إن شعوب العالم الإنساني يحتفلون بذكرياتهم الخالدة وبأعيادهم السائدة ، وبمواليد زعمائهم وقادتهم وعظمائهم الذين خلدوا بصمات خيرية لمجتمعاتهم...
بينما نجد متطرفي العرب يشنون حملاتهم التكفيرية على كل من يحتفل بذكرى ميلاد أكمل إنسان عرفته البشرية جمعاء سيدنا محمد _صلى الله عليه وآله وسلم  _ بل ووجدنا علماء الوهابية ألفوا الكتب التي تحتوي على التبديع والتفسيق والتكفير لمن يعظمون رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ويحتفلون بيوم مولده .. ولو أمعنت النظر في كتب علماء آل سعود أو سمعت خطبهم لعلمت أن فيهم عداء مبطناً تجاه سيدنا محمد _ صلى الله عليه وآله وسلم _ فانظر تاريخهم السابق كيف دمروا وأزالوا كل آثار رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ سواء التي في مكة أو التي في المدينة، وانظر إلى تاريخهم الحاضر كيف جندوا أنفسهم وقاموا بنشر الآلاف من الكتيبات التكفيرية التي ملأوا بها مساجد العالم الإسلامي، وكلها تتضمن تكفير المسلمين الذين يحتفلون بشهر ميلاد الجناب الأعظم _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ناهيك عن تكفيرهم للصوفية وإخراجهم عن الإسلام، بينما حكام آل سعود يرتكبون أنواع المجازر في حق الشعب اليمني ولم نرَ من علماء الوهابية أي انتقاد لهم، فضلاً عن تكفيرهم، بل إنهم أصدروا الفتاوى التي تؤيدهم على قتل الشعب اليمني.. هذا ناهيك عن أنواع الفجور والمجون التي أدمن عليها أمراء آل سعود.. فهل سمعتم أن علماء الوهابية فسَّقوا أو بدَّعوا أمراءهم من آل سعود؟!
كلا والله، بل هم لا يكفرون إلا المؤمنين والأولياء الصالحين.
المولد النبوي وشواهد الأئمة
إن المسلمين على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم وطوائفهم قديماً وحديثاً وإلى الآن مازالوا يحتفلون بذكرى يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويفرحون ويبتهجون ويطعمون الطعام، ويدخلون السرور على سائر الأنام، حباً له عليه وعلى آله الصلاة والسلام، حتى أن الأئمة الكرام من أهل السنة الأعلام حثوا على عمل المولد الشريف وألفوا كتباً مخصوصة فيه، وقالوا بإثابة فاعله، وأجر عامله، فهذا 
الحافظ ابن الجوزي قال ما نصه: «من خواصه - أي عمل المولد- أنه أمان في ذلك العام وبشرى عاجلة بنيل المرام»، وله مولد باسم «العروس».
وقال الإمام السخاوي: «...لا زال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن يعملون ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويعتنون بقراءة مولده الكريم ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم...»، وله مولد باسم «الفخر العلوي في المولد النبوي».
وقال الحافظ أبو شامة (شيخ النووي) في كتابه «الباعث على إنكار البدع والحوادث»ما نصه: «مثل هذا الحسن يندب إليه ويشكر فاعله ويثنى عليه».
وقال شهاب الدين أحمد القسطلاني (شارح صحيح البخاري): «فرحم الله امرأً اتخذ ليالي شهر مولده المبارك أعياداً...». 
وأما الكتب التي ألفوها في المولد النبوي فهي كثيرة نذكر بعضاً منها، إضافةً لما سبق:
-«التنوير في مولد البشير النذير» للحافظ أبي الخطاب عمر بن علي بن محمد المعروف بابن دحية، (ت633هـ).
-«المولد الهني في المولد السني» للحافظ عبد الرحيم العراقي، (ت808هـ).
-«المورد الصادي في مولد الهادي» لـ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي، (ت842هـ).
-«عرف التعريف بالمولد الشريف» للحافظ شمس الدين بن الجزري، (ت 660هـ).
-«إتمام النعمة على العالم بمولد سيد ولد آدم» لابن حجر الهيثمي، (ت974هـ).
ولم يكتفِ أئمة السنة الأعلام من تأليفهم لكتب المولد الشريف وثنائهم وتصريحهم بإثابة فاعله، بل وصل بهم الأمر إلى أنهم أثنوا الثناء البالغ على من بالغ بالاحتفال بالمولد الشريف، كالملك العادل المظفر أبي سعيد كوكبري الذي كان في عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي، فقد كان هذا الملك يحتفل بالمولد النبوي احتفالاً كبيراً منظماً في كل سنة، وكان يصرف فيها الأموال الكثيرة والخيرات الكبيرة، حتى بلغت ثلاثمائة ألف دينار، وذلك كل سنة، ويذبح الكثير من الإبل والبقر والغنم ويطعمها الفقراء والمساكين وعامة الناس على اختلاف طبقاتهم...
وأخباره تجدها في «البداية والنهاية» لابن كثير. وقد وثقه أئمة علماء السنة وأثنوا على فعله ذلك.
قال ابن كثير: «كان المظفر يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً، وكان شهماً شجاعاً عاقلاً عالماً عادلاً».
وقال الإمام الذهبي: «كان متواضعاً سنياً يحب الفقهاء والمحدثين».
المهم من هذا تعلم أن المسلمين ما زالوا يحتفلون بمولد المصطفى- صلى الله عليه وآله وسلم- قرناً بعد قرن إلى يومنا هذا، ولم ينكر أحد عليهم ذلك، إلاَّ لمَّا جاء محمد بن عبد الوهاب النجدي وأتباعه الذين عُرفوا في ما بعد بالوهابية، والآن يعرفون بالسلفية، هكذا بدأوا ينكرون على المسلمين بمن فيهم العلماء العاملين، والأولياء الصالحين، والأقطاب العارفين، والجهابذة المخلصين... أنكروا عليهم احتفالاتهم بمولد المصطفى- صلى الله عليه وآله وسلم- بحجة أنها بدعة لم تكن في الزمن السابق (زمن الصحابة والتابعين)، بل ووصل بهم الأمر إلى أن بدَّعوا وكفروا كل من يحتفل بمولد المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم-  وهذا جهل منهم بمقاصد الشريعة وأصولها، فهم لم يسبروا غورها، ولم يدركوا سرها، ولم يعرفوا عظمة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم-  في القرآن، وأن محبته والتفاني فيه من كمال الإيمان، واحترامه وتعظيمه من أعلى مراتب الإحسان، فكيف يكون ذلك بدعة ضلالة، واحترامه وتعظيمه - صلى الله عليه وآله وسلم-  من الأمور المطلوبة شرعاً؟! ولكي تعرف خطأهم ذلك لابد أن نوضح معنى البدعة.

البدعة والاقتداء
البدعة:«الإبداع إنشاء صنعة بلا احتذاء واقتداء، ومنه قيل ركِيَّةُ بديع أي جديدة الحفر، والبديع المبدع، وبدع الشيء يبدعه بدعاً: أنشأه على غير مثال سابق فهو بديع، وفي التنزيل العزيز: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)أي منشئهما على غير مثال سابق، وأبدع: أبدأ، والبدع: بالكسر الأمر، الذي يكون أولاً يقال: ما كان فلان بدْعاً في هذا الأمر، وفي التنزيل العزيز: (قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ)قيل معناه مبدعاً لم يتقدمني رسول، وقيل: مبدعاً في ما أقوله» . 
وقال الراغب: «إذا استعمل- أي الإبداع- في الله تعالى فهو إيجاد الشيء بغير آلة ولا مادة ولا زمان ولا مكان، وليس ذلك إلا لله، والبديع يقال للمُبدع- ثم ذكر الآية-...» . 
ويقال: بدَّعه تبديعاً: نسبه إلى البدعة. 
فالبدعة: ما استحدث في الدين وغيره، قال الراغب: «والبدعة في المذهب إيراد قول لم يستنَّ قائلها وفاعلها فيه بصاحب الشريعة». 
وقال الفيروز آبادي البدعة: «الحدث في الدين بعد الإكمال..».
وقال صاحب «كشف الارتياب»: البدعة إدخال ما ليس من الدين في الدين، ولا يحتاج تحريمها إلى دليل خاص لحكم العقل بعدم جواز الزيادة على أحكام الله تعالى ولا التنقيص منها لاختصاص ذلك به تعالى وبأنبيائه الذين لا يصدرون إلا عن أمره».

الخلاصة
والخلاصة من هذا كله أن البدعة: استحداث أمر ما يرفضه الذوق، ويستنكره العرف ولا يقبله العقل، وليس له أصل في الشريعة، ولا يدخل في أي أمر عمومي...
ولذلك جاء في الحديث الذي رواه البخاري بسنده عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد»، أي من أحدث أمراً لا يندرج تحت شريعتنا وليس له أصل ولا يدخل في أي لفظ عام، فهو مردود.
هذا ولتعلم أن البدعة لا تكون بدعة إلا إذا فعلت بعنوان أنها من الدين، أما إذا كانت في غير الشرع فلا مانع منها لضرورة ذلك كالابتكار والابتداع في العادات والتقاليد وفي الأمور الحياتية والمعاشية و...إلخ، والاحتفال بمولد المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم-  ليس من هذا أو ذاك، بل هو يدخل في عموم وجوب تعظيمه واحترامه - صلى الله عليه وآله وسلم-  قال تعالى: (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً)  قال ابن عباس: «تعزروه تجلوه، وقال المبرَّد: تعزروه تبالغوا في تعظيمه».

محبة النبي
جاءت الآيات والأحاديث تحثنا وتأمرنا بمحبة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم-  وتعظيمه وتوقيره واحترامه، ولكن لم تأت كيفية مخصوصة أو أسلوب محدد يبين لنا كيفية تعظيمه - صلى الله عليه وآله وسلم-  فبإمكان المكلف أن يختار ما شاء من المصاديق التي تنطبق عليها تلك العناوين، ولا يكون ذلك بدعة ولا إدخالاً لما ليس من الدين في الدين . فيمكن تعظيمه - صلى الله عليه وآله وسلم-  بإقامة الذكريات له والتي منها الاحتفال بيوم مولده - صلى الله عليه وآله وسلم-  ويمكن تعظيمه - صلى الله عليه وآله وسلم-  بالكتابة والتأليف عن شمائله الحميدة وصفاته المجيدة، ويمكن تعظيمه - صلى الله عليه وآله وسلم-  بالإكثار من الصلاة عليه ليلاً ونهاراً، ويمكن تعظيمه بالتكلم عن حقائقه العظيمة ومعارفه الفخيمة وبغير ذلك من مصاديق التعظيم والتبجيل، هذا ومن يحضر الاحتفالات النبوية لسوف يجد فيها أنواع التعظيم والتبجيل له - صلى الله عليه وآله وسلم-  لأن الموالد التي تقام في زوايا الصوفية أو في الأربطة الدينية أو في المساجد أو في أي مجلس من مجالس العلم، هي عبارة عن اجتماع على مجموعة رحمات وبركات، وخيرات ومبرات، وذلك لأن ليلة المولد الشريف تشتمل على: تلاوة آيات من القرآن الكريم (كسورتي ياسين وتبارك) ثم محاضرات حول عظمة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-  وكيفية التفاني في محبته.
كما أنها تشتمل على ذكر محاسن سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-  الخَلْقية والخُلُقية، وعلى الصلوات والتسليمات على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى القصائد والمدائح النبوية المحببة إلى سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-  والتي تجذب القلوب وتقربها إلى حضرة علاَّم الغيوب، كما أنها تشتمل على الدعوات والابتهالات إلى الله تعالى(وتشتمل على قصة المولد الشريف الذي يحكي كله عن إكرام الله تعالى وعنايته برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-  وكيف تولاه الله وحفظه)
إن كل واحدة من تلك المشتملات على تعظيم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- هي مشروعة مطلوبة، وقربة محبوبة، حث الشارع عليها ورغب في أجرها وفضلها ..
فبالله عليك أين البدعة أو الشرك في هذا كما يزعم إخواننا السلفيون- هداهم الله؟!
وهكذا تفهم بقية الاحتفالات الدينية، فلها أصل من الشرع لا تخفى إلا على الجاهل بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم-، لكن للأسف نجد بعض المتشددين والمتنطعين جندوا أنفسهم كما في خطبهم وكتبهم ومنابرهم و- إلخ في محاربة الذين يحتفلون بمولد المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم-  ويكيلون لهم أنواعاً من السب والشتم والتكفير والتبديع، 
وهنا نقول لإخواننا السلفيين: إن قلتم بأن كل بدعة ضلالة مستندين للحديث الذي يقول: «وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة» وكل من ألفاظ العموم، فلا توجد بدعة حسنة.
إن قلتم هذا تكونوا قد حكمتم على سيدنا عمر- رضي الله عنه- بأنه مبتدع وصاحب ضلالة- والعياذ بالله- وإن قلتم بأن صلاة التراويح بدعة حسنة تكونوا بذلك قد رفضتم حديث مسلم-الآنف الذكر- وبهذا تكون الاحتفالات بمولد المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم-  بدعة حسنة هذا على أقل تقدير مع أنه- كما قال أحد العلماء-: لا وجه للمقارنة بين التراويح والموالد، فالتراويح زيادة على ما فعله رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-  والله يقول: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)، ولو كان في صلاة التراويح- من حيث جمع الناس لها والزيادة فيها- حكمة لما غفل عنها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-  فهو أعلم بما ينفع الناس من غيره، بينما الموالد ليست زيادة وإنما داخلة في عموم وجوب تعظيمه واحترامه - صلى الله عليه وآله وسلم-.
لكني أرى بأن صلاة التراويح- لابأس أن-  تدخل في عموم قوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً...)، وتدخل في عموم ما ندب إليه تعالى كقوله: (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) ، وقوله: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)، وفي عموم الأحاديث التي تحث على صلاة النافلة وقيام الليل... ونحن ما أوردنا صلاة التراويح إلا لكي نقيم الحجة على المخالفين. 
أيضاً نقول لإخواننا السلفيين ما تقولون في الأذان الأول الذي أحدثه عثمان ولم يكن في عهد رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-؟!
فقد روى البخاري والنسائي والترمذي وابن ماجه، وأبو داود، واللفظ له: عن ابن شهاب: أخبرني السائب بن يزيد أن الأذان - يوم الجمعة - كان أوله حين يجلس الإمام على المنبر يوم الجمعة في عهد النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فلما كان خلافة عثمان وكثر الناس أمر عثمان يوم الجمعة بالأذان الثالث فأذن به على الزوراء فثبت الأمر على ذلك».
وفي رواية: «فأمر عثمان بالنداء الأول»، وفي رواية «التأذين الثاني أمر به عثمان»، ولا منافاة بينهما لأنه باعتبار كونه مزيداً يسمى ثالثاً، وباعتبار كونه جعل مقدماً على الأذان والإقامة يسمى أولاً، وتسميته ثانياً أيضاً متوجهة بالنظر إلى الأذان الحقيقي لا الإقامة..
المهم من هذا تعلم أن عثمان - رضي الله عنه- أحدث أذاناً ثانياً للجمعة مع أنه ليس إلا أذان واحد ووقته عندما يصعد الخطيب على المنبر ويسلم على الحاضرين، عندها يشرع المؤذن بأذان يوم الجمعة، وهذا ما كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- وأبي بكر وعمر-رضي الله عنهما-.
ولهذا أنكر بعض الصحابة على عثمان فعله ذلك، فقد روى ابن أبي شيبة من طريق ابن عمر قال: «الأذان الأول يوم الجمعة بدعة»قالها على سبيل الإنكار.
إذن عثمان ابتدع أمراً لم يكن على عهد رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم!! فهل نصفه بأنه قد خرج عن الدين ووقع في الضلال لأنه أحدث أمراً لم يكن في عهد سيد العالمين- صلى الله عليه وآله أجمعين-؟! طالما أن إخواننا السلفيين يبدعون ويضللون كل من أحدث أمراً لم يكن موجوداً في عهد النبي- صلى الله عليه وآله وسلم-.
لكنهم كعادتهم سيحتجون بحديث: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي..»، وبالتالي ما فعله عثمان يعد سنة متبعة.
مما مرَّ سابقاً تبين أن صلاة التراويح والأذان الأول للجمعة محدثات لم تكن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-  وبالتالي فهي بدعة طالما أن السلفيين يقولون إن كل ما لم يكن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-  أو لم يفعله رسول الله فهو يُعد بدعة ضلالة
هذا وما كنت لأضيع ساعة من عمري للكتابة في مثل هذا الموضوع، وذلك لأن لزوم احترامه وتعظيمه - صلى الله عليه وآله وسلم-  أظهر من الشمس، وأبين من الأمس..
ولأن الفطرة والإنسانية تأمرنا بمحبة واحترام كل من أحسن إلينا أو أسدى إلينا معروفاً، فكيف بمن أنقذنا الله به من الجحيم، وجاءنا بالقرآن الكريم، وأخرجنا من الضلالة، ودلنا على طريق الهداية، ألا وهو السيد الأكرم والحبيب الأعظم سيدنا محمد - صلى الله عليه وآله وسلم .