اليد التي فقدنا
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
لهفي على آمالٍ قضتْ نحبها في المهد! وعلى أحلامٍ تبخرتْ مع أول شعاعٍ لامسَ أرواحنا؛ جادتْ بهِ شمسُ الحقيقةِ المرعبة!
واحسرتاه على زمنٍ صماديٍ؛ أحيى قلوب الكادحين، وأضاء دروبهم بعد أن استيأسوا من الخلاص، وتاهوا في ظلمات البطش والاستبداد والبغي والظلم والطغيان، وذاقوا ألواناً من العذاب في أودية وعرصات وأقبية نار القصر، لكونه جاءنا وغادرنا قبل أنْ يرتد لهذا الشعب المكلوم طرفه! ولما أرجعنا البصر مرةً أخرى؛ فوجئنا بأن عرشَ الشعب محاطٌ بالملأ والسحرة والدجالين والكهنة، فكيف فرط هذا الشعب بروحه؟ ولماذا غفا في الوقت الذي كان يفترض به ألا يغمض له جفن؟
إننا معشر الثوار الأحرار، يا مَن تطلعتم لزمن الخلاص من ربقة التبعية والوصاية والارتهان، والعفونة المناطقية والقبلية، والوساطات والمحسوبيات والسلب والاستبداد والظلم والاستقواء على الشعب بأجهزة وأدوات وُجِدتْ لأجل الشعب، فأضحت عليه من أجل الحاكم، وفي سبيل بقائه نصبت القيد وأعملت الكرباج، وبنت السجون، نعم أننا لم نفقدْ بفقدان الرئيس أبي الفضل؛ قائداً ورجل دولة فحسب؛ وإنما فقدنا الحاضر، وربما المستقبل للثورة كمشروع وحركة ومبادئ وأهداف.
أجل فقدنا اليد التي تبني بكل ما تمثله من فكر ورؤية ووعي وثبات وقوة إرادة وانحياز للشعب، وإيمان بالقضية، واستمساك بالمشروع، واجتراح المعجزات في ذروة التصعيد العدواني السعودي الأمريكي على بلدنا، فقدنا التجسيد العملي للثقافة القرآنية على أرض الواقع.
وعليه؛ فإن الأيام حبلى بما ستدمى له القلوب، ويُنفق لشدة هوله ماء العيون! وما خطف واعتقال خالد العراسي بتلك الطريقة الفجة والمروعة إلا قطرة من مطر السوء الذي يمطر به المزرون أبناء الشعب بين الفينة والأخرى! نعم قطرة واحدة سبقتها وتلتها قطرات من رداع وصبري الحكيمي، فالمبيدات القاتلة المهربة منتهية الصلاحية والممنوع تداولها عالمياً إلى الكثير والكثير مما لايزال طي الكتمان، مع أنه قد أعمل خنجره في ضمير الثورة ومجاهديها وظهر سيدها!
فلا تفزعوا إن اعتقل المزرون المحب الموالي للثورة وسيدها، الكاشف للفساد والمفسدين، ولم يجد الفاسد والقاتل للشعب إلا الحظوة والتكريم والحماية، لا تفزعوا إن سمعتم السلطة المزرية تدافع عن المبيدات، وتبرر وجودها، وتقف مع تجارها، مع أن سيد الثورة يصفهم بالقتلة والمجرمين!
لا تفزعوا إن قيل لكم على لسان المزرين: الناصح الأمين؛ انتهازي وثرثار، وجاسوس أو متناغم مع الجواسيس، والكذاب العميل المرتزق القاتل الانتهازي؛ وطني حر غيور، أسلم، وحسن إسلامه، بل بات مثل الإيمان الأعلى.
فالمزرون هم الحقيقة، وما سواها فهو هرج ومرج.

أترك تعليقاً

التعليقات