زمناً ولد من ضحى تموز
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
كان حزب الله -ولا يزال- عيننا التي نرى من خلالها السبيل الذي يجب أن نسلكه لكي نعود إلى ذواتنا، واليد التي كسرت قيود وأغلال زمن الهزيمة، والإرادة التي مدتنا بممكنات النهوض من درك الشعور بالذلة، وأخرجتنا من وحل الخنوع والاستسلام، إلى فضاء العزة والكرامة والمقاومة لكل مقومات الاستعباد والاستعمار والاستحمار.
لقد كان بحق روحنا التي بعثت أجسادنا النخرة من قفار العدم، لنصبح معها وفي ظلها وبفضلها جزءاً من الوجود، لنا كامل الحق في الحياة والحركة، ونملك القدرة على فعل ما يستلزم للحفاظ على بقاء إنساننا سيداً حراً مستقلاً. إنه وبكل ثقة: ذاتنا الثورية التي فارقتنا واحتجبت عنا منذ النكسة التي عشنا بعدها في تيه وضياع وانعدام وزن، ليس لنا الحق بأن نمنح أنفسنا من صفة سوى أننا المهزومون الذين كانت الهزيمة قدرهم، والمجبرون على الاعتراف بأن العدو الصهيوني ما كان له إلا أن ينتصر علينا أبداً.
وما إن جاء حزب الله، خلعنا جلود الهزيمة، ولبسنا جلود النصر والعزة، بدم حسيني، وصبر محمدي، ويقين وروحية وعقل وعقيدة علوية، فدخلنا بوابة النصر والغلبة من مسلكها الصحيح.
وإذاً، لن تُهزم أمةٌ مثل حزب الله طليعتها وروحها وأملها في المستقبل، وضميرها وفكرها وتاريخها وشرفها في الماضي والحاضر.
ولن يُهزم حزب الله، لأنه يصنع النصر بالدم قبل السيف، وبالروح قبل الواقع.
نعم، هو حزب الله، المكتوب له الغلبة في الكتاب المسطور والمنظور. وفيه يتجلى نصرُ الله قائداً وسيداً لشهداء الجهاد والمقاومة، وزمناً وُلد من ضحى تموز ليكبر ويتنامى حتى بلغ رشده واستوى طوفاناً بعين القدس، مفتتحاً بتضحيات رجال الله في جنوب النصر المقدس معراجاً لكل الأحرار إلى سدرة الوراثة للأرض، وما هذه الصواريخ إلا براق الوعد الصادق للإسراء بنا ليلاً بمعية روح الأمين الشاهد والشهيد إلى المسجد الأقصى.
حزب الله الذي يقول عن القدس: دماؤنا زيت فجر تحريرها، وأرواحنا آيات العشق السرمدي لترابها.
من الطف جئنا، ومن الجنوب أقمنا قيامة الصهيونية والاستكبار.

أترك تعليقاً

التعليقات