معادلة ردع فرط صوتية
- سيف النوفلي الثلاثاء , 7 أكـتـوبـر , 2025 الساعة 4:31:53 PM
- 0 تعليقات
سيف النوفلي / لا ميديا -
لأكثر من سبعين عاماً، اعتمدت «إسرائيل» على عقيدة التفوق الجوي وضرب خصومها في عمقهم، بطائراتها الحديثة، وهي مطمئنة أن الرد سيكون ضعيفاً أو مؤجلاً. لكن الصورة اليوم مختلفة؛ فالتكنولوجيا لم تعد حكراً عليها، وموازين القوة لم تعد تُقاس بعدد الطائرات فقط، بل بقدرة الردع والصمود.
تخيلوا المشهد: تنطلق طائرات شبحية لتقصف أهدافاً في دولة عربية؛ لكنها لا تعود إلى قواعدها بسلام، بل تجد أن الصواريخ الفرط صوتية سبقتها إلى مطاراتها ومراكز قيادتها، لتُحوّل مدارجها إلى رماد، وتُصيب منشآتها الحكومية في الصميم. عندها لن تكون «إسرائيل» في موقع المهاجم الآمن، بل في موقع المُستهدف المُرتبك.
هذه الصواريخ التي تتحرك بسرعة تفوق خمسة أضعاف سرعة الصوت، وبقدرة على المناورة تجعل اعتراضها شبه مستحيل، لا تردّ على العدوان فحسب، بل تعيد صياغة المعادلة كاملة:
- لم يعد الهجوم «الإسرائيلي» بلا ثمن.
- لم تعد الأجواء العربية مفتوحة بلا رد.
- لم يعد التفوق الجوي ضمانة للهيمنة.
عندها، سيصبح السؤال في «تل أبيب»: هل نستطيع تحمل الكلفة؟ لأن أي ضربة جوية ستُقابلها خسارة أكبر، وربما شلل كامل لجزء من قدراتها العسكرية. وهنا تتحقق معادلة الردع التي طالما افتقدتها المنطقة: «اضربني، وسأجعلك تدفع الثمن غالياً».
إن امتلاك هذه القدرات لا يعني السعي للحرب، بل يعني حماية السلام بميزان القوة. فمن يعرف أن عدوانه سيكلفه وجوده، سيتردد قبل أن يضغط على الزناد.
والرسالة واضحة: إذا تغيّرت موازين القوة، فلن تتجرأ «إسرائيل» بعدها على مهاجمة أي دولة عربية؛ لأن الثمن سيكون أعلى من قدرتها على الاحتمال.
* كاتب عُماني
المصدر سيف النوفلي
زيارة جميع مقالات: سيف النوفلي