لنصغ للرجال.. لا للصبية
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
شهداؤنا: رجالٌ أحسنوا البدايات، ولزموا الثبات والاستمرارية في الحركة الجادة نحو تحقيق الأهداف المرتجاة من وراء قيامهم للرحمن، جهاداً في سبيله؛ فكانت الخاتمة بالقتل في سبيل الله؛ التجلي التام لأعظم رجالٍ حملوا روحيةً لا تسعها أجسادهم، وتكلموا بلسان لا قدرة للعقل البشري على فهمه، وطرحوا أفكاراً حيرت العقلاء والفلاسفة، فكانوا النصر الفارد جناحيه فوق عالم المهزومين، والمدى المفتوح إلى ما لا نهاية لإبراز (آيات الله) أمام كل عين تبحث عن الحق؛ وأي حقٍ يبقى خارج نطاق وجود حركة الشهداء، الحاضرين منذ البدء في (عالم الشهادة) وهم المتعلقون (بعالم الغيب) ملكوتيون، في عالم (الناسوت) فكأنهم الوحي، قد اكتسى لحماً وعظماً، والكتاب المسطور وقد صار بهيئة بشر يمشي على الأرض، لذلك كانوا آيةَ بيان الحق للناس (في الأنفس) كما كانوا المصداق على علاماته ومعالمه وأسسه في (الآفاق) فكل طريق لا يبدأ بهم فهو ضلال، وكل موقف لا ينطلق من خلالهم فهو باطل، وكل حركة أو كلمة أو فعل لا يكونون هم المرجع والأساس الذي تنبني عليه تلك الأمور مجتمعة فهي شر وفساد وانقلاب على الأعقاب؟!
لقد ربح الشهيد البيع من الله، بعد أن أكسب مجتمعه وأمته والذين لا يزالون على العهد معه على السير حتى الظهور والتمكين العزة والمنعة والحياة الحرة الكريمة، الرافضة للذلة والهوان والخضوع والاستسلام، التي يرفض أصحابها العيش مقهورين أمام الطغاة والمستكبرين، وإن ضاقت بهم السبل في ميدان المواجهة مع هؤلاء؛ اتخذوا من الموت سلاحاً لقهرهم، وإزالتهم من الوجود.
فتعالوا لكي نصغي لهم، بعد أن نطهر أسماعنا من تخبطات (صبية الإعلام) الذين أسهموا أي ما إسهامٍ في ضرب مصداقية الكلمة المنطلقة في ساحة معركة (الفتح الموعود) وصنعوا بطيشهم هوة كبيرة بين المتلقي ورجال (الجهاد المقدس).
تعالوا لنقول: إن دماء شهدائنا كفيلٌ بإيجاد جبهة إعلامية حقيقية؛ جبهةٌ ترى القتل في سبيل الله مفخرة وشرف وتكريم رباني، لا مدعاة للسكوت والتواري، واتخاذ كل ما يلزم لإثبات العكس من ما قد حصل.
تعالوا لنلجم أقلام المصابين (بصرع الشهرة) ونمنع (طفح الأفواه المصابة بعمى البصيرة) المقدمة نفسها باسم يمن الأنصار من بوابة الإعلام أو السياسة، وهي قد كلفتنا الكثير، ولم تكن يوماً منضبطة بضابط الوعي، ومنسجمة وحركة الواقع. عيونها تلاحق الوهم، وموادها أقرب إلى السراب، إن قالت: كذبت على الصادقين، وإن احتاطت بالتخفي أظهرت عوراتها. فلا بسيد الثورة اهتدت، ولا بالقرآن استنارت.
قلوبٌ مقفلة، وعقولٌ خفيفة لشدة خوائها، قضت على أهم شيءٍ يحصن الجمهور من الاختراق الإعلامي من قبل العدو.
ولكنها لن تحجب الآيات؛ التي أظهرها الله على يد رجال، لا صبية؛ رجالٌ صدقوا.

أترك تعليقاً

التعليقات