قتلة الأطفال
 

أحلام عبدالكافي

عندما تستغيث الطفولة من هول إجرام المجرم، وتستصرخ بأنه يقتلني ويقصفني بصواريخه، ثم لا مجيب.. فحتماً أننا نتحدث عن عالم قد أصبح بين كفي شيطانٍ أرعن، فواأسفاه على الطفولة المذبوحة يومياً في اليمن دونما بواكي عليها.. لم تشفع لي طفولتي عند إلهكم، ولم يكن لإنسانيتي اعتبار في دساتير غابكم، كنت أنا ذلك المطلب الاستراتيجي الذي تبحثون عنه في مؤامراتكم في البيت الأبيض وفي تل أبيب وفي الرياض.. كنت أنا من تحلق ضده أسراب الطائرات، وكنت أنا من تُقذف عليه آلاف القنابل والمتفجرات.. كنت أنا من تحشدون له كل تلك الأسلحة الفتاكة وكل تلك المعسكرات المدججة والعصابات المروعة. 
لماذا طفولتي أنا وليسوا أطفالكم..؟ لماذا وطني أنا وليست أوطانكم..؟ دماؤكم عليكم غالية، ودماؤنا لديكم رخيصة.. رفاهيتكم عندكم أولوية، وتعذيبي لديكم أولوية.. حياتكم جعلتموها مقدسة، وحياتي بالقتل جعلتموها مهددة.
يا بني سعــود، ماذا جنيت لأكتوي بجرم نيرانكم؟ ما هي جريرتي في عالمٍ أبى إلا أن يجرعني القتل والأسى؟
كان موطني وحارتي ومدرستي وغذائي ودوائي هو هدفكم. كان أمني وإسلامي وعروبتي وإنسانيتي بغيتكم. كان تجويعي وترويعي وتدميري وتشريدي منتهى نشوتكم.. لماذا تقتاتون على دمائنا وتنتشون لآلامنا؟ لماذا تسعدون برؤية الخراب، وتتفننون بتعذيب الأرواح ونشر الأحزان؟
أفسدتم هذا العالم بتقمصكم أدوار البشر، ولوثتم هواءنا برائحة الدمار.. فتباً لكم.. وسحقاً لكم.

أترك تعليقاً

التعليقات

نشوان الغولي
  • الأحد , 23 يـونـيـو , 2019 الساعة 11:25:36 AM

هذه القصيدة للشيخ صالح بن صالح الصريمي. من أعيان قبيلة جبل عيال يزيد محافظة عمران