توسع المعركة وفرصة التحرر
 

روبير بشعلاني

روبير بشعلاني / لا ميديا -
لا شك أن حرب أوكرانيا تتوسع وليس ما يشير إلى العكس. إن توسع الحرب الأوكرانية لا يقتصر على أوكرانيا بالذات، بل يمتد اليوم إلى كالينغراد التي تعني بولندا وليتوانيا، وإلى النيجر مع ما يعني الجزائر ومالي وبوركينا فاسو، مروراً بتايوان وشرقي سورية ولبنان. إنه توسع يؤكد نقطتين هامتين:
الأولى: تشير إلى أن الصراع لا يجري حول جنس الملائكة، بل حول ثروات وموارد الشعوب. فالغاز والنفط واليورانيوم وبقية المواد الطبيعية هي بيت القصيد.  وصار الطفل يعرف أن الرأسمالية الغربية إجمالا لا يمكنها أن تنمو وتبقي على ازدهارها بدون الموارد الطبيعية لجنوبي العالم.
وما سردية الديمقراطية والحقوقية ومنافعهما إلا محاولة لطمس الموضوع وتضييع أصحاب المصلحة. فالصراع –إذن– وجودي ولا حلول وسطية له. الناهب لم يعد يمكن أن يستمر بدون المنهوبات. والمنهوب لم يعد يمكنه أن يحافظ على بقاء نوعه بدون استرداد ثرواته واستعمالها في دورة إنتاج داخلي. التغيير، أي التحرر الوطني، صار ضرورة تاريخية.
اما  النقطة الثانية في توسع الحرب فتؤكد على وحدة المعركة والساحات وترابطها الموضوعي. فلم يعد ممكناً حل «الأزمات» بشكل موضعي قبل حل الإشكال العام العالمي.
من هنا ضرورة التموضع في الصراع والحاجة إلى التحالفات التي أضحت ضرورة للجميع، في هذا الجانب أم ذاك. إنها فرصة الشعوب لكي تتحرر وتصبح شريكاً في صنع المستقبل، بدل أن تكون ساحة الصنع والمتلقي السلبي لنتائجه.
إن أي خطأ في تحديد طبيعة الصراع سينعكس على التموضع الاستراتيجي ويجعل صاحبه إما قوةً تقدمية مستقبلية وإما قوة رجعية محافظة. قوة «ناشطة ثورية»؛ لكن رجعية. في هذه الحرب لا مكان لمعارك أخرى، ولا إمكانية لتجنب الانحياز إلى الشعوب أو إلى الناهب الدولي.
المعركة تمتد وتتوسع، والويل لمن يتجاهلها ويتجاهل توسعها.

 كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات