عدنان علامة

عدنان علامة / لا ميديا -
جرت الانتخابات الرئاسية في إيران برقي، حضارة، ديمقراطية، وتنافس هادئ، بين 4 مرشحين. وقد توجهت كافة أطياف المجتمع الإيراني لممارسة حقهم في انتخاب رئيس الجمهورية. وكان اللافت تجمع أصوات شتات المعارضة في تكتل واحد. وكانت النتيجة كالتالي:
ـ السيد إبراهيم رئيسي: 17.653.981.
ـ محسن رضائي: 3.345.009.
ـ عبد الناصر همتي: 2.394.123.
ـ أمير حسين قاضي زاده: 981.956.
ـ أوراق ملغاة: 3.653.595.
فإذا دققنا في النتائج نجد أن مجموع الأوراق الملغاة تأتي في المرتبة الثانية بعد السيد رئيسي، وهذا يدل بوضوح على أن جهة ما جمعت كل أطياف المعارضة في تكتل واحد وعبروا بطريقة حضارية وديمقراطية لا مثيل لها لإيصال رسالة برفض الواقع الحالي في إيران. ومن غير شك سيتم معالجة مشاكلهم لأنهم يمثلون شريحة واسعة من المجتمع الإيراني.
ولا بد من المقارنة مع الانتخابات الرئاسية التي حصلت في أمريكا، بلد الحريات والديمقراطية المزعومة. وسأمهد لذلك بشرح موجز عن مراحل انتخاب الرئيس بشكل غير مباشر عبر الهيئة الانتخابية. 

يوم الاقتراع: 8 تشرين الثاني/ نوفمبر
هو موعد انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد. وتعلن الهيئة الانتخابية نتائج الانتخابات. فلكل ولاية عدد من الأصوات الانتخابية؛ ومن يجمع 270 صوتاً يعتبر الرئيس المنتخب. وهو النصف زائد واحد من عدد الأصوات المساوي لعدد أعضاء الكونغرس البالغ 538 شخصاً.

6 كانون الثاني/ يناير
يجتمع أعضاء المجمع الانتخابي في عواصم ولاياتهم لاختيار الرئيس ونائبه في أول يوم بعد الانتخاب الشعبي، وينقلون النتائج إلى الحكومة الاتحادية، لتثبيت النتيجة الرسمية للانتخابات في جلسة مشتركة للكونغرس الأمريكي تعقد في 6 كانون الثاني/ يناير من العام التالي.

20 كانون الثاني/ يناير
موعد تنصيب الرئيس المنتخب في حفل رسمي بالعاصمة واشنطن.
والآن سأقارن ما حصل في أمريكا وما حصل في إيران أثناء فرز النتائج:
فبعد فرز أصوات حوالي 45 ولاية أعلن ترامب فوزه دون أي مؤشر لذلك. وبعد فرز عدة ولايات إضافية مالت الدفة إلى بايدن وزادت في احتمال فوزه، فما كان من ترامب سوى التشكيك بنزاهة الانتخابات؛ بل ذهب إلى الاتهام بسرقة أصوات الناخبين لصالحه، فأصاب مقتلاً في نظام الانتخابات في أمريكا برمته. وحين صدرت النتيجة الأولية لم يعترف بخسارته وأصرّ على الاتهام بتزوير النتيجة وسرقة أصوات الناخبين له، وكلف مسؤولي حملته برفع الدعاوى في كل الولايات التي خسر فيها.
وأما في إيران وبعد فرز حوالي 50% من الأصوات كان الفارق كبيراً لصالح المرشح السيد رئيسي فتقدم باقي المرشحين بتهنئة السيد رئيسي الذي انتظر مع الشعب الإيراني الإعلان الرسمي للنتائج.
وكانت المفاجأة الكبيرة بتاريخ 6 كانون الثاني، حيث كان من المفترض عقد جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ لتثبيت النتيجة وإعلان فوز بايدن، ولكن ترامب وأنصاره أرادوا منع انعقاد المجلس بأي شكل من الأشكال لمنع تثبيت فوز بايدن رسمياً.
فاقتحم مثيرو الشغب الذين يدعمون محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقلب الانتخابات الرئاسية لعام 2020 مبنى الكابيتول الأمريكي. وأدى الاقتحام إلى عمليات إخلاء وإغلاق مبنى الكابيتول، وعطل الجلسة المشتركة للكونغرس لإضفاء الطابع الرسمي على فوز جو بايدن الانتخابي. وتم استدعاء الاحتياط من البوليس الفيدرالي والجيش لاعتقال المحتلين. وهذا أسقط ترامب بيده كافة القيم التي كان يتحفنا بها مع ممثليه عن نزاهة الانتخابات وأصول الديمقراطية وحرية الرأي والانتخابات النزيهة. وأعطى ترامب بتصريحاته أفضل صورة عن عنصرية أمريكا واستعمال القوة لتنفيذ مآربها.
وأما في إيران الإسلام فقد بلغ عدد الأوراق الملغاة أكثر من 4.5 مليون ورقة ولم يتم توجيه أي كلمة لهم لأنهم عبروا عن رأيهم بحرية كاملة. وهذا يؤكد نزاهة الانتخابات وحريتها. فنزاهة الانتخابات وحرية التعبير هو في مقدار التجربة العملية في ممارسة الحق الانتخابي وليس في الشعارات الجوفاء التي تطلقها دوائر المخابرات التابعة لدول الاستكبار العالمي.
فقد فاز السيد رئيسي بالرغم من كافة التدخلات الدولية والخليجية الوقحة لتشويه صورة إيران وصورته بشكل خاص عندما تولى رئاسة القضاء. وسأنقل لكم بعض العناوين:
1 - الانتخابات الإيرانية.. صعوبات تصطدم بـ"رئيسي" وترقب لأمر "غير متوقع".
نهى محمود – "الحرة" -دبي، 17 يونيو 2021.

2 - المرأة في إيران.. لا مكان في انتخابات الرئاسة، 13 يونيو 2021.
رستم محمود - أربيل – "سكاي نيوز عربية".
رفضت السلطات الإيرانية أوراق 40 امرأة تقدمت للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في الـ 18 من الشهر الجاري. وجاء رفض أوراق هؤلاء المرشحات، رغم استيفاء الكثيرات منهن الشروط المطلوبة.
وقال خبراء إن رفض السلطات الإيرانية لترشح النساء يؤكد فكرة التهميش المطلق للنساء من قبل النواة الصلبة من النظام الحاكم في إيران.
وقوبل قرار مجلس صيانة الدستور باعتراض كبير من طرف المنظمات الحقوقية والنسائية الإيرانية الناشطة، داخل إيران وخارجها على حد سواء، التي توقعت ارتفاع مستوى مقاطعة النساء لهذه الانتخابات إلى مستويات قياسية.
3ـ وأما أخطر الاتهامات فكانت من منظمة "هيومن رايتس ووتش" التي قالت: "إن فوز إبراهيم رئيسي، رئيس السلطة القضائية في إيران، في 19 يونيو/ حزيران 2021 في انتخابات رئاسية لم تكن حرة ولا نزيهة يثير مخاوف حقيقية بشأن حقوق الإنسان والمساءلة في البلاد".
عملَ ابراهيم رئيسي فترة طويلة في الجهاز القضائي، وكان عضوا في لجنة من أربعة أعضاء أمرت بإعدام آلاف السجناء السياسيين في 1988. أعلنت وزارة الداخلية فوزه بالرئاسة في 19 يونيو/ حزيران بنسبة 62% من الأصوات.
قال مايكل بَيج، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش": "مهدت السلطات الإيرانية الطريق لإبراهيم رئيسي ليصبح رئيسا بالقمع وانتخابات غير عادلة".
لقد أغضب ترشح السيد رئيسي مراكز الاستخبارات الأجنبية لأنه حكم على عملائهم بالحكم المتناسب مع جرائمهم حسب اعترافاتهم.
ومن الطبيعي ألا يتم تقديم الورود لمن هاجم مرقد الإمام الخميني واستهدف الحرس الثوري والجيش في الأهواز خلال عرض عسكري. فلا تعطوا إيران الإسلام الدروس في الحقوق والأخلاق. وأما فوز السيد فقد أخرجهم عن توازنهم وباتوا يلقون التهم دون أي دليل شرعي وقانوني. فمنظمة "هيومن رايتس ووتش" أثبتت أنها مسيسة بامتياز وغير نزيهة وغير عادلة. فإنها لم تتحدث عن الإعدامات لسجناء الرأي والمشاركين في المظاهرات السلمية في السعودية، وتناست الاعتقال الإداري في فلسطين المحتلة. كما أنها تجاهلت نزع الجنسية من المعارضين في البحرين. ولم تدن الحصار المفروض على الشعب اليمني الذي دخل عامه السابع، كما لم تسلط الضوء على المعتقلين دون أي سبب في سجون الإماراتيين السرية في اليمن واللائحة تطول.
فعلى أمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي أن يتعلموا من إيران العدالة، النزاهة، الحرية، السلمية، الرقي والحضارة وكيفية سير العملية الانتخابية فيها.
إن اندفاع كافة أطياف مكونات الشعب الإيراني نحو صناديق الاقتراع وانتخابهم السيد رئيسي أسقط كافة مخططات أعداء إيران وسيبقى فوز السيد رئيسي شوكة دائمة في حلوق كل المتآمرين. وإن غداً لناظره قريب.
كاتب لباني

أترك تعليقاً

التعليقات