4 عقود من التيه
 

أحمد عارف الكمالي

أحمد الكمالي / لا ميديا -

4 عقود من الاغتيال والتغييب والطمس والتشويه والتقليل من دور الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي، ومشروعه التنموي ومنجزاته الوطنية.
4 عقود ومناهج التجهيل لا تعرفه، وإعلام التطبيل لا يذكره، ومنابر التحريض تنشغل عن سيرته، وهو الحاكم العادل الزاهد، بالتبشير المتواصل بالحاكم الظالم الفاسق الذي على رأسه زبيبة، وتهيئ المؤمنين بطاعته والرضى بجلده ظهورهم وأخذه أموالهم...!
4 عقود غُـيِّرت فيها أسماء المشاريع التي كانت تحمل اسمه أو حركة 13 يونيو التصحيحية، وأُتلفت وثائق الدولة التي تعود إلى فترة حكمه، وسرقة وتشويه أفكاره.
4 عقود والحملات الدعائية تحاول إظهاره كساذج وغبي، لأنه لم يهتم بمصلحته الشخصية، واهتم بمصلحة الوطن ولم يكن ذئباً أحمر عين!
4 عقود ومنظومة السلطة الحاكمة تستهدف السخرية من نزاهته وترسم صورة سلبية عن كل نزيه وشريف، وتلمع الفساد بالرجولة والقوة.
4 عقود من الوصاية والركوع والخنوع والتسليم للقتلة، وتصفية الوطنيين، وتمييع الثوابت وإفراغ الثورة، وتشويه الوحدة، وتركيع الكبرياء، وإهانة الكرامة، وتكريس الظلم، وتلميع القبح، والارتهان والانقياد للخارج، والاتكال على الفتات، إلَّا أنها لم تكن كافية لمحو 3 أعوام من حكمه.
4 عقود والاغتيال مستمر ومسرح الجريمة يتحول إلى الذاكرة في كل ساعة ومع وكل خطبة وكل بث، لكنهم لم يتمكنوا منه.
4 عقود والسعودية تحكم وتموّل وتعيّن وتعتدي وتستبيح اليمن أرضاً ودولة وشعباً، بعد اغتياله.
4 عقود من التيه اليمني، ضيعت اليمن فيها الكثير من فرص البناء والحكم الرشيد والتنمية والنهضة والتقدم، بسبب الصمت والخضوع والسكوت والتواكل والانقياد للقتلة والفاسدين والمجرمين.
4 عقود من اغتيال اليمن بقتل الحمدي إلى تجديد المحاولة بالعدوان والحرب والحصار على اليمن.
ومع ذلك لم يتمكنوا من محو ذكره، لأنه ظل ترتيلاً في قلوب الفقراء، ونشيداً في صدور الثائرين، وحلماً في تطلعات الأجيال، وتاج شرف وعزة لكل اليمنيين، وحباً في ذرات التراب، ومشروع كل الوطنيين، وذلك ما لم يتمكنوا من السيطرة عليه، وما لم يفكروا بالوصول إليه.

أترك تعليقاً

التعليقات