عوامل التفوق اليمني
 

عبدالقادر عثمان

عبدالقادر عثمان / لا ميديا -
اكتسب اليمنيون خلال حرب العقد الماضي أصعب عنصر من عناصر البقاء والصمود والنصر في المعارك، وهو عنصر التكيّف والتواؤم مع بيئة وظروف المعارك ومتغيراتها ونطاقها وإمكانياتها.
ففي العام 2015 وُضِع اليمنيون في اختبار صعب للحفاظ على مكاسب ثورة 21 أيلول/ سبتمبر، عندما فاجأهم العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي «الإسرائيلي» الغاشم بصلفه وطغيانه، فاستطاعوا خلال فترة وجيزة التكيف مع هذا الظرف والمتغير الطارئ وتمكنوا خلال سنوات فقط من الوصول إلى مرحلة توازن الردع ثم توازن الرعب وصولاً إلى المفاجأة العكسية للعدو.
ومع انطلاق معركة «طوفان الأقصى» حضر اليمنيون كطرف مساند للمقاومة الفلسطينية، وتمكنوا من شل حركة الملاحة المعادية؛ لكنهم وُضِعوا مرة أخرى أمام اختبار جديد مع عدوان أمريكي بريطاني «إسرائيلي»، ولم يكن أمامهم سوى التكيف، خاصة أنهم في معركة مباشرة مع أكبر عدو تقوم ثقافتهم على التصدي له والجهاد ضده، فاستطاعوا التكيف مع ظروفه ومتغيراته وتمكنوا خلال أشهر قليلة، وليس سنوات، من مفاجأة العدو وإفشال مخططات عدوانه، ويعملون بكل جد للتحضير للمزيد من المفاجآت الموجعة له.
هذا العنصر المهم لإحداث الفارق في أي معركة لصالح أصحابه، ما كان لليمنيين أن يكتسبوه لولا تأثير جملة من العوامل المساعدة في ذلك، ولعل منها ثقافة اليمني القائمة على الإباء ورفض الذل وكل شكل من أشكال الظلم والطغيان، وكذا الإرث التاريخي البطولي الكبير لهذا الشعب في مواجهة الأعداء ونصرة الرسالة السماوية، والحرص على حمايته وصونه.
ومن تلك العوامل ما يتصل بالبيئة اليمنية القاسية التي يعيش فيها الإنسان اليمني، فتصقل قدرته على التحمل والمعاناة وتحويل التحديات إلى فرص، بالإضافة إلى تجربة حرب التسع سنوات والاستفادة منها في معرفة العدو والطرق الناجعة في مواجهته والتأثير عليه والمهارات المكتسبة في إيجاد وتطوير الإمكانيات المناسبة لكسره وهزيمته.
كما أن أهم عامل من عوامل التأثير يعود إلى تشبع الشعب اليمني بالثقافة الإيمانية وحفاظه على هويته التي تقوم على العزة لله ورسوله والمؤمنين، بالإضافة إلى عامل التماسك المجتمعي المرتكز على التراحم والتكافل والتعاون والإحسان والمبادرة، وغير ذلك من العوامل التي يتميز بها اليمن عن غيره من البلدان.

أترك تعليقاً

التعليقات