سيف الدين المجدر

سيف الدين المجدر / لا ميديا -
الزكاة من الفرائض الأساسية في الإسلام. والزكاة في اللغة: الزيادة والنماء والطهارة. أما في الاصطلاح الشرعي فهي ما يدفعه الأغنياء من صدقات عن أموالهم التي بلغت النصاب، قال الله سبحانه وتعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ}.
كانت بلادنا في السابق لا تدير هذا الجانب بطريقة صحيحة بحيث تحقق الغاية المرجوة من هذه الفريضة العظيمة؛ لكن اليوم هناك هيئة مختصة تقوم بجهود عظيمة وجميعنا يلمس أثرا واضحا على الأرض.
رئيس الهيئة العامة للزكاة، الشيخ شمسان أبو نشطان، قال: “الزكاة ليست سلة غذائية ولا مساعدة طبية؛ ولكنها مشروع تنموي يغيّر حياة الفقراء”. هذه ليست مجرد مقولة، بل منهجية عمل عظيمة توضح الدور الذي يجب أن تقوم به هيئة الزكاة.
اليوم هيئة الزكاة تحرص على تفعيل الأدوار الحيوية لفريضة الزكاة في معالجة المشاكل الاقتصادية، والميدان شاهد على ذلك. وهناك توجه عظيم في جانب التمكين المجتمعي من خلال مشاريع وأنشطة هادفة.
ولكن أنا كمواطن أرى أن هناك قصورا في جانب تحديد الأولويات في جانب التمكين المجتمعي. صحيح أن الهيئة قامت بتدريب مئات الشباب في 20 برنامجاً فنياً ومهنياً في الهندسة والميكانيكا والكهرباء والتجارة، وذلك في المعاهد التقنية؛ نعم، هذه خطوة عظيمة؛ ولكن كان الأولى الاهتمام بالأولويات (أولويات المرحلة)، التي أشار لها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، والتي كانت بمثابة موجهات يجب أن تترجم إلى واقع عملي يتوجه إليها الجميع دون تردد.
الجانب الزراعي لطالما حرص السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) على أهميته. يقول في ملزمة “في ظلال دعاء مكارم الأخلاق الدرس الثاني”: “أيها الإخوة، إن الأمة لا تستطيع أن تدافع عن دينها، ولا تستطيع أن تدافع عن نفسها وهي ما تزال فاقدة لقوتها الضروري الذي الزراعة أساسه”.
وكذلك قائد الثورة يحرص دائماً على ذكر أهمية الجانب الزراعي، وآخرها خلال لقائه أبناء محافظة الحديدة، وقد تضمنت كلمته الآتي: “لا بدَّ أيضاً أن نهتم بالزراعة، جانبٌ مهم من أهم متطلبات الحياة، هو يلامس الحالة المعيشية، والتي يعاني فيها الناس من ظروف صعبة جداً، لكن لا بدَّ من العمل، من الالتجاء إلى الله، من التضرع، من الإنابة، من الاستغفار، من الدعاء، ومن العمل. الجانب الزراعي لا بدَّ فيه من جمعيات تعاونية زراعية، وتكون جمعيات منظمة، يتولاها أمناء صادقون، موثوقون، لإنعاش قطاع الزراعة في المجتمع، وأن يتعاون الجميع، شعبياً ورسمياً”.
هذا الكلام هو موجهات يجب أن تعمل كل جهة وفقها. التدريب المهني الذي قامت به هيئة الزكاة نعم كان مهماً، ولكن التدريب ودعم الجانب الزراعي والأنشطة المجتمعية التي تخدم هذا الجانب أهم، وهي من أولويات المرحلة، بالإضافة إلى دعم الجمعيات التعاونية.
هناك بعد آخر ومهم، وهو أن دعم التمكين المجتمعي في المجال الزراعي ينعكس إيجاباً على نسبة التحصيلات الزكوية، الأمر الذي سيعين أكبر عدد ممكن من المستضعفين.
رغم هذا القصور أنا كمواطن أرى أن هناك نقلة نوعية في هيئة الزكاة وجهود عظيمة، وهم إن شاء الله سيتحركون بقوة في الجانب الزراعي والتنمية المجتمعية الشاملة، لأنها السبيل الوحيد للخلاص من الفقر، وهذا ما يؤكد عليه قائد الثورة.

أترك تعليقاً

التعليقات