الخيانة والخداع سياسة أمريكية أصيلة
 

محمد علي الهادي

د. محمد علي الهادي / لا ميديا -
إدارة الأزمات فن من فنون سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في التعامل مع بقية الأمم والدول، وحربهم في اليمن شاهد على سقوط أمريكا وهزائمهم المتكررة، رغم الاستمرار في مراوغتهم الفاشلة التي بُدئت بوضع المبادرة الأمريكية المسماة بـ«الخليجية» إلى إقناع أياديهم (هادي وبحاح) بالاستقالة لخلق فراغ سياسي، ثم إعلان بداية حربهم على اليمن من واشنطن بلسان الجبير ونقل البنك المركزي و... و... و... إلخ.
رغم فشلها المتكرر في اليمن أمام جهودها المشحونة بتاريخ حقدهم المتجذر على كل شعوب العالم، إلا أنها لم تترك اليمن لأبنائها لحل مشاكلهم بأنفسهم، فهي مستمرة في قتل الشعب اليمني. وعندما تدفع دول العدوان بقيادة السعودية إلى الحوار، فهي ليست سوى مسكنات لامتصاص سخط الشعب، وقناع للخيانة باسم الهدنة والحوار.
وما يجب أن نشير إليه هو أن أمريكا أوقفت جزءا من تطاولها في اليمن لتضمن أمن مصالحها النفطية في الخليج، ما أجبرها على اللهاث خلف الهدنة للمقايضة باستقرار مناطق الطاقة النفطية في المنطقة.
فشل أمريكا في اليمن غني عن التعريف، فهذا الفشل يرافق وجودها في اليمن، أمريكا تحاول استعادة إحكام قبضتها على الشعب اليمني وعلى المنطقة بالسيطرة الكاملة على الجزر اليمنية والاستعداد للدخول في حروب قادمة مع الشعب، ودول العدوان تمسك العصا من المنتصف ولا تزال نفوسهم تحمل خبث كل شياطين الجن والإنس. دول الاستكبار تظهر بوجه يلبس قناع التفاوض، وتستمر في قتل الشعب اليمني بوجهها الحقيقي.
دول العدوان ستستخدم ورقة البنك الدولي لاستكمال مشوار الإجرام الأمريكي في المنطقة، كمجاهرة حديث ومنطق سفير أمريكا المتمثل بالقول: «إما الانسحاب وإما سنجعل قيمة أغلى ورقة في العملة اليمنية لا تساوي الحبر الذي كتبت به»، وهذا ما يجب ألا نغفل عنه ولا تخدعنا هدايا ملغومة بنار حقدهم، التي غلفت بسراب الهدنة وكذبة ابتسامات الخصوم، فخلف ابتسامتهم أنياب قاتلة يسعون بمغالطة الهدنة والحوار ليسعفهم الحظ لطي صفحات سبع سنوات من حقد الماضي والحاضر والملطخ بدماء كل أسرة يمنية.
حربهم في اليمن لن تقف لسواد عيوننا، إنما بقوة الإيمان بالله والقضية المحقة والتضحيات الجسام بصبر وبأس فاق كل تصورات العدو الحاقد.
الحرب العسكرية البرية خيار بعيد، ولم يعد في أيدي دول العدوان، وقلوبهم تحترق غيظاً وحقداً أكثر من ذي قبل. دول الاستكبار ستجر الحرب للبحر، إضافة لحربهم الاقتصادية المسبقة باستخدام ورقة نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، وها هم اليوم يزيدون من خنق الشعب اليمني باستخدام البنك الدولي كورقة رابحة في صف دول العدوان، خصوصاً وهم يحاولون استمرار المراوغة باسم الهدنة وكسب الوقت لصالحهم ببقاء كل الشعب تحت رحمة الحصار القاتل.
دعم الإرهاب من أولويات سياسة الولايات المتحدة، والتي لها الدور الأكبر في التفنن بالخداع والمراوغة، واستخدام قناع «الحرب ضد الإرهاب» في إدارة الأزمات حول العالم. ودعم الإرهاب هي سياسة أمريكية بامتياز، واستخدام ورقة الاقتصاد، ورفع مخصصات الجماعات والحركات والشخصيات الإرهابية آخر ما في جعبة الإدارة الأمريكية.

أترك تعليقاً

التعليقات