المسار الحقيقي للتنمية
 

سيف الدين المجدر

سيف الدين المجدر / لا ميديا -
اليوم تشهد بلادنا مسار تفعيل وبناء الجمعيات التعاونية في مختلف المسارات، والأهم هو المسار الزراعي.
تتكـون الجمعيات التعاونية من عدة أشخاص يتحدون اختيارياً لتلبية احتياجاتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتطلعاتهم المشتركة، وبذلك يخدمون مجتمعهم.
مؤسسة بنيان التنموية اليوم تسير في مسار بناء الجمعيات وتقديم المساندة لها من أجل النهوض وتحقيق الأهداف المرجوة منها.
والتعاونيات ليست خيالا أو شيئا لم يقدم شيئا على أرض الواقع. التعاونيات رقم صعب في تحقيق التنمية الشاملة والحقيقية القوية، وخاصة في الجانب الزراعي.
يتوقف نجاح التعاونيات على حسن الإدارة والقدرة على التكيف مع الظروف السائدة وصناعة النجاح بالإمكانيات المتاحة وتحويل التحديات إلى الفرص.
تمكن التعاونيات أفراد المجتمع من تنظيم أنفسهم وتحسين ظروفهم، وتعمل أيضاً على تعزيز ودعم تنمية القدرة على تنظيم المشاريع، وخلق فرص العمالة الإنتاجية، وزيادة الدخل والمساعدة على الحد من الفقر.
الجمعيات في بلادنا لم تنل أي اهتمام في السابق، ولم تدَر بشكل المطلوب، رغم أن العالم كله يعلم بدورها العظيم في تعزيز الاقتصاد، وهناك شواهد عالمية على دورها العظيم في التنمية.
الجمعيات التعاونية هي التي أنقذت اليابان من أزمة الغذاء بعد الحرب.
وفي الوقت الحاضر التعاونيات الزراعية تسهم بنسبة تبلغ 80 -99 في المائة من إنتاج الحليب في النرويج ونيوزيلندا والولايات المتحدة الأمريكية؛ وتسهم بنسبة 71 في المائة من إنتاج الأسماك في جمهورية كوريا؛ وبنسبة 40 في المائة من الزراعة في البرازيل.
أما في فنلندا المؤسسات التعاونية مسؤولة عن 74 في المائة من إنتاج اللحوم ومصنعاتها، وإنتاج 96 في المائة من المنتجات الغذائية اليومية، وإنتاج ما يقارب 50 في المائة من البيض.
كل هذا الإنتاج العظيم هو دليل على أن التعاونيات هي المسار الصحيح الأمثل والمناسب لبلادنا، وذلك من أجل أن تمضي نحو تنمية حقيقية عبر بناء مجتمع منتج ودولة ذات اقتصاد مقاوم لكل الظروف.
والثورة الزراعية الحاصلة في البلاد تعطي اهتماما كبيرا جداً بالجمعيات التعاونية. وهذا الإدراك سوف يغير وجه التنمية المشوه في بلادنا، الذي شوهته المنظمات وسياسة البنك الدولي الخبيثة التي دمرت اقتصاد البلد.
ولكن العمل اليوم على مسار البناء مستمر، وهناك جهود عظيمة لرجال الله في كل ميدان، ونحو الانتصار العظيم بعون الله سبحانه وتعالى.

أترك تعليقاً

التعليقات