هزيمة الكيان المنذرة بالزوال
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
من حيث المضمون فإن معنى جملة "هُزم الكيان" مساوٍ على وجه الدقة لمعنى "انتصرت إيران"؛ وهذا صحيح لأن هزيمة كيان العدو الصهيوني تأتي من فشله في تحقيق أهدافه من حربه العدوانية على إيران. ولهذه الحقيقة وقع أشد وطأة على الكيان نفسه، وعلى أعداء إيران عموماً؛ لأن هذا يعني بالضرورة هزيمة أمريكا، حامية الكيان وشريكته في عدوانه، بل إن أمريكا أصيلة العدوان وقائدته الفعلي، فالكيان يحارب بأسلحة أمريكية وطائرات وصواريخ أمريكية وتخطيط وقرار أمريكي، وهذا ما لا تتحمله أدوات أمريكا التنفيذية في المنطقة من أنظمة دول ودويلات التطبيع.
والكل بات يدرك يقيناً أن هذا الكيان لا يمكنه القيام بأي حرب عدوانية، سواء على إيران أو غزة وغيرها، دون قرار وشراكة أمريكية أوروبية وأنظمة عربية وأعرابية. فهذا الكيان المؤقت هو أداة قذرة زرعها الاستعمار الغربي في قلب الأمة كأداة لتنفيذ حروبه القذرة ضد شعوب الأمة. وهذا ما قاله وصرح به علناً المستشار الألماني الحالي "ميرتس". وهذه حقيقة، وكان هذا ولا يزال هو الهدف من إنشائه من قبل دول الاستعمار الأوروأمريكي الغربي القذر، والذي تكشفت قذارته أكثر فأكثر من خلال شراكة هذا الاستعمار المعلنة في العدوان على شعوب الأمة، ومنها اليمن وإيران، وفي جرائم الإبادة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المستمرة منذ 21 شهراً.
ومن خلال هذه الشراكة الغربية المعلنة لكيان العدو الصهيوني في جرائمه، والتي جاء الاضطرار لإعلانها نتيجة عجز هذا الكيان خلال حروبه العدوانية عن تنفيذ مشاريعهم الاستعمارية، وتحقيق أهداف هذه الحروب، تتأكد باستمرار قذارة هذا الاستعمار وسقوطه الأخلاقي والقيمي والإنساني، ومن خلاله يتأكد زيف ما كان يسمى "القيم الأمريكية-الغربية"، وأنها ليست سوى قيم إجرامية قذرة يندى لها جبين الإنسانية، وجرائم الإبادة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة شاهد على ذلك، وستبقى هذه الجريمة لعنة في جبين ما يسمى النظام الدولي، الإجرامي المتهالك.
ولقد هُزم كيان العدو الصهيوني في حربه العدوانية على إيران، بعد ما تلقاه من ضربات صاروخية قوية وشديدة التدمير ومؤلمة من قبل الجمهورية الإسلامية خلال اثني عشر يوماً من عدوانه، والتي جعلته يصرخ ويستغيث بأمريكا لإنقاذه وإنزاله من الشجرة، وهذا ما يؤكد الانتصار الإيراني وهزيمة الكيان في هذه الجولة ومن قبلها في "طوفان الأقصى". هي سلسلة من الهزائم التي ستستمر إلى زواله بعون الله من قلب الأمة فلسطين، وسيرحل معه الاستعمار من المنطقة. والله غالب على أمره. ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز.

أترك تعليقاً

التعليقات