نتنياهو يتبجح والعرب يصفقون!
 

سيف النوفلي

سيف النوفلي / لا ميديا -
وقف نتنياهو متبجحاً كالديك المنتفخ، يتحدث عن «إنجازاته» في العالم العربي:
اغتلنا قيادات من حماس، ضربنا «الحوثيين»، قصفنا حزب الله، تحركنا في سورية... ثم ختم خطبته وكأنه يقول: أنا الحاكم بأمره في «الشرق الأوسط».
والعجيب أن العرب لم يردوا! بل ربما صفق بعضهم في الخفاء، وشربوا نخب «القوة الإسرائيلية العظمى» التي لا يقفون أمامها إلا كأقزام.
لو كان العرب عرباً كما يزعمون، لما تجرأ نتنياهو أن يذكر أسماء عواصمهم على لسانه كأنها ضيعات صغيرة تابعة لمزرعته. لكنه يعرف الحقيقة:
الحكومات في المنطقة ليست سوى موظفين في مكتب الصهيونية، يتلقون الأوامر عبر الهاتف، ويوقعون على القرارات كما يوقع موظف صغير في بنك على إيصال صرف.
نتنياهو لا يسخر من العرب فقط، بل يستهزئ بذاكرة الأمة كلها؛ يذكّرهم أنه يضرب هنا وهناك، بينما جيوشهم مشغولة بعروض العيد الوطني، وملياراتهم محجوزة في البنوك الأجنبية، ينتظرون الإذن لصرفها على أسلحة لن تُطلق رصاصة على العدو!
المشهد باختصار: نتنياهو يتبجح، والحكام يبررون، والشعوب تراقب، والمقاومة وحدها ترد.
ولأن التاريخ علّمنا أن الغطرسة بداية السقوط، فإن تبجح نتنياهو اليوم ليس إلا إعلاناً مبكراً عن هزيمته القادمة. لكن المفارقة الساخرة أن هذه الهزيمة لن يكتبها الحكام العرب، بل شعوبهم التي ما زالت تحفظ العهد وتعرف الطريق.

 كاتب عُماني

أترك تعليقاً

التعليقات