قَطَـر..فقاعة إعلامية
 

عبدالباسط السلامي

قَطَر..
هذا النتوءُ البَرِّيُّ الذي بالكاد يمكن الاشتباه بوجوده الجغرافي على بعض الخرائط المكَبَّرة والمعنية بإبراز التفاصيل الدقيقة..
وقطر..
هذه الفقاعة الإعلامية.. التي تحاول إظهارها كديناصور سياسي واقتصادي.. و... اتكاءً على مداخن الطاقة (غاز-نفط) وأرصدة بنكنوت وأرقام وأوراق مالية تملكها مشيخة بني ثاني ويملكهما معاً ساكن الكابتول الأمريكي الذي يشرف على إدارة مصالح ومصارف كبار أولي الطَوْلِ وحيتان الاحتكار..
وقطر..
ضمن مشيخات محيطة تتفاوت في الحجم وتتساوى في الانبطاح للسيد الأمريكي وتتشارك التصدي لمشاريع النهضة والتحرر العربية.. والتضحية بالأهل والمال والجهود في سبيل إنهاك الأمة وتشويه واستغلال قيم الدين والموروث والتاريخ العربي والإسلامي.. وطمس أو محاولة طمس مشاهد وشواهد الحضارات العربية والتحضر والإشراق في الدين والأدبيات الإسلامية..
وقطر..
30 طائرة حربية تتقدمها الرافال الفرنسية المتطورة (هي حصتها في العدوان).. باشرتْ دون كللٍ ومن أول طلعة وأول طعنة، محاصرةَ وقصفَ وتدميرَ بلدٍ مسالمٍ وشعبٍ عزيزٍ كريم، وإشعالَ فتنةٍ تستهدف تسييدَ الفوضى وتمزيق النسيج الاجتماعي وكسر إرادة هذا الشعب الأصيل العريق العصيِّ على الفناء المستعصي على الانكسار.. الانحناء.. الإذعان.. قرابةَ عامين ونصف.. دون جريرةٍ أو مبررٍ أو دافعٍ أو جنايةٍ اقترفها هذا الشعبُ بحقِّ إخوته في العروبة والإسلام والإنسانية.. ودون أن يكون بيننا خلافٌ أو حتى مجرد تماس حدودي.. وهو ما ينطبق على كل أو لنقلْ معظم الدول والكيانات المشاركة في التحالف والعدوان على وطن النهار وقِبلة الأحرار.. (بالنظر للخلافات الحدودية مع مملكة بني سعود واحتلالها لأجزاء واسعة من أرضنا منذ إنشاء مملكتهم بأيدي ومخططات المستعمر البريطاني والحضن الأمريكي 1934م.. بل وقبل ذلك بسنوات..
وقطر...
قناة اسمها (الجزيرة).. لم يسلم أذاها بشرٌ ولا حجرٌ ولا دولة ولا مؤسسة ولا مكون اجتماعي.. على طول الخارطة العربية، وامتدَّتْ يدها وطالت لسانها كل متر مربع تنامتْ عليه شجرة على غير رغبة وتعاليم العم سام.. وعبيد العم سام.. على خارطة الكوكب..
وقطر..
ورقة في يد سيد واشنطن.. ضمن كثير ورقٍ يلقيها على طاولة اللعب حيث وكيف شاء..
أو هي كرت متى رأى أو أراد إحراقه فلن يتردد في رميه دون أن يُلْقي له أو عليه بالاً..
و.. ق..طر...
جزيرةٌ عربية تقع في ماء الخليج ويُعْتَرَف بها كدولة..
وعلى افتراض جدية الخلاف ووجود عوامل وظروف خصام حقيقي بين بني ثاني و... من جهة، وبني سعود ونهيَّان و.. من جهة أخرى، وفي ظل الصمت أو الحياد.. أو المراوغة والغموض الأمريكي وهو يشاهد تجاوز الوضع بين نعجتيه أو نعاجه حدود المناطحة الإعلامية إلى التدافع أو الدفع (مقاطعة.. حصار.. شيطنة.. تهديد...)، وتسارع احتمالات النطح أو ربما التناطح العسكري المباشر..
وعلى افتراض نشوء واستمرار اصطفاف تركي... مع هذه الـ(قطر) بوزن عسكري وسياسي رادع أو يمنح الصدام نِدِّيَّةً وساحةً وزمناً...
قطر..
هل تمثِّل بهذه الوضعية وعلى هذا الافتراض معسكراً أو تقود حلفاً متكاملاً أو من أي نوع يتأسس ويجابه ويمضي بعيداً.. لا بل في مواجهة ومناقضة.. وعلى أنقاض أجزاء ومناطق ومساحات أثثها النظام العالمي الأمريكي للنظام السعودي يمارس فيها عاهاتِه بإشراف الأمريكي الممسك جيداً بِرِبْقَةِ وزمام نعجته الطيِّعةِ المنقادة..؟!
وهل تملك أو تتبنَّى أو تسعى إلى أو تستطيع أو يمكننا بسهولة تصور مشروع يتَّسم بأدنى حدود التعريف يأتي أو يرتبط بهذه الـ(قطر)..!
وبالمقابل، هل أمريكا ومشروعها الانتهازي الاستكباري في بحبوحة من الخيارات في ظل انتكاساته المتوالية في الشام والعراق وتضاريس الجغرافية والبشرية التي تآكلت عندها جيوشه وأحلافه وأحدث آلاته العسكرية..؟
هل هو في بحبوحة ليمارس مغامراته ويطلق العنان ليتخلى عن بعض أدواته متسلياً أو مناوراً، أو يلقي بهم دفعة واحدة للاقتتال والتآكل والاندثر... إلّا أن يكون ذلك.. (آية موته).. بحيث تكون النتائج القريبة (دابَّة الأرض) وأذرع ووهيبة أمريكا (المنسأة)...؟!
و.. ق..ط..ر...!
بلد؛ أيّاً كان حجمه، مساحته، جرائم نظامه، أسباب المستجدات عليه ومنه.. ومهما آلت الأحداث أو تكشَّفت المآلات.. فلا يجب ولا يجوز أن يعمينا الظلم والوضع المأساوي الذي جاءنا به العدوان ودول العدوان.. عن أن نتأمل الأحداث ونتابع التطورات ونبني على ما يمكن البناء عليه، دون أن يشغلنا ذلك طرفة عين عن الانهماك في البناء والاعتماد على الذات وافتراض الأسوأ علينا من جهة العدوان، والانشغال على طول الخط بتكريس وحدة الصف وتعزيز أسباب القوة.. الصبر، الثبات، الصمود، الإيمان بعدالة القضية، و... توثيق عرى الحلف السبئي اليماني، حلف أحرار اليمن وأشرف شرفاء الأرض.. وفي مقدمتهم وطليعتهم (أنصار الله.. المؤتمر الشعبي العام)... حتى لا يكون تفكك حلف العدوان، وهو مؤشر عدالة وانتصار الصمود والحق اليمني.. حتى لا يكون سبباً وفخّاً لتفرُّقِ أيدي سبأ...
وقطر..
لكل ما سبق، ولأننا يمنيون، فإننا لم ولا ولن نقبل مبدأ محاصرة الشعوب.. المدنيين/ الأبرياء... مهما نالنا من الأنظمة وإعلامها وأسلحتها وسياساتها...
وعليه، فإننا نتمنى أن يُرفَعَ الحصار عن سكان قطر..
ونتمنى أن يتعلَّم بعض أهلنا أن العدوان يستهدف الجميع، والشواهد تتراكم أمام الأعين.. اقرؤوا قائمة المطلوبين في ملفات سلمان.. وقائمة التُّهَمِ المرفوعة ضدَّ قطر..
تأملوا أسماء الشخوص والجماعات والذرائع والتهمة.. المراوغة (الإرهاب)..
تأملوا مواقعكم، وتحسسوا ما بقي لكم من عقل... وثوبوا لداركم.. وأهليكم.. واستغفروا وطنكم..
اغمدوا الخناجر.. وصوبوا رصاصاتكم باتجاه الغزاة..
وصوبوا الخُطى والطريق..
وثِقوا.. ولا تترددوا... وتذكَّروا أبداً... اليمن.. (بلدةٌ طيبةٌ.. وربٌّ غفور)...!

أترك تعليقاً

التعليقات