوثيون، رغم الدعم المادي من إيران، يتخذون قراراتهم الخاصة. ربما أكبر تحرك لهم في الحرب في اليمن، وهو الاستيلاء على العاصمة صنعاء، يقال إنهم اتخذوه ضد نصيحة الإيرانيين».
وقال تريتا بارسي، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي لفن الحكم الرشيد: «يعتقد بايدن أن القوات الأمريكية الحالية والجديدة في المنطقة تعمل بمثابة رادع ضد الهجمات التي تشنها إيران أو حلفاؤها. لكن بدلاً من ردع هذه الجهات الفاعلة، في كثير من الأحيان تكون القوات الأمريكية بمثابة أهداف سهلة للحوثيين أو المليشيات العراقية».
وذكرت المجلة أنه تتم مراقبة العمليات الأمريكية في اليمن من قبل عنصر متقدم من قيادة العمليات الخاصة الأمريكية، يعرف اختصارا باسم (SFY)، ومقره تامبا، التي تشرف على حملة «مكافحة الإرهاب» في الشرق الأوسط، من باكستان إلى مصر.
وأشارت المجلة إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية لم تعترف رسميا مطلقاً بمهمة (SFY) في اليمن؛ لكنها نقلت عن ضابط عسكري كبير خدم في (SFY) أنه في بداية إدارة ترامب، أشرف على خطط لتدريب قوة قبلية يمنية قوامها 300 شخص من أجل شن حرب غير تقليدية طويلة المدى وعمليات «مكافحة الإرهاب».
وفي عام 2015، قدم قائد سابق في قوات (SFY)، هو النقيب روبرت أ. نيوسون، الذي كان حينها جندياً في البحرية. رواية مماثلة في مقابلة مع مركز «مكافحة الإرهاب» في ويست بوينت.
وقال نيوسون، الذي خدم في (SFY) حتى عام 2012، إن القوات هناك «قامت بتدريب وتقديم المشورة للشركاء اليمنيين (النظام السابق)»، مشيرا إلى أنهم موجودون في السفارة الأمريكية في صنعاء، التي أُغلقت لاحقاً.
وبحسب بارسي فإن «أفضل استراتيجية لتجنب انجرار الولايات المتحدة إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط هي عدم وجود قوات بلا داع في المنطقة في المقام الأول، وإعادة أولئك الموجودين هناك الآن إلى الوطن».
وأضاف أن «وجودهم هناك لا يجعل أمريكا أكثر أمناً، بل إنه يعرض أمريكا أكثر لخطر حرب أخرى في الشرق الأوسط».