لاستقبال الغزاة " الحديدة..الحيتان تشحذ أسنانها "
- تم النشر بواسطة شايف العين/ لا

ليس غريباً أن يبذل تحالف العدوان الأمريكي السعودي كل هذه الجهود في سبيل نقل المعارك إلى محافظة الحديدة لتدميرها والسيطرة على مينائها, فأبناؤها جزء من ثورة الشعب في 21 سبتمبر 2014، ومن أكثر المرحبين بالمسيرة القرآنية وبمشروع التحرر من الوصاية الخارجية الذي حملته ثورة أيلول. ولهذا فإن دول العدوان وأذناب الوصاية يسعون للانتقام منها مثلها مثل بقية المحافظات التي تحتضن ذات الثورة وذات المشروع, وما يميزها عن غيرها هو الميناء الذي يشكل شريان الغذاء للشعب اليمني المحاصر من قبل تحالف العدوان، لذا فإن حرص العدوان على احتلاله الهدف منه خنق الشعب اليمني وتجويعه، في محاولة أخيرة لتركيعه وإذلاله، بعد فشل كل المحاولات السابقة لقهر صمود الشعب اليمني العظيم.
وقد بدأ تحالف العدوان حملته التمهيدية لدخول محافظة الحديدة، مطلع العام الجاري، بما سماها عملية الرمح الذهبي, والهدف منها هو السيطرة على الساحل الغربي الذي يمتد من المخا بمحافظة تعز إلى عروس البحر الأحمر, وفشل هذه العملية دفع بأصحابها الطامعين إلى بذل أقصى جهدهم بدعم أمريكي إسرائيلي واضح، لاحتلال المحافظة والعبث بها كما حصل في المناطق الجنوبية وبعض أجزاء تعز, غير أن أبناء تهامة يقفون سداً منيعاً أمام تلك الأطماع، يساندهم إخوانهم من شتى محافظات الجمهورية في صفوف الجيش واللجان الشعبية, وكلما صعد العدوان من مخططه الجديد في إعلامه، أظهر أبناء الحديدة المزيد من الصمود، وأعلنوا نفير التحدي لمواجهة عنجهية العدوان وأدواته.
الحديدة تخوض معركة التحرر
تزينت مديريات محافظة الحديدة بشعارات ثورة 21 سبتمبر الشعبية التي قطعت يد الوصاية الخارجية وجففت منابعها, حتى إن أكثر المديريات التي نالت منها وهابية السعودية عن طريق حزب الإصلاح، وهي زبيد, أسرعت لاحتواء المسيرة القرآنية فور وصولها منطقة كيلو 16، وارتدت أخضرها لتغدو في أزهى ألوان الحرية. وسارت على نهجها بقية مديريات المحافظة.. يقول حامد الحسيني، أحد وجهاء مديرية الحسينية المجاورة لها: إن أكثر ما جعل العدوان يصب جام غضبه على محافظتنا، هو ترحيبنا بجماعة أنصار الله، وانضمامنا إلى صف الحق للحفاظ على اليمن وتحريرها من الوصاية، وكذلك حماية ثرواتها من الأطماع الخارجية.
وقد احتضن شارع الكورنيش المطل على ساحل مدينة الحديدة، العام الماضي، مليونية فعالية الذكرى الثانية لثورة 21 سبتمبر، ما أكد للعدوان وأذنابه أن هذه المحافظة ستكون حجر عثرة آخر في طريق مشروعهم, واستهدف طيران المعتدين، نفس اليوم، حي الهنود المجاور لمكان الفعالية، بعدد من الغارات، نتج عنها مجزرة بشعة بحق أبناء الحي البسطاء, وكانت سبقتها مجازر كثيرة قام بها تحالف قرن الشيطان في المحافظة، وتلتها أيضاً مجازر جديدة آخرها مجزرة سوق الخوخة في مارس الماضي.
ولكثرة الغارات التي نفذها طيران العدوان على المحافظة، والأوضاع المأساوية التي يعيشها أبناؤها في ظل الحصار المفروض على اليمن بشكل عام, تعد الحديدة ثاني أكبر المحافظات صموداً في وجه إجرام الطغاة المستكبرين، بعد محافظة صعدة مصدر انطلاق الثورة. فقد دمرت الغارات معظم مصانعها، وسفكت دم المئات من أبنائها, فحسب تصريحات سابقة لمدير منظمة اليونيسيف عدنان عبدالفتاح، فقد بلغت حصيلة قصف الأشهر الـ8 الأولى للعدوان على المحافظة، أكثر من 604 شهداء و980 جريحاً.
وخلال الشهرين الماضيين ارتكب طيران العدوان حوالي 10 مجازر في المحافظة، أسفرت عن استشهاد وجرح قرابة 100 من أبنائها, وقد زاد العدوان من وتيرة غاراته على الحديدة بعد فشله في معركة الساحل الغربي التي سماها الرمح الذهبي.
كل هذه الجرائم التي ارتكبها العدوان، إلى جانب المعاناة المعيشية بفعل العدوان والحصار، لم تثنِ أبناء تهامة عن القيام بواجبهم وتلبية نداء الوطن للدفاع عن كل شبر فيه, حيث أظهروا صموداً أسطورياً ومقاومة شرسة ضد الغزاة ومرتزقتهم.
أبناء تهامة في وجه العدوان
أعلن أبناء المحافظة رفضهم العدوان على الوطن منذ اللحظة الأولى لانطلاقه في 26 مارس 2015, مؤكدين وقوفهم إلى جانب أبطال الجيش واللجان الشعبية في التصدي له ومنعه من تنفيذ مشروعه الهادف تقسيم الوطن ونهب مقدراته وثرواته. وكلما صعدت الدول المتكالبة عدوانها على الحديدة والتهديد بدخولها، زادت وتيرة المقاومة لدى أبنائها، وفي الفترة الأخيرة أطلقوا نفيرهم العام لمواجهة العدوان.
ففي بداية العام الجاري شهدت المحافظة مهرجاناً جماهيرياً وعرضاً عسكرياً لأبناء مديريات مربعها الجنوبي, أعلنت فيه النفير العام ورفد الجبهات بالرجال والمال، وقبلها في نهاية 2016 بمديريتي زبيد والحسينية. تلاهم في 27 فبراير العام الجاري أبناء مديريات المربع الشمالي للمحافظة، بإعلانهم النكف والتوجه صوب جبهات القتال للدفاع عن مدينتهم ومينائها.
وأعلن أبناء مديريات الحوك والدريهمي وبيت الفقيه والمنصورية بالمحافظة، الشهر الماضي، النفير في وجه الطغاة المحتلين. كما أعلنت قبائل مديرية الزهرة، الأربعاء الماضي، النفير في مواجهة العدوان، قبل أن تشهد المحافظة في اليوم التالي مسيرة جماهيرية حاشدة لأبنائها من مختلف المديريات, أكدوا فيها جاهزيتهم الكاملة للتصدي لأية محاولة يقوم بها تحالف العدوان الأمريكي السعودي لاحتلال مدينتهم والسيطرة على مينائها.
وفي المسيرة أكد رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، أن أبناء محافظة الحديدة قادرون على حماية المحافظة ومينائها، وكذا حماية السواحل والأراضي اليمنية في كل ربوع الوطن، وعلى استعداد لمواجهة العدوان الأمريكي السعودي الغاشم في أي وقت وأي مكان.
عصية على الغزاة
تحتل عروس البحر الأحمر أهمية كبيرة بالنسبة للقوى الوطنية كما هو حال بقية المحافظات, ولكن الحديدة تمثل المنفذ الوحيد لدخول المواد الغذائية إلى البلد، ومساعي العدوان للسيطرة عليها هدفها خنق الشعب تماماً وتجويعه لإخضاعه.
وترجمة لهذه الأهمية شهدت المحافظة زيارات عديدة، طوال الشهرين الماضيين، لعدد من وزراء حكومة الإنقاذ الوطني وأعضاء المجلس السياسي الأعلى وقيادات وطنية من حزب المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله. كما أن توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كلمته الأخيرة، لأبناء محافظات ذمار والمحويت وحجة وريمة، برفد جبهة الساحل الغربي بالرجال, من أجل الدفاع عن عروس البحر الأحمر وإفشال مخطط العدو في غزوها, بعد أن وضح هدف المحتلين من نقل معاركهم إليها, دليل آخر على حجم الأهمية الكبيرة التي تحظى بها.
يقول سهيل بوص (إعلامي) لـ(لا): رهان العدوان على أبناء الحديدة في الوقوف معه خاسر، وحاله كمن يراهن على الريح في جني البلح, فمحافظتنا خالية من الطابور الخامس كخلو الذهب الصافي من معدن الرصاص. مضيفاً أن ردهم على تلويح العدوان باستهداف مدينتهم سيكون عملياً وقاسياً يمرغ أنوف المعتدين في التراب التهامي المالح.. مؤكداً أن مسيرة الخميس الماضي التي حضرها الآلاف من أبناء المحافظة رغم حرارة الشمس العالية، والتي أعلنوا فيها استعدادهم التام للمواجهة, ستجعل الأعداء يفكرون كثيراً قبل أن يغامروا بالهجوم على المدينة الباسلة والمتنفس الوحيد للمحافظات اليمنية الحرة وقلبها النابض, فأبناء الحديدة سيدافعون عن محافظتهم ـ مع كل من هبوا من بقية المحافظات للدفاع عن المحافظة ـ حتى آخر قطرة دم.
أما نقيب الصحفيين بالمحافظة مصطفى بدير، فيرى أن تحالف العدوان لن ينجح في رهانه على أبناء الحديدة للوقوف في صفه من أجل احتلال مدينتهم, لأن القضية ترتبط بعدوان خارجي على شعب واحد ووطن واحد, بغض النظر عن المتحاربين داخلياً. وحسب قوله فإن التهاميين يرون شرعية الوطن مقدسة وتعلو فوق أي شيء آخر، والدفاع عنها واجب شرعاً وقانوناً، وبكل الوسائل والإمكانات.
مدير إدارة الأخبار في إذاعة الحديدة الأستاذ عبده مخاوي، لا يعتقد أن تحالف العدوان قد يقتحم الحديدة, وتصريحاته ما هي إلا حرب نفسية ومحاولة منه لزرع الخوف في قلوب مواطني المحافظة المعروفين بأنهم مسالمون, من أجل إخضاعهم وتركيعهم، وهذا يظهر صغر حجم العقول المسيرة للعدوان.
وأكد مخاوي في حديثه لـ(لا) أن أبناء الحديدة بالفعل مسالمون, ولكن عندما يصل الأمر إلى احتلال أرضهم وانتهاك كرامتهم، فإنهم يتحولون إلى أسود شرسة لن يوقفها شيء, خاصة في معركتهم مع الإرهابيين ومن يقف وراءهم من أعداء الوطن والشعب. وبتكاتف الأحرار من كافة المحافظات معهم، أصبحوا قادرين اليوم على انتزاع النصر وإلحاق الهزيمة بكل المتآمرين على مدينتهم والوطن بأكمله.
إذن، فمعركة تحالف قرن الشيطان في حال فكر بنقلها إلى عروس البحر الأحمر، خاسرة لا محالة, خصوصاً وأن الهزيمة أصبحت لعنة طاردته وتطارده في كل جبهات القتال، وعلى مدى عامين, كما أن وصول المعارك إلى الحديدة واحتلال مينائها يعني نقل الاشتباك إلى المياه الدولية، وهذا سيقود بالضرورة إلى إغلاق مضيق باب المندب الذي تمر عبره نحو 60% من احتياجات العالم من الطاقة، وهو ما لا يستطيع المجتمع الدولي تحمله، بالإضافة إلى ذلك فقد أثبتت القوة الصاروخية والدفاع الساحلي للجيش واللجان الشعبية قدرتهما على ضرب أي سلاح بحري يدخل مياه اليمن الإقليمية، والتي يعد المضيق جزءاً منها.
وقد بدأ تحالف العدوان حملته التمهيدية لدخول محافظة الحديدة، مطلع العام الجاري، بما سماها عملية الرمح الذهبي, والهدف منها هو السيطرة على الساحل الغربي الذي يمتد من المخا بمحافظة تعز إلى عروس البحر الأحمر, وفشل هذه العملية دفع بأصحابها الطامعين إلى بذل أقصى جهدهم بدعم أمريكي إسرائيلي واضح، لاحتلال المحافظة والعبث بها كما حصل في المناطق الجنوبية وبعض أجزاء تعز, غير أن أبناء تهامة يقفون سداً منيعاً أمام تلك الأطماع، يساندهم إخوانهم من شتى محافظات الجمهورية في صفوف الجيش واللجان الشعبية, وكلما صعد العدوان من مخططه الجديد في إعلامه، أظهر أبناء الحديدة المزيد من الصمود، وأعلنوا نفير التحدي لمواجهة عنجهية العدوان وأدواته.
الحديدة تخوض معركة التحرر
تزينت مديريات محافظة الحديدة بشعارات ثورة 21 سبتمبر الشعبية التي قطعت يد الوصاية الخارجية وجففت منابعها, حتى إن أكثر المديريات التي نالت منها وهابية السعودية عن طريق حزب الإصلاح، وهي زبيد, أسرعت لاحتواء المسيرة القرآنية فور وصولها منطقة كيلو 16، وارتدت أخضرها لتغدو في أزهى ألوان الحرية. وسارت على نهجها بقية مديريات المحافظة.. يقول حامد الحسيني، أحد وجهاء مديرية الحسينية المجاورة لها: إن أكثر ما جعل العدوان يصب جام غضبه على محافظتنا، هو ترحيبنا بجماعة أنصار الله، وانضمامنا إلى صف الحق للحفاظ على اليمن وتحريرها من الوصاية، وكذلك حماية ثرواتها من الأطماع الخارجية.
وقد احتضن شارع الكورنيش المطل على ساحل مدينة الحديدة، العام الماضي، مليونية فعالية الذكرى الثانية لثورة 21 سبتمبر، ما أكد للعدوان وأذنابه أن هذه المحافظة ستكون حجر عثرة آخر في طريق مشروعهم, واستهدف طيران المعتدين، نفس اليوم، حي الهنود المجاور لمكان الفعالية، بعدد من الغارات، نتج عنها مجزرة بشعة بحق أبناء الحي البسطاء, وكانت سبقتها مجازر كثيرة قام بها تحالف قرن الشيطان في المحافظة، وتلتها أيضاً مجازر جديدة آخرها مجزرة سوق الخوخة في مارس الماضي.
ولكثرة الغارات التي نفذها طيران العدوان على المحافظة، والأوضاع المأساوية التي يعيشها أبناؤها في ظل الحصار المفروض على اليمن بشكل عام, تعد الحديدة ثاني أكبر المحافظات صموداً في وجه إجرام الطغاة المستكبرين، بعد محافظة صعدة مصدر انطلاق الثورة. فقد دمرت الغارات معظم مصانعها، وسفكت دم المئات من أبنائها, فحسب تصريحات سابقة لمدير منظمة اليونيسيف عدنان عبدالفتاح، فقد بلغت حصيلة قصف الأشهر الـ8 الأولى للعدوان على المحافظة، أكثر من 604 شهداء و980 جريحاً.
وخلال الشهرين الماضيين ارتكب طيران العدوان حوالي 10 مجازر في المحافظة، أسفرت عن استشهاد وجرح قرابة 100 من أبنائها, وقد زاد العدوان من وتيرة غاراته على الحديدة بعد فشله في معركة الساحل الغربي التي سماها الرمح الذهبي.
كل هذه الجرائم التي ارتكبها العدوان، إلى جانب المعاناة المعيشية بفعل العدوان والحصار، لم تثنِ أبناء تهامة عن القيام بواجبهم وتلبية نداء الوطن للدفاع عن كل شبر فيه, حيث أظهروا صموداً أسطورياً ومقاومة شرسة ضد الغزاة ومرتزقتهم.
أبناء تهامة في وجه العدوان
أعلن أبناء المحافظة رفضهم العدوان على الوطن منذ اللحظة الأولى لانطلاقه في 26 مارس 2015, مؤكدين وقوفهم إلى جانب أبطال الجيش واللجان الشعبية في التصدي له ومنعه من تنفيذ مشروعه الهادف تقسيم الوطن ونهب مقدراته وثرواته. وكلما صعدت الدول المتكالبة عدوانها على الحديدة والتهديد بدخولها، زادت وتيرة المقاومة لدى أبنائها، وفي الفترة الأخيرة أطلقوا نفيرهم العام لمواجهة العدوان.
ففي بداية العام الجاري شهدت المحافظة مهرجاناً جماهيرياً وعرضاً عسكرياً لأبناء مديريات مربعها الجنوبي, أعلنت فيه النفير العام ورفد الجبهات بالرجال والمال، وقبلها في نهاية 2016 بمديريتي زبيد والحسينية. تلاهم في 27 فبراير العام الجاري أبناء مديريات المربع الشمالي للمحافظة، بإعلانهم النكف والتوجه صوب جبهات القتال للدفاع عن مدينتهم ومينائها.
وأعلن أبناء مديريات الحوك والدريهمي وبيت الفقيه والمنصورية بالمحافظة، الشهر الماضي، النفير في وجه الطغاة المحتلين. كما أعلنت قبائل مديرية الزهرة، الأربعاء الماضي، النفير في مواجهة العدوان، قبل أن تشهد المحافظة في اليوم التالي مسيرة جماهيرية حاشدة لأبنائها من مختلف المديريات, أكدوا فيها جاهزيتهم الكاملة للتصدي لأية محاولة يقوم بها تحالف العدوان الأمريكي السعودي لاحتلال مدينتهم والسيطرة على مينائها.
وفي المسيرة أكد رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، أن أبناء محافظة الحديدة قادرون على حماية المحافظة ومينائها، وكذا حماية السواحل والأراضي اليمنية في كل ربوع الوطن، وعلى استعداد لمواجهة العدوان الأمريكي السعودي الغاشم في أي وقت وأي مكان.
عصية على الغزاة
تحتل عروس البحر الأحمر أهمية كبيرة بالنسبة للقوى الوطنية كما هو حال بقية المحافظات, ولكن الحديدة تمثل المنفذ الوحيد لدخول المواد الغذائية إلى البلد، ومساعي العدوان للسيطرة عليها هدفها خنق الشعب تماماً وتجويعه لإخضاعه.
وترجمة لهذه الأهمية شهدت المحافظة زيارات عديدة، طوال الشهرين الماضيين، لعدد من وزراء حكومة الإنقاذ الوطني وأعضاء المجلس السياسي الأعلى وقيادات وطنية من حزب المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله. كما أن توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كلمته الأخيرة، لأبناء محافظات ذمار والمحويت وحجة وريمة، برفد جبهة الساحل الغربي بالرجال, من أجل الدفاع عن عروس البحر الأحمر وإفشال مخطط العدو في غزوها, بعد أن وضح هدف المحتلين من نقل معاركهم إليها, دليل آخر على حجم الأهمية الكبيرة التي تحظى بها.
يقول سهيل بوص (إعلامي) لـ(لا): رهان العدوان على أبناء الحديدة في الوقوف معه خاسر، وحاله كمن يراهن على الريح في جني البلح, فمحافظتنا خالية من الطابور الخامس كخلو الذهب الصافي من معدن الرصاص. مضيفاً أن ردهم على تلويح العدوان باستهداف مدينتهم سيكون عملياً وقاسياً يمرغ أنوف المعتدين في التراب التهامي المالح.. مؤكداً أن مسيرة الخميس الماضي التي حضرها الآلاف من أبناء المحافظة رغم حرارة الشمس العالية، والتي أعلنوا فيها استعدادهم التام للمواجهة, ستجعل الأعداء يفكرون كثيراً قبل أن يغامروا بالهجوم على المدينة الباسلة والمتنفس الوحيد للمحافظات اليمنية الحرة وقلبها النابض, فأبناء الحديدة سيدافعون عن محافظتهم ـ مع كل من هبوا من بقية المحافظات للدفاع عن المحافظة ـ حتى آخر قطرة دم.
أما نقيب الصحفيين بالمحافظة مصطفى بدير، فيرى أن تحالف العدوان لن ينجح في رهانه على أبناء الحديدة للوقوف في صفه من أجل احتلال مدينتهم, لأن القضية ترتبط بعدوان خارجي على شعب واحد ووطن واحد, بغض النظر عن المتحاربين داخلياً. وحسب قوله فإن التهاميين يرون شرعية الوطن مقدسة وتعلو فوق أي شيء آخر، والدفاع عنها واجب شرعاً وقانوناً، وبكل الوسائل والإمكانات.
مدير إدارة الأخبار في إذاعة الحديدة الأستاذ عبده مخاوي، لا يعتقد أن تحالف العدوان قد يقتحم الحديدة, وتصريحاته ما هي إلا حرب نفسية ومحاولة منه لزرع الخوف في قلوب مواطني المحافظة المعروفين بأنهم مسالمون, من أجل إخضاعهم وتركيعهم، وهذا يظهر صغر حجم العقول المسيرة للعدوان.
وأكد مخاوي في حديثه لـ(لا) أن أبناء الحديدة بالفعل مسالمون, ولكن عندما يصل الأمر إلى احتلال أرضهم وانتهاك كرامتهم، فإنهم يتحولون إلى أسود شرسة لن يوقفها شيء, خاصة في معركتهم مع الإرهابيين ومن يقف وراءهم من أعداء الوطن والشعب. وبتكاتف الأحرار من كافة المحافظات معهم، أصبحوا قادرين اليوم على انتزاع النصر وإلحاق الهزيمة بكل المتآمرين على مدينتهم والوطن بأكمله.
إذن، فمعركة تحالف قرن الشيطان في حال فكر بنقلها إلى عروس البحر الأحمر، خاسرة لا محالة, خصوصاً وأن الهزيمة أصبحت لعنة طاردته وتطارده في كل جبهات القتال، وعلى مدى عامين, كما أن وصول المعارك إلى الحديدة واحتلال مينائها يعني نقل الاشتباك إلى المياه الدولية، وهذا سيقود بالضرورة إلى إغلاق مضيق باب المندب الذي تمر عبره نحو 60% من احتياجات العالم من الطاقة، وهو ما لا يستطيع المجتمع الدولي تحمله، بالإضافة إلى ذلك فقد أثبتت القوة الصاروخية والدفاع الساحلي للجيش واللجان الشعبية قدرتهما على ضرب أي سلاح بحري يدخل مياه اليمن الإقليمية، والتي يعد المضيق جزءاً منها.
المصدر شايف العين/ لا