تقرير / لا ميديا -
دخل «اتفاق وقف إطلاق النار» بين فصائل المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني أمس الاثنين، يومه الـ16، فيما تتواصل معاناة السكان في قطاع غزة، بسبب تداعيات عدوان الإبادة الهائلة التي دمرت مقاومات الحياة في القطاع ومماطلة العدو في السماح بوصول إغاثة فعالة للقطاع.
وتتوجه الأنظار إلى مفاوضات الجولة الثانية من صفقة التبادل، والتي أبدت فصائل المقاومة استعدادها الكامل للمضي فيها بينما يماطل العدو الصهيوني في الدخول في هذه مفاوضات هذه المرحلة.
وأبلغت حركة حماس الوسطاء استعدادها للانخراط في مباحثات المرحلة الثانية من المفاوضات، وفقا لما تم الاتفاق عليه في مفاوضات الدوحة السابقة.
وقال الناطق باسم حركة حماس، عبداللطيف القانوع، أمس، إن الحركة مستعدة لإنجاح المرحلة الثانية من «اتفاق وقف إطلاق النار»، مشددًا على أن تنفيذها مرتبط بالتزام الاحتلال باستحقاقات المرحلة الأولى.
واتهم القانوع العدو الصهيوني بتعمد التباطؤ في إدخال الخيام والكرفانات والمساعدات الإغاثية اللازمة لإيواء الفلسطينيين، مشددا على أن ذلك يأتي في إطار المساعي الصهيونية لـ»زيادة الضغط على الشعب الفلسطيني وكسر إرادته».
وأضاف أن حماس لن تسمح للاحتلال بعرقلة جهود الإغاثة أو إفشال الاتفاق، مؤكدًا استمرار تواصل الحركة مع الوسطاء لضمان التزام العدو ببنود الاتفاق، لاسيما المتعلقة بإدخال المساعدات الإنسانية.
وأشار القانوع إلى أن غزة تعيش «نكبة جديدة» بسبب تلكؤ الاحتلال في تنفيذ بنود الاتفاق، ما فاقم الأوضاع الإنسانية. كما جدد دعوته للمجتمع الدولي والوسطاء لممارسة ضغوط على العدو لضمان التزامه بوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات إلى المتضررين.
الى ذلك أفاد مصدر في حركة المقاومة الإسلامية حماس، لوكالة فرانس برس، أمس الاثنين، بأن الحركة أبلغت الوسطاء استعدادها لبدء جولة المفاوضات حول المرحلة الثانية من «اتفاق وقف إطلاق النار» في قطاع غزة وتبادل الأسرى مع العدو الصهيوني.
وأوضح المصدر أن جولة المفاوضات للمرحلة الثانية ستركز على «قضايا وقف إطلاق النار الدائم، وعدم العودة إلى الحرب والانسحاب العسكري بما في ذلك من «محور فيلادلفيا»، والاتفاق على المعايير الخاصة بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في المرحلة الثانية من الصفقة»، مشددا على أن «كتائب عز الدين القسام وفصائل المقاومة لديها عدد من كبار الضباط والجنود الأسرى».
وعلى الجانب الصهيوني، يراوغ رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في كل ما يتعلق في الالتزام بمواعيد بدء مفاوضات المرحلة الثانية، حيث أعلن أن الوفد الصهيوني لن يشارك في  المباحثات إلا بعد زيارة نتنياهو إلى واشنطن. ووفق إعلام العدو يناقش نتنياهو المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة في واشنطن، قبل أن يستقبله اليوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي زعم أن هناك «تقدما» في المحادثات حول الشرق الأوسط مع «إسرائيل» ودول أخرى.

الدفاع المدني: غزة منطقة منكوبة
بقاءً في سياق الجريمة الصهيونية بحق قطاع غزة أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الاثنين، وصول 20 شهيداً إلى مستشفيات القطاع، 18 منهم جرى انتشالهم، بالإضافة إلى شهيدين جديدين متأثرين بجراح سابقة، و20 إصابة، وذلك خلال الساعات الـ24 الماضية.
وبحسب آخر بيانات صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي فإن عدد الشهداء في القطاع المحاصر ارتفع إلى 61 ألفا، وأن العدو الصهيوني ارتكب 9268 مجزرة بحق العائلات، وتسبب في نزوح مليوني فلسطيني. ووفق ذات الإحصائيات زاد عدد الجرحى عن 111.612 جريحا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، فيما لايزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
إلى ذلك، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي أن القطاع تحول إلى «منطقة منكوبة» نتيجة حرب الإبادة الصهيونية التي استمرت 15 شهرا، وخلفت دمارا هائلا في البنية التحتية وخسائر بشرية غير مسبوقة.

الضفة.. 70 شهيدا في شهر
في الضفة الغربية المحتلة دخل العدوان العسكري الصهيوني، أمس الاثنين، على مدينة جنين ومخيمها يومه الـ14، في وقت كثفت قوات الاحتلال العلميات العسكرية على ثلاث مدن ومخيمات لجوء فلسطينية، شمالي الضفة الغربية.
ووفق الإعلام الفلسطيني استشهد منذ بداية العام 2025، باعتداءات ورصاص قوات الاحتلال والغاصبين في الضفة الغربية 70 فلسطينيا، بينهم 10 أطفال ومسنون وغالبيتهم من شمال الضفة الغربية.
ويأتي توسيع العدوان، بالتزامن مع تجريف البنية التحتية وتفجير المنشآت والمباني السكنية، وتنفيذ اعتقالات جماعية ومداهمة منازل وإجبار سكانها على النزوح عنها قسرا وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.
وعززت قوات الاحتلال تواجدها العسكري في مدن جنين وطوباس وطولكرم، بعدة آليات وجرافات استقدمتها من المعسكرات المحيطة بتلك المدن.
وفي هذا السياق قالت وسائل إعلام العدو الصهيوني، إنّ «الجيش» لا يعمل على توسيع عملياته شمالي الضفة الغربية، من حيث الأرض التي يعمل فيها فحسب، بل أيضاً من حيث الوسائل التي يستخدمها.
وكشفت أنّه تمّت مشاهدة ناقلات جند مدرّعة من طراز «إيتان»، التي يستخدمها لواء «نحال» في القتال، في منطقتي طوباس وجنين أمس الاثنين، مشيرةً إلى أنّ «هذه هي المرة الأولى منذ عملية السور الواقي في العام 2002 التي يستخدم فيها «جيش» الاحتلال، ناقلات جند مدرّعة في أراضي الضفة الغربية.
في السياق ذاته قالت بلدية طولكرم إن 75% من سكان مخيم طولكرم شمالي الضفة الغربية أجبروا قسرا على النزوح من منازلهم.
من جانبها صرحت أذرع عسكرية تابعة للفصائل الفلسطينية؛ لاسيما حماس و»الجهاد الإسلامي»، بأن تشكيلاتها القتالية تمكنت من خوض معارك ضارية مع قوات الاحتلال في عدة محاور داخل مدن ومخيمات جنين وطوباس وطولكرم.