ما وراء «إعادة التموضع»
 

محمد القاسم

محمد القاسم / لا ميديا -
بيان تحالف الغزو الأخير والمتأخر بأن الانسحاب بغرض استراتيجي لمساندة مرتزقة هادي، يتناقض تماماً مع بيانات أدواتهم الميدانية، مثل بيان ما تسمى "القوات المشتركة" وبيان ما تسمى "المقاومة الوطنية" قبل يومين الذي قال بأن الانسحاب جاء لتطبيق "اتفاقية ستوكهولم"، وهذا يعكس الصدمة والمفاجأة والتخبط.
ومن أراد بعض الحقيقة فسيجدها فيما حدث من سجال حاد بين خبراء وإعلاميين سعوديين مقربين جداً من دوائر القرار في السعودية، مثل: سليمان العقيلي، محمد الطيار، طارق العودة، وآخرين، مع إعلاميين إماراتيين، وذلك رداً منهم على تصريحات مسؤول إماراتي رفيع المستوى، وهو الفريق عبدالله المزروعي الذي قال: "إن الإمارات حررت لوحدها 85% مما نسبته 90% من الجغرافيا اليمنية التي تمكن التحالف من الاستيلاء عليها.."، حد زعمه.
المهم أن هذه التصريحات أغاظت السعودية بشكل كبير، وكان الرد حاداً من قبل الإعلام السعودي، فقد كان مما قاله الإعلاميون السعوديون حول الإمارات ما يلي:
ـ الإمارات تسرق جهود التحالف، وتريد أن تتصدر الإيجابيات وتتهرب من السلبيات لتتحملها السعودية وحدها.
ـ الإمارات سبب إطالة الحرب وتعثر "عاصفة الحزم".
ـ الإمارات تريد تشطير اليمن وتهديد الأمن القومي السعودي، من خلال تشكيل مليشيا "الانتقالي" في الجنوب ومليشيا طارق عفاش في الساحل الغربي.
ـ القوات الإماراتية تعرقل تصدير النفط اليمني لإضعاف "الشرعية" واستنزاف السعودية.
ـ الإمارات أرادت توريط السعودية ببعض الأخطاء كضرب قاعة عزاء في صنعاء.
ـ الاحتجاجات الشعبية في عدن أتت، بسبب رفض سكان عدن لـ"الانتقالي"، لأنه أداة إقليمية استعمارية وليس أداة بناء.
ـ الممارسات الإماراتية لون من ألوان الخطط الاستعمارية.
ـ إذا فكرت الإمارات بأن علاقتها بـ"إسرائيل" ستجعلها تتنكر لشقيقتها الكبرى السعودية بسهولة فهي واهمة، بل إن دورها سينحسر.
طبعاً، هذه بعض النقاط بشكل ملخص ومخل، لأن السجال استمر لأربع ساعات وتناول تفاصيل مهمة وتهم خطيرة.
وهذا بدون شك ستعتبره الإمارات إساءة بالغة، خاصة أنه تناول أكاذيب وأراد ربط معظم الجرائم الشنيعة التي ارتكبها الطيران السعودي مثل مجزرة الصالة الكبرى بالإمارات وإلصاقها بها.
وللعلم معظم القوة المنسحبة هي من فصائل المرتزقة الموالية للإمارات، والتي تعزز جبهات أبين وشبوة في وجه مرتزقة هادي والخونج، وهذا يعري بيان تحالف الغزو الذي حاول أن يخفف حدة فضيحة وعار الانسحاب الصادم.
بالنسبة لنا.. أيا كانت الأسرار والدوافع، فإن ذلك نعمة من الله لهذا الشعب المظلوم وجنود الله الصادقين، ومكر وخذلان منه لأولياء الشيطان من الغزاة الطواغيت البغاة.

أترك تعليقاً

التعليقات