ترامب وقناة السويس.. الأهداف الاقتصادية والعسكرية
- عباس الزيدي الجمعة , 9 مـايـو , 2025 الساعة 7:48:02 PM
- 0 تعليقات
عباس الزيدي / لا ميديا -
أولاً: إن تصريحات ترامب حول قناة السويس لم تكن مفاجئة للبعض، إذ إنها جاءت ضمن سياق خطواته الرامية للسيطرة على جميع القنوات والممرات البحرية في العالم.
- كانت أمريكا سابقاً، وفي ذروة المواجهة مع الاتحاد السوفييتي، تهدد دائماً بإغلاق قناة السويس. أما اليوم فتجد الفرصة سانحة لها للسيطرة على تلك القناة.
- لا تقتصر تلك الدعوة على الجانب الاقتصادي فقط، بل هناك جوانب أمنية وعسكرية ذات أبعاد وقيمة استراتيجية.
- ربما تكون هناك أولوية وخصوصية لقناة السويس بعد ما شهدته المنطقة من معارك في قطاع غزة ونية العدو احتلاله وتهجير سكانه، وفيما يتعلق بلبنان، ومستقبل ميناءي صور وصيدا المهدد بالاحتلال "الإسرائيلي" ضمن "إسرائيل الكبرى" وفق معاهدة باريس 1917، وكذلك مستقبل الساحل السوري.
ثانياً: تصريحات ترامب حول قناة السويس لها علاقة مباشرة بالعديد من الملفات، منها:
- ما يختص بالقناة والبديل "الإسرائيلي" المطروح "قناة بن غوريون"، وهذا يتعلق بحجم المشروع الصهيوأمريكي المعروف بـ"الشرق الأوسط الجديد".
- سياسة أمريكا تجاه عموم الشريط الساحلي للبحر الأبيض المتوسط من سورية إلى المغرب العربي.
- علاقة القناة مع البحر الأحمر، وأيضاً احتلال ميناء العقبة من قبل "إسرائيل" وعموم الموانئ الأردنية لاحقاً.
- تأثير القناة على القارات الثلاث (أوروبا وأفريقيا وآسيا).
- أهمية القناة وتأثيرها على منطقة "الشرق الأوسط" كتكلة واحدة، وتأثيره على توازن القوى العالمي.
- دور القناة في الوصول الأقرب إلى الخليج، أكبر خزان نفط في العالم وأكبر سوق تجارية.
- أهمية حوض المحيط الهندي للولايات المتحدة، وتأثير قناة السويس في تلك المعادلة.
ثالثاً: إن كل نقطة وردت آنفاً هي بمثابة مبحث كبير بحاجة إلى إشباع بالدراسة والتحليل لجوانب مختلفة أمنياً واقتصادياً وعسكرياً.
رابعاً: حوض المحيط الهندي: حوض المحيط الهندي له دور بالغ في التخطيط الاستراتيجي، وتزداد أهميته في المواجهة مع الصين بالدرجة الأولى وإيران بالدرجة الثانية، فهو ذو أهمية نظراً للتالي:
- يعيش في البلدان الواقعة حول المحيط الهندي أكثر من ثلث سكان العالم، وتغسل مياهه العديد من شواطئ الدول التي يعكس اتجاه تطورها الداخلي على توازن القوى العالمي.
- حجم النزاعات الدولية القائمة والمحتملة، سواء في القارة الهندية أو في أفريقيا أو بين دول الخليج.
- وجود الخليج الذي يمثل أضخم احتياطي للنفط وسوقاً كبيرة لإعادة الدولارات النفطية عن طريق التجارة، وخصوصاً تجارة الأسلحة، ما يمثل اهتماماً خاصاً لأمريكا.
- التواجد عن كثب لاستثمار التناقضات بين تلك الدول، والتي تعمل واشنطن بقوة على إذكائها.
- تأمين الدعم والحركة والتواصل مع قواعدها في كل من دول الخليج، والقاعدة الجوية في جزيرة مصيرة في البحر العربي، والقواعد الجوية والبحرية في أفريقيا وفي سايمون تاون، والقاعدة البحرية في كوكبيرن - ساوند في أستراليا، وقاعدتي صوبيك وكلارك في الفلبين اللتين تسيطران على مداخل المحيط الهندي، وكذلك القاعدة الأهم "ديغو غارسيا" التي تُعد حلقة الوصل بين أسطول المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط من جهة وبين أسطول المحيط الهادي من جهة أخرى، بالإضافة إلى أنها المحطة الرئيسية للتموين بالوقود وممر للهبوط الجوي بين شرقي البحر الأبيض المتوسط، وأيضاً بين قواعد تورفولك في فيرجينيا، وصوبيك بيه في الفلبين.
خامساً: سابقاً كانت واشنطن تحسب لمرفأي أوديسا وفلاديفوستوك السوفييتيين حسابات خاصة حول المحيط الهندي. أما اليوم فإن حساباتها تزداد تعقيداً لمواجهة الصين.
سادساً: المواجهة مع محور المقاومة وإيران والدور البطولي لأنصار الله في شل حركة الملاحة البحرية في كل من البحر العربي والأحمر ورأس الرجاء الصالح.
سابعاً: دعم "إسرائيل" والأنظمة العميلة.
ثامناً: عدم السماح لمنظمة "أوبك" بالتلاعب بالإنتاج، وبالتالي إثبات قدرة أمريكا على استخدام القوة العسكرية لتفادي أي اختناق للعالم الرأسمالي.
تاسعاً: حرمان روسيا والصين في أي لحظة من الوصول إلى مياه الهندي أو عند زيارتها للموانئ الصديقة.
عاشراً: إن وجودها في المحيط الهندي يساهم في السيطرة على تطور الأحداث والرد والتدخل السريع عند أي أزمة، كما هو حاصل اليوم بين الهند وباكستان، على عكس ما حصل عام 1971، حيث واجهت صعوبة في مساندة نظام يحيى خان العميل لها.
المصدر عباس الزيدي
زيارة جميع مقالات: عباس الزيدي