علاء عنتر لاعب الجونة وشعب حضرموت لــ«لا الرياضي»:الكرة اليمـــنية تحتاج اهتماما بدوريات الناشئين لأنهم الأساس
- تم النشر بواسطة أحمد الشلالي / لا ميديا

حاوره:أحمد الشلالي / لا ميديا -
من صعيد مصر بدأت موهبته الكروية نحو النجومية، حيث كانت البداية مع أندية الشباب المسلمين، ثم نادي البداري، ومنفلوك، مرورا بالوليدية، لتكون النقلة النوعية من بوابة نادي أسمنت أسيوط المصري، مروراً بنادي الجونة بالدوري الممتاز المصري، والذي يعتبر من أعرق أندية مصر, لينتقل بعد ذلك إلى نادي ديروط الذي يتواجد حالياً ضمن أندية المحترفين، ليخوض أيضاً تجربة احترافية ناجحة مع النوارس الحضرمية نادي الشعب، برفقه زميله ميرون صبحي.
من الإنجازات التي حققها كلاعب الصعود مع الجونة إلى الدوري الممتاز، والصعود مع نادي أسمنت أسيوط من القسم الثالث إلى الممتاز, ليترك بعدها الملاعب كلاعب ويعود إليها من سكة التدريب، إذ درب أندية أسمنت أسيوط والبداري ونادي صدفا إضافة إلى منتخب أسيوط.
"لا الرياضي" استضاف علاء عنتر، واستعرض معه عدة أمور وقضايا تخصه وتخص كرة القدم اليمنية والمصرية.
خضت تجربة احترافية في الدوري اليمني مع شعب حضرموت. ما تقييمك لتلك التجربة؟
- تجربة رائعة وممتازة بالنسبة لي، وجاءت في ظل ظروف صعبة يمر بها نادي شعب حضرموت، فكان ترتيب الفريق في المركز قبل الأخير ويجتهد لتفادي الهبوط إلى الدرجة الثانية. جئت في ظروف صعبة في الدور الثاني، واستطاع الفريق أن يحقق انتصارات متتالية. أتذكر أنه كان باقي أمامه 11 مباراة، فزنا في 8 منها، وخسرنا واحدة، وحققنا تعادلين، وصعد الفريق إلى المركز السادس، فكانت نهاية رائعة للموسم بإسعاد جمهور النادي ومجلس الإدارة.
في الموسم التالي شاركنا في بطولة كاس آسيا للأندية، وحققنا نتائج رائعة وممتازة، تعادلنا 1-1 في المباراة الأولى مع نادي الشباب الأردني في أرضه ووسط جمهوره وهو حامل اللقب, ثم فزنا على النهضة العماني في صنعاء 3-1، ثم تعادلنا مع النجمة البحريني 0-0, ولو تعادلنا مع فريق النهضة العماني في أرضه لكنا صعدنا إلى دور الثمانية. وفي الموسم نفسه وصلنا إلى نهائي كأس اليمن، كما نافسنا بقوة على لقب الدوري الممتاز، وحصلنا على المركز الثالث.
تجربة ناجحة بكل المقاييس، كنت أرى فرحة الجمهور في الشوارع بالنتائج الجيدة، وكنت سعيداً جداً بخوض تلك التجربة، لما فيها من إنجازات.
كيف جاء انتقالك إلى نادي شعب حضرموت؟
- عن طريق الكابتن مصطفى حسن، الذي كان يبحث عن لاعب ارتكاز جيد، فرشحني له صديق، فاتصل بي بعد أن سأل عني وعن مستواي الفني.
ما أبرز الذكريات التي ما تزال عالقة بذهنك مع نادي شعب حضرموت؟
- كل مباراة فزنا فيها وفرحة الجمهور في المدرجات والشوارع. كنت سعيدا جدا بفرحتهم، وأيضاً بطولة كأس آسيا للأندية كانت حدثاً مهماً لفريق وجمهور الشعب.
أتذكر أيضاً موقفاً مضحكاً جداً حدث أثناء رجوعنا من مباراة النجمة البحريني، وقبل هبوط الطائرة حصل خلل بالطائرة، لوجود مطبات هوائية صعبة جداً وكان يجلس بجانبي قائد منتخب اليمن ونادي شعب حضرموت، الكابتن صالح بن ربيعة, فزع وخوف وصراخ ساد الطائرة... عندما أتذكر هذا الموقف أضحك جداً، وكنت أيضاً خائفاً وأنطق الشهادتين.
كيف كانت علاقتك مع جماهير النادي؟
- جمهور فاهم كرة، عندما يحس أن اللاعب قلبه وروحه للفريق, كانوا يعاملونني معاملة خاصة، كأني واحد من الفريق وموجود معهم من زمان. أنا عندي غيرة على النادي الذي أنتمي له، ولا أحب أن أخسر، وأستميت لأجل مصلحة الفريق والفوز في أي مباراة، ولهم دور كبير في رفع الروح المعنوية بتشجيعهم المستمر، نظراً لحبهم لكرة القدم بطريقة جنونية وحبهم لناديهم.
الحقيقة أن جمهور الشعب ذواق، وتربطني بهم علاقات ممتازة، وهم جمهور بسيط، يحب الفرح، ولهم نفس طباع الصعيد عندنا.
ما الانطباع أو الصورة التي خرجت بها عن الكرة اليمنية؟
- يوجد مجموعة لاعبين على مستوى عالٍ؛ لكن ينقص الكرة اليمنية تطوير الملاعب وتوفير الإمكانيات المادية وتطوير ومواكبة كل ما هو حديث؛ لأن كرة القدم في تطور مستمر, وتنظيم دورات تدريبية للمدربين للحصول على الرخص التدريبية والاطلاع على كل جديد في الكرة الحديثة.
هل ما زلت تتابع أخبار الكرة اليمنية ولاعبيها؟
- عندي شغف كبير جداً بمتابعة فريق شعب حضرموت وسماع نتائجهم؛ لأنه فريقي المفضل في الكرة اليمنية، وأفرح جداً في حالة إحرازهم للألقاب. وأيضاً أتابع مباريات منتخب اليمن في البطولات الآسيوية، وأشجعهم بحماس كبير؛ لأنهم شعبي الثاني, وأتعاطف جداً مع منتخب اليمن، ويوجد لاعبون ممتازون في المنتخب، وخاصة لاعبي نادي شعب حضرموت.
من هم اللاعبون الذين أعجبت بهم في تلك الفترة، من شعب حضرموت أو بقية الأندية الأخرى؟
- من اللاعبين الذين أعجبت بهم في تلك الفترة اللاعب المخضرم وفي قلبي دائماً ولن أنساه الكابتن خالد بن بريك. كنت أحب وأستمتع بلمساته ورؤيته الفنية العالية، وقائد ومايسترو الفريق، ودائماً يحفز اللاعبين ويشجعهم باستمرار.
أيضاً كابتن منتخب اليمن صالح بن ربيعة من أفضل اللاعبين الذين تشرفت باللعب معهم في نادي الشعب، ويمتاز بمواصفات لاعب كرة القدم المحترف، وكنت معجباً به وبالكابتن خالد بن بريك, وأيضاً علي العمقي من أهم وأبرز اللاعبين الذي كنت أحبهم.
لديك أصدقاء من لاعبي الشعب. هل ما تزال على تواصل بهم؟
- الكابتن خالد متعافي من أحب اللاعبين إلى قلبي، وتربطني به علاقة جيدة جداً، وكان من أفضل اللاعبين، لديه روح وإصرار غير عادي، وكان دائماً يُشعرني بعدم الغربة عن القاهرة، دائماً نخرج مع بعض ونذهب إلى منزله في الإجازات، وهو إنسان كريم وابن أصول، وكنا نذهب في استجمام إلى حمام سباحة، نظراً لضغط المباريات في بطولة كأس آسيا والدوري والكأس. كذلك اللاعب عمار، المدرب بنادي شعب حضرموت، من أغلى وأعز اللاعبين إلى قلبي، ودائماً نتواصل مع بعض. واللاعب مراد النوحي، واللاعب أديب باكرمان، صاحب الروح الحلوة, واللاعب منصر باحاج من أفضل اللاعبين اليمينيين الذين رأيتهم, وأتواصل على الدوام مع اللاعب أحمد باديب, ولهم مني كل الحب والتحية والتقدير، ولكل نجوم الشعب الذين تشرفت باللعب معهم.
دبرأيك ما الذي تحتاجه الكرة اليمنية لمقارعة المنتخبات الأخرى، خاصة أن لديك تجربة سابقة كلاعب في اليمن؟
- الاهتمام بدوريات فئة الناشئين؛ لأنهم الأساس في بناء منتخبات قوية يُعتمد عليها بوضع خطة مستقبلية، وأيضاً قدوم مدربين على أعلى مستوى فني، حتى يؤثروا في شخصية اللاعب اليمني، ويكون عنده ثقافة عالية في كل ما هو حديث في كرة القدم، حتى يواكب المنتخبات الأخرى ويكون منافساً قوياً لباقي المنتخبات؛ لأنه يوجد فعلاً مواهب ولاعبون ممتازون في اليمن.
وأيضاً الاحتكاك مع منتخبات أخرى قوية من مباريات ومعسكرات يؤدي إلى ارتفاع مستوى المنتخب اليمني, والتخطيط السليم هو أساس الارتقاء بالمنتخبات الوطنية، ولا بد من وضع خطة مستقبلية مدروسة لتطوير الكرة اليمنية.
كمدرب، ما الذي ينقص اللاعب اليمني ليصل إلى العالمية كلاعب محترف؟
- اللاعب اليمني يمتاز بمواصفات جيدة جداً، أولا لديه قوة تحمل وإصرار وعزيمة، والطبيعة المناخية تساعد، وأي مدرب يحب هذه الصفات في أي لاعب، ولكي يحترف لا بد من الاهتمام بهؤلاء اللاعبين، لأنهم يحتاجون إلى تثقيفهم في التعاملات في جميع ما يخص اللعبة, والاهتمام بتعليم اللاعب، لأن التعليم يجعله مفكراً ومبدعاً في الملعب، ويبتكر حلولاً، ويفيده التعليم في التعاملات مع جميع المنظومة، من مدربين ولاعبين وزملائه والخصم والجمهور والحكام، ويعرف جيداً واجباته داخل وخارج الملعب. كذلك الاهتمام بالتغذية السليمة والنوم المبكر والتمرين الجيد، والالتزام بتعليمات المدرب، والاطلاع على كل جديد، والنظر في واجبات مركزه، وأن يكون في أعلى مستوى، حتى يجذب الأندية ويعرض نفسه بصورة ممتازة عندما تأتي الفرصة له لتمثيل منتخب بلاده.
دما هي الأندية التي لعبت لها في الدوري المصري؟ وما هي الإنجازات التي حققتها؟
- الأندية التي لعبت لها: أسمنت أسيوط، وهو سابقاً أحد أندية الدوري الممتاز وحالياً في الدوري الممتاز (ب)، ونادي الجونة الرياضي وهو حالياً في الدوري الممتاز المصري, ونادي ديروط وهو حالياً في دوري المحترفين المصري, كما لعبت مع أنديه الشباب المسلمين والبداري ومنفلوك والوليدية بالممتاز (ب).
- الإنجازات كلاعب: الصعود مع نادي أسمنت أسيوط إلى الدوري الممتاز المصري من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الأولى. والصعود مع نادي الجونة الرياضي إلى الدوري الممتاز المصري.
حالياً تمارس مهنة التدريب. ما أبرز الأندية التي دربتها؟ وما هي الإنجازات التي حققتها؟ وما الشهادات التدريبية التي حصلت عليها؟
- دربت أندية أسمنت أسيوط والبداري الرياضي وصدفا ومنتخب أسيوط, وحالياً توجد مفاوضات مع أندية تليفونات بني سويف ونادي كيما أسوان بالدوري الممتاز (ب) ونادي النجوم.
وأبرز الإنجازات كمدرب: الصعود مع نادي البداري من القسم الثالث إلى الدوري الممتاز (ب)، وأيضاً تحقيق نتائج إيجابية مع نادي البداري في الدوري الممتاز (ب)، والفوز على فرق لها مكان وتاريخ, أيضاً الصعود مع نادي أسمنت أسيوط من القسم الثالث إلى الدوري الممتاز (ب).
الشهادات التدريبية: الرخصة التدريبية الأساسية (D) من الاتحاد المصري لكرة القدم, والرخصة التدريبية (C)، والرخصة التدريبية (B) من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.
من هم المدربون الأفضل في تاريخ الكرة المصرية؟
- محمود الجوهري وحسن شحاتة من أهم رموز كرة القدم المصرية، خلقاً ولعباً وتدريباً، وأفرحوا الشعب المصري بالبطولات، كالوصول إلى كأس العالم والمشاركة بشرف في هذا الحدث, وتحقيق بطولات كأس الأمم الأفريقية وكأس العالم للقارات.
ما سر ابتعاد منتخب مصر عن المنافسة في بطولة الأمم الأفريقية في الفترة الأخيرة؟
- ابتعاد منتخب مصر في الفترة الأخيرة سببه قوة وتطور المنتخبات الأفريقية الأخرى ومواكبة التطور في كرة القدم الحديثة، واستقطاب مدربين أجانب على أعلى مستوى, وأيضاً احتراف بعض اللاعبين الأفارقة في الأندية الأوروبية، ما أتى بالثمار على منتخبات بلدانهم.
برأيك من هم الجيل الأفضل في تاريخ الكرة المصرية؟
- جيل التسعينيات من أفضل الأجيال التي شرفت مصر بالوصول إلى كأس العالم وأداء مباريات رائعة مع منتخبات هولندا وإنجلترا وايرلندا, وظهور لاعبين على مستوى عالٍ جداً، أمثال حسام وإبراهيم حسن وأحمد الكاس وجمال عبدالحميد وربيع ياسين وإسماعيل يوسف ومجدي طلبة وهاني رمزي وهشام يكن وأحمد رمزي وغيرهم من الجيل الذهبي لمنتخب مصر.
بماذا تريد أن نختم هذا الحوار؟
- سعيد جداً بالحوار مع "لا الرياضي"، شكراً لكم, أعدتم لي ذكريات جميلة مع نادي شعب حضرموت، لهم مني كل الشكر والتقدير والاحترام على الأوقات الجميلة التي قضيتها معهم والتجربة الناجحة بكل المقاييس مع النادي وجمهوره الذواق والعاشق لكرة القدم, وسلامي لكل أهل المكلا، الناس الطيبة، والذين كنت واحداً منهم.
وأحب أن أبارك عبر صحيفة "لا" لفريق كرة السلة بشعب حضرموت تتويجهم بلقب الدوري اليمني.
المصدر أحمد الشلالي / لا ميديا