بلا أخلاق وبلا وطنية
 

وائل إدريس

وائل إدريس -

لا أخلاق ولا مروءة ولا موقف وطني عند هؤلاء الذين يشيدون بحسني مبارك، جميعهم على الجملة. بينما اليمن تحملت عبء منع المساعدات المالية عنها في أوج فقرها، (بقرار أمريكي على رفضها القرار الأمريكي الغربي ضد العراق) وتحملها لديون اليمن الجنوبي، وقيام السعودية بطرد 800 ألف عامل يمني من أراضيها؛ كان حسني مبارك يحصل على صفقات كمكافأة له على دعمه القرار الأمريكي الغربي ضد العراق، مثل خفض 50% من ديون مصر في نادي باريس التي تراكمت بفعل الردة المصرية منذ عهد السادات على مشاريع عبدالناصر الصناعية. كذلك تم ضمان إيجاد مأوى بديل للعمال المصريين في العراق داخل الخليج، خصوصا بعد طرد اليمنيين والفلسطينيين.
في الفترة التي سأل فيها الصحفيون أحد الجنرالات الأمريكيين في موقع حدودي للجيش العراقي مع السعودية الذي لم يكن يريد إلا الاستسلام وقتها، عن الجنود العراقيين الذين قصفتهم القذائف الأمريكية، أجابهم بأنه لا يمكن العثور عليهم، لأن القصف والجرافات الأمريكية العملاقة طمرت عميقا حوالي 8400 جندي عراقي.
وفي الوقت الذي كانت تضرب فيه طائرات نورمان شوارزكوف، قائد ما سمي بـ"عاصفة الصحراء"، 200 ألف آلية عسكرية ومدنية عراقية منسحبة من صفوان إلى البصرة في طريق 80 بدون غطاء جوي ولمدة 40 ساعة متواصلة، كتب باتريك سيل متهكما على حجم العنف والإبادة دون مبرر: "إن العالم نسي أن العراق دولة عالم ثالث"، ووصف الطيارين الأمريكيين هذه المجازر بأنها "رحلة صيد للديك الحبشي".
وفي اللحظات التي كانت أمريكا تحرق العراق بـ85 ألف طن من القنابل، منها اليورانيوم المشع، لتحويل العراق إلى دولة ما قبل العالم الصناعي، حد تهديد وزير الخارجية الأمريكي آنذاك جيمس بيكر لنظيره العراقي طارق عزيز، منها معامل حليب الأطفال ومحطات الكهرباء ومحطات الري الزراعي والمدارس والمستشفيات والمدنيين العراقيين، كما حدث في مجزرة ملجأ العامرية عام 1991، كان حسني مبارك يطمئن العالم بأنه "أمر مؤسف سقوط ضحايا، لكن هذا دائما يحدث في الحرب".
كما أن حسني مبارك ساهم في تمرير القرار الأمريكي بدخول الخليج إلى الحد الذي حاول فيه عزل مبعوثي العراق للقمة العربية في مصر في فندق متواضع دون هواتف، ونفذ القرار الأمريكي بمعزل عن قانون الجامعة العربية الذي يشترط الإجماع.
على الهامش: بعد أن دخلت القوات العراقية الكويت وبدء تحضير أمريكا للحرب على العراق، أرسل العقيد القذافي مبعوثاً إلى صدام ينصحه بعد أن حصل ما حصل بالدخول إلى السعودية وإعلان الوحدة مع حليفه اليمني، فالكويت ليست ذات قيمة مقابل السعودية التي ستؤثر في المواقف الدولية.
* كاتب يساري ليبي.

أترك تعليقاً

التعليقات